دراسة رسمية صادمة تعري واقع “التعليم عن بعد” خلال فترة الحجر الصحي!
هوية بريس – متابعات
كشف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، في دراسة جديدة أنجزتها الهيأة الوطنية للتقييم، أن الدراسة عن بعد خلال فترة الحجر الصحي في جائحة كورونا، عرفت إقبالا ضعيفا للتلاميذ على المنصة الرسمية الرقمية الخاصة بالتعليم عن بُعد، وأن 21.3 في المائة، فقط من المدرّسين أكدوا أنهم استخدموا، بالفعل، منصة Telmid-Tice، التي أحدثتها وزارة التربية الوطنية، في مقابل إقبال حوالي 70.4 في المائة، من المُدرّسين، والمتعلّمين على تطبيق “واتساب” لضمان رغبة منهم في الاستمرارية البيداغوجية.
الدراسة، التي أجرتها الهيأة الوطنية للتقييم حول “التعليم إبّان جائحة كوفيد 19″، والتي وقفت على التحديات البيداغوجية، التي واجهت التعليم إبّان الجائحة، قالت إن أطفال الأسر ذات الدخل المحدود واجهوا صعوبات في التعلّم.
وعانى هؤلاء، في الدرجة الأولى، من ضُعف الإمكانيات، وعدم توفر التجهيزات اللازمة لمتابعة الدروس، إضافة إلى مشاكل أخرى، كالسّكن الضيق، والاكتظاظ داخل البيت، والبيئة الأسرية غير المُساعِدة، كما أن الفتيات اشتكين من الأعمال المنزلية، التي فُرضت عليهنّ على حساب التعلّم.
وأظهرت الدراسة الحديثة، التي تم الإعلان عنها، اليوم الأربعاء، في إطار ورشة تفاعلية عبر تقنية التناظر المرئي، كشفت، أيضا، أن 13.5 في المائة من المُدرّسين، الذين شملتهم الدراسة لا يتقنون التعامل مع تكنولوجيات المعلومات والاتصال، 67.1 في المائة لديهم مستوى متوسّط، بينما 19.4 في المائة فقط لديهم مستوى عالٍ أو عالٍ جدّاً.
كما أبرزت الدراسة ذاتها آراء متضاربة حول التعليم عن بُعد، فقد عبر 62 في المائة من المدرسين أنهم غير راضين، أو غير راضين بتاتاً تُجاه تجربتهم في التعليم عن بُعد، في مقابل 35.4 في المائة فقط من المُدرّسين عبّروا عن رضاهم.
كما كشفت دراسة التعليم عن بعد، غياب ما وصفته بـ”تكافؤ فرص التعلّم بين التلاميذ أثناء الجائحة”، وقالت: “إن كان مُشكل عدم تكافؤ الفرص مطروحاً قبل الجائحة، إلا أنه تفاقم أكثر خلال فترة الحجر الصحي، مما أضرّ بتعلّم تلاميذ العالم القروي، وأطفال الأسر ذات الدخل المحدود”.
وفي إطار تقييم الانعكاسات، ونسبة الحضور، أكدت الدراسة ذاتها، أن 36 في المائة من المُدرّسين، الذين شملتهم الدراسة، أن التعليم عن بُعد كانت له انعكاسات سلبية على التعلّم، في مقابل 27.5 في المائة يرون أن له آثارا إيجابية، بينما يعتقد 13.5 في المائة أن ليس له أي تأثير على تعلّم التلاميذ، أما 23 في المائة، فيقولون إنهم لا يعرفون ما إذا كانت للتعليم عن بُعد آثار على التّعلّم أم لا.
بخصوص نسبة حضور المُتعلّمين في الحصص، أكد 52 في المائة من المُدرّسين، الذين اعتمدوا نمط التعليم عن بُعد أن نسبة حضور التلاميذ، كانت ضعيفة إلى ضعيفة جدّاً. وبالمقارنة بين العالمين القروي، والحضري، أظهرت نتائج دراسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين أن نسبة حضور التلاميذ لحصص التعلم عن بُعد في المناطق النائية كانت أضعف من مثيلتها في المدن (61 في المائة من المُدرّسين في العالم القروي وصفوا نسبة حضور التلاميذ بأنها ضعيفة إلى ضعيفة جدّاً، في مقابل 44.8 في المائة من المدرّسين في المدن، وصفوها بذلك).