د.الصمدي يكتب: الحرب الحضارية الثانية

14 ديسمبر 2023 19:32

هوية بريس – د.خالد الصمدي

بعد الحرب الحضارية الأولى التي وضعت أوزارها بسقوط الاتحاد السوفياتي (رحم الله الخبير الاستراتيجي الدكتور المهدي المنجرة).

مخطئ من يعتقد أن الحرب الجارية اليوم هي عدوان على بقعة في حدود ضيقة تسمى قطاع غزة، ويقوم بها في هذا المكان من الأرض كيان الغاصب والاحتلال بمحض تخطيطه وتدبيره وإمكاناته.

وأن ما تقوم به المقاومة هو تضحيات لتحرير وطن فقط، تعترف به وتسند حقه في الوجود كل المواثيق الدولية.

وأنها معركة يمكن أن تنتهي بإقرار حق هذا الوطن في الوجود والحدود.

لا يا سادتي:

إنها حرب حضارية ثانية بأوجه وأشكال متعددة ومختلفة تظهر منها صور القتل والدمار، وما خفى من هذه الاشكال والصور المستمرة أشد وأعظم، حرب يقوم بها هذا الكيان بالوكالة منذ زرعه في خاصرة العالم الاسلامي قبل 70 سنة.

يسنده ويموله ويجهزه عسكريا، ويزوده بالمعلومات عن طريق الرصد جوا وبحرا وبرا، ويغطي عنه إعلاميا، ويقف بالمرصاد بالنقض “الفيتو” ضد كل إرادة خير إنسانية لإيقاف هذه الحرب والحد من خسائرها ولو ساندها العالم!!!

كيانات سياسية عديدة تقوم بهذه المهام القذرة تستمد وجودها وتوجهاتها من ثقافة هولاكو الدموية المتطرفة التي لا تؤمن إلا بالقوة والسيطرة، تكره التاريخ والمستقبل فتهدم أقدم مبنى وتقتل أحدث طفل مولود، تكره العلوم والمعارف فتدمر المدرسة ومختبرات البحث العلمي في أرقى الجامعات وتقتل العلماء الفائزين بأعلى الدرجات.

متعطشة للدمار باستمرار، لأنها تطفح بحقد دفين على كل ما هو قيم حضارية إنسانية نبيلة تتوق إلى الحرية والسلام والعيش المشترك.

وتقف بالمرصاد لكل حضارة مختلفة تريد أن تتنفس، حتى وإن عارض هذه التصرفات والقرارات التدميرية جزء كبير من شعوبها التي تنفق جزءا من ضرائبهم على تمويل الخراب عوض التنمية، وضد إرادة كل شعوب العالم التي تؤمن بالاختلاف والتنوع والعيش المشترك.

هذه الشعوب التي استيقظت في اليوم العالمي، (10 دجنبر) على سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا كان يسمى “حقوق الإنسان”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M