“ديما دينا سوزان رزان” أربع توائم يتفوقن في معدلات الثانوية وختم القرآن
هوية بريس – الجزيرة
لم تتقارب التوائم الأربع ديما ودينا وسوزان ورزان الشنيطي (18 عاما) في رحم أمهن فقط، بل تقاربن في معدلاتهن بالثانوية العامة “إنجاز”، وفي إتمامهن لحفظ القرآن، فلفتن الأنظار إلى قريتهن أم طوبا جنوب القدس المحتلة.
شاركت الجزيرة نت فرحة التوأم الرباعي في بيتهن الصغير الذي يقابل مستوطنة “جبل أبو غنيم” المُقامة على أراضي قرية صورباهر جنوب القدس، كُنّ يتشاركن ابتسامة كعقد تشابهت لآلئه وتمايزت في الوقت ذاته.
مع إعلان نتائج الثانوية العامة في فلسطين المحتلة صباح يوم الخميس، تلقت التوائم نبأ تفوقهن في الفرع العلمي من مدرسة بنات أبو بكر الصديق بصورباهر، حيث حصلت دينا وديما وسوزان ورزان على معدل 93.9 و92.1 و91.4 و91.1 على الترتيب.
تعزو والدتهن نجاح الشنيطي (55 عاما) تقارب معدلاتهن إلى تشابههن الشديد في كل شيء ومتابعة دراساتهن سويا وتشابه ميولهن العلمي، وتعلل ارتفاع معدل اثنتين منهن عن الأخريين مازحة “لقد أرضعت ديما ودينا أربعة أعوام ونصف العام، أما سوزان ورزان فرضعن عاما فقط، الرضاعة الطبيعية تزيد الذكاء”.
تشابه في كل شيء
لا يكاد الرائي يميز الأخوات عن بعضهن، فقد تشابه خَلقهن لدرجة كبيرة، وتقول والدتهن إن المعتاد أن لا يتشابه التوأم الرباعي، أما بناتها فتشابهن لبقائهن في كيس واحد داخل رحمها.
تميّز التوأم الرباعي في التحصيل الدراسي منذ طفولته وحاز العديد من شهادات التقدير التي ملأت جدران البيت (الجزيرة) |
كانت نجاح تضع خيوطا صوفية ملونة في معاصم بناتها في صغرهن لتمييزهن، لكنها اليوم لا تحتاج لذلك، حتى إنها تميّز أصواتهن من بعيد.
تقول إن الله رزقها بهن بعد موت طفلها ذي الأربعة الأشهر، ونصحها الأطباء آنذاك بإجهاض اثنتين منهن، زاعمين أن تشوهات أصابتهن، لكنهن ولدن في الشهر السابع من الحمل بصحة تامة وأنرن حياتها بعد ستة أبناء.
“كنّ يمرضن معا ويلعبن معا ويصررن على أن يوحدن لباسهن، كانت تربيتهن سهلة بسبب هدوئهن”.. تصف نجاح توائمها، وتقول إنها أرسلتهن إلى مسجد القرية في عمر صغير لحفظ القرآن واشترت لهن ملابس متشابهة للصلاة.
حفظ القرآن
تقول التوأم دينا للجزيرة نت إن رحلة حفظهن للقرآن بدأت مع التحاقهن بمركز “عبد الله بن مسعود” في عمر 13 عاما وأتممن حفظه في الـ17، وحرصن على إعطائه الأولوية قبل الثانوية العامة.
حفظت التوائم الأربع القرآن كاملا في عمر السابعة عشر (الجزيرة) |
تُرجع ديما الفضل في تفوقهن الدراسي إلى حفظ القرآن، فقد وهبهن ملكة الحفظ السريع وساندنهن في مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية، وتؤكد أن القرآن منحهن بركة في العلم والوقت.
كلما وجهنا إلى التوائم سؤالا أجبن إجابات متشابهة في الوقت ذاته، وابتسمن بخجل أبهج محياهن. تقول سوزان “لا بأس إن اختلطت إجاباتنا فنحن شخص واحد”.
منحة دراسية
يطمح التوأم الرباعي لدراسة الطب أو الهندسة في إحدى الجامعات الفلسطينية، ويرجو والدهن مرعي الشنيطي (58 عاما) أن يحصلن على منحة دراسية لعظم المصاريف التي يحتجنها لدراسة تلك التخصصات وتحقيق أحلامهن.
تقول رزان للجزيرة نت إنها وأخواتها كن يدرسن معا في الثانوية العامة وتنتظر إحداهن الأخرى حتى يتشابهن في إنهاء الفصول المتفق عليها، وتضيف أن أكثر ما ساعدهن هو تخليهن عن استخدام الأجهزة الذكية وتعطيل حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي.
اتفق التوأم على حب اللون الأسود وأكلة “الكبة” و”اللازانيا”، وممارسة كرة القدم وكرة السلة، ويعشقن الدبكة، ويقصدن دائما باب العامود والمسجد الأقصى سويا كأبرز الأماكن المحببة إليهن.
يحلم التوأم بالسفر حول العالم، وتفصح رزان عن أبرز الدول التي يرغبن في زيارتنا “تركيا، إيطاليا..”، تقاطعها ديما بهمس مُلّح “وسويسرا سويسرا أيضا”.