د.بنكيران: لا لفرنسة التعليم.. نعم لتدريس المواد العلمية بالعربية
هوية بريس – د. رشيد بنكيران
عمليا لا يمكن لأحد أن يفكر دون لغة، وكلما امتلك الإنسان ناصية اللسان كان أقدر على الإبداع في التفكير والعكس صحيح؛
فلغة عسيرة تفضي إلى تفكير عسير، ولغة غامضة تفضي الى تفكير غامض، ولغة قاصرة تفضي الى تفكير قاصر.
وقصور اللغة له أسباب ذاتية تتعلق باللغة نفسها، وله أسباب خارجية، منها ما يتعلق بالمتكلم بها، ونحن نعرف أن معظم التلاميذ المغاربة يقصر بهم اللسان المفرنس، فلا يتحدثون باللغة الفرنسية بالمستوى المطلوب، فهي في حقهم لغة عسيرة وقاصرة مما تسبب لهم تفكيرا عسيرا وقاصرا.
ومن مظاهر عسر التفكير وقصوره أن فئة عريضة من التلاميذ المغاربة حينما يتناولون نصا مكتوبا باللغة الفرنسية (سواء كان يحمل هذا النص مادة علمية محضة أو غيرها) ويطلب منهم الإجابة عن أسئلة ما فإنهم:
إما أن يترجموا النص في عقولهم إلى العربية بعد قراءته، ثم يفكرون فيه من خلالها ويجيبون عن تلك الأسئلة بالعربية في أذهانهم، وحينما يريدون كتابة تلك الأجوبة على الورق يعاودون ترجمتها من جديد إلى الفرنسية.
تأملوا معي هذه العملية المعقدة والمحفوفة بمعيقات كثيرة!؟
وإما أن يفكر التلاميذ في النص باللغة الفرنسة التي يفتقرون إلى آلياتها، فيترتب عن ذلك تفكير قاصر وفقير، ثم تكون إجاباتهم ضعيفة شكلا ومضمونا، أي تحصيل معرفي ضعيف لن يستطيع الإبداع ومواجهة التحديات.