د. الريسوني يكتب: فرنسا أشد الدول عداوة للإسلام
هوية بريس – د.أحمد الريسوني
عدد من الدول أو الأنظمة تتعلل بمحاربة الإرهاب، أو محاربة التطرف، لمحاربة التدين والمتدينين ودعاةِ الإسلام.. وهم في الغالب إنما يحاربون الإسلام لكبح تمدد حركاته وتأثيرها الاجتماعي والسياسي، فهم يحاربونه خوفا منه، وتحصينا لأنفسهم ولإيديولوجياتهم وسياساتهم ومصالحهم.. وهذا شيء مفهوم ومعهود في السياسة.
أما فرنسا الرسميةُ فتجاوزت كل هذا إلى الحرب المكشوفة والمباشرة ضد الدين الإسلامي نفسه، وضد شعائره وثقافته ولغته، لا لشيء سوى أنه الإسلام وكفى.
فجميع التضييقات العنصرية، السياسية والقانونية والاجتماعية، التي يتعرض لها المسلمون في أوروبا هي اختراعات فرنسية أولا، يتم تجريبها وفرضها في فرنسا، ثم يقع تصديرها وترويجها لدى باقي الشركاء الأوروبيين، فتُـرفض أحيانا، وتقبل أحيانا بشكل جزئي، أقلّ عدائية وعدوانية مما في فرنسا.
وفرنسا هي الأكثر إغلاقا للمساجد في أوروبا، والأشد تضييقا على ما لم يغلق منها، والأكثر منعا لما يراد فتحه منها.
وهي الأشد همجية في حربها على لباس النساء المسلمات، وخاصة منديل الرأس.
وهي التي يخرج رؤساؤها، اليمينيون واليساريون والوسطيون، لينخرطوا بأنفسهم صراحة، ودون أي تحفظ دبلوماسي أو بروتوكولي، لإعلان حربهم على الإسلام.
وفرنسا وحدها ينخرط بعض من نخبها السياسية والفلسفية والإعلامية -وبشكل جماعي ومنسق- في مواجهة شرسة ضد القرآن الكريم، وضد نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام.
وفرنسا ما زالت تعتبر نفسها الوصي والرقيب العتيد على مستعمراتها الأفريقية، فتسعى بكل طاقتها ونفوذها لسحق كل نشاط أو تقدم إسلامي فيها.
فرنسا أصبحت أبعدَ الدول الغربية الأوروبية عن شعارها القديم: الحرية، المساواة، المؤاخاة.
فرنسا في العمق تحارب الإسلام بروح صليبية صهيونية، متسترةً ومتلفعة بشعارات علمانية.
فرنسا الرسمية لا تحارب الإسلام خوفا منه ومن أهله، كما يفعل آخرون، وإنما تحاربه كراهية له، وكراهية لوجوده، وخاصة في أوروبا وأفريقيا..
بعض الدول همُّها الأول تجريدُ المسلمين من عناصر قوتهم المادية..
أما فرنسا فهمُّها الأول تجريد المسلمين من عناصر قوتهم الروحية، بل تسعى لجعلهم بدون روح.
وختاما: أقدم التحية والتقدير لأحرار فرنسا وحرائرها، الذين يجهرون بمناهضتهم ومقاومتهم لهذا السقوط..
الغريب ان فرنسا ازدادت هيمنتها سياسيا وثقافياو لغويا واقتصادية على المغرب، بفضل العلمانيين والفرنكفونيين الذين يتماهون معها اديولوجيا، والسياسيين الذين يتوهمون ان المغرب بدون دعم فرنسا ستنال منه الخصوم.
من مظاهر النكوص في استفحال التبعية اكثر من السابق، وعدم الحرية في اتخاذ القرار ات بمعزل عن فرنسا، التدريس باللغة الفرنسية. فإذا كان البعض يساند القرار بحماس ، اما لاديولوجيته او طبيعة تكوينه أو ارضاء وتنفيدا لمن هو أسمى منه، فإن العيب كل العيب على حزب يدعي مرجعيته الاسلامية، كان من المساندين للغة فرنسا في التدريس بدون أدنى خجل.
أين هي مكانة لغة القرءان عند أصحاب المرجعية الإسلامية §.