د.البشير عصام يكتب: رسائل قصيرة عن تعديل “مدونة الأسرة”
هوية بريس – د.البشير عصام المراكشي
رسائل قصيرة عن تعديل “مدونة الأسرة“:
✔️ الأولى– إلى أصحاب القرار السياسي الذين سعوا إلى هذا التعديل وحرصوا على تنزيله:
ستتحملون أمام الله سبحانه وزر هذه المخالفات الشرعية، التي محصلها مزيد من الابتعاد عن أحكام الله الربانية، وعن التصور الإسلامي الراقي للمجتمع والأسرة.
وستتحملون أمام الشعب المغربي مسؤولية المزيد من انتشار الزنا والتفسخ الأسري والتآكل المجتمعي.
ولن ينفعكم في هذين المقامين رضا الحكومات الغربية ولا المنظمات الحقوقية والنسوية، بل ستكون المسؤولية كلها عليكم، فأعدوا للحساب العسير جوابا!
✔️ الثانية– إلى العلماء الرسميين الذين شاركوا في هذا القرار بتطلب المسوغات الشرعية واختراع القواعد الباطلة لتحليل الحرام وتحريم الحلال:
سيحفظ التاريخ موقفكم، ولن ينفعكم رضا أصحاب القرار الآن، فإنهم عما قريب سيطلبون منكم المزيد من التنازلات، فهذا منحدر قد سبقكم إليه الكثيرون عبر التاريخ، فما جنوا إلا الذل وقالة السوء.
✔️ الثالثة– إلى العلماء الساكتين الذين ينشطون عند مناقشة القضايا الخلافية القديمة، ويتحمسون عند الرد على المخالف في الاجتهاديات:
بئس قدوة الشباب أنتم!
يا ضيعة الأعمار التي أفنيتم في حفظ المتون وتلقي العلوم، ثم آل أمركم إلى الحديث في كل شيء إلا في ما تعظم حاجة الناس إلى كلامكم فيه!
أما آن لكم أن تخرجوا من هذا القمقم المظلم الذي حشرتم أنفسكم فيه، حتى صرتم عالة على الأمة، يُقضى صغير أمورها وكبيره وأنتم غائبون مغيبون!
✔️ الرابعة– إلى الحركات الإسلامية التي ما نشأت إلا للدعوة إلى تحكيم الشريعة:
فهذه الشريعة يقتطع منها في كل يوم جزء، حتى صار أعظم أمانينا أن تبقى الأحوال على ما هي عليه، بدلا من أن نحلم بتحقق الأفضل والأكمل.
ففيم سكوتكم وغيابكم، بل فيم مشاركة بعضكم في هذه التحولات المخالفة للشريعة؟
✔️ الخامسة– إلى عموم الدعاة و”المؤثرين:
هذا أوانكم..
وإن لم تنشطوا اليوم كمثل نشاطكم السابق في ما لا يحصى من القضايا الخلافية أو المسائل التي يسيل لها لعاب الجماهير، فاعلموا أن حملكم لقب الدعوة شرف لا تستحقونه..
ألا تداركوا دعوتكم بالتصحيح والتقويم، قبل أن تكون الدعوة عبئا على الأمة تضاف إلى سائر أعبائها بدلا من أن تكون للأمة طوق نجاة وإكسير حياة..
✔️ السادسة– إلى عموم الناس:
إن حكم القاضي لا يبيح الحرام ولا يحرم الحلال، فلا تتسارعوا إلى ارتكاب ما يخالف الشرع بدعوى موافقته للقانون؛ بل الزموا غرز العلماء الربانيين واسألوهم عن حكم الشرع لتلزموه، ولا تقدِموا على شيء حتى تأتيكم الفتوى المعتبرة بحكمه.
والله الهادي إلى سواء السبيل.