د.بن كيران: “نحن مع إيران ضد إسرائيل” دروشة سياسية
هوية بريس – متابعات
في خضم التصعيد المستمر في قطاع غزة وتفاعل الشعوب الإسلامية مع مشاهد المجازر المرتكبة من طرف الاحتلال الصهيوني، دعا الدكتور رشيد بن كيران، إلى ضرورة تبني موقف عقلاني وشرعي متوازن يرفض الانحياز العاطفي الخالي من البوصلة العقدية والأخلاقية.
وفي تدوينة نشرها عبر وسم #نحن_ضد_إسرائيل_وكفى، شدّد الباحث في أصول الفقه ومقاصد الشريعة على أن الوقوف في وجه إسرائيل لا يعني بالضرورة التحالف مع إيران أو التغاضي عن مشاريعها الطائفية، التي أعتبرها لا تقل خطرًا عن المشروع الصهيوني، بل تشكل تهديدا موازيا لوحدة الأمة ومناعتها العقائدية والسياسية.
وقال بن كيران: “الموقف الصحيح الذي تمليه الشرعة الربانية، وتؤيده سنن التاريخ، هو رفض الظلم أيا كان مصدره، ومقاومة كل معتد، صهيونياً كان أو صفوياً، ونصرة المظلوم بما يوافق الحق لا بالتحالف مع الباطل”.
وأضاف أن بعض الشعارات الانفعالية مثل “نحن مع إيران ضد إسرائيل” تعكس دروشة سياسية وتفتقر للمنهج، بل وقد تشرعن لظالم آخر بحجة مواجهة العدو الصهيوني، داعيًا إلى موقف واضح: “نحن ضد إسرائيل وكفى”.
وفي سياق حديثه، أكد بن كيران أن الدعاء على إسرائيل، والسعي لهزيمتها بالوسائل الممكنة، لا يعني إطلاقًا الاصطفاف مع إيران أو التغريد باسم مشروعها، قائلاً: “العاقل لا يطلق شعارات انفعالية تمرر السم في العسل، بل يكتفي منها بما يحقق المقصود دون أن يسوق للظالم أو يجمل صورته”.
كما حمّل بن كيران النخب والعلماء والمجتمعات مسؤولية غياب مشروع سياسي وعقدي سني رشيد، يمكنه أن يمثل الأمة في مواجهة الأخطار المحدقة بها من الشرق والغرب، مشددًا على أن الخلل ليس فقط في تغوّل الأعداء، بل أيضًا في غياب القيادة الراشدة الجامعة.
يُذكر أن تدوينة بن كيران لقيت تفاعلاً واسعًا بين النشطاء، خصوصًا أنها تضع حدًا لما اعتبره “تحالفًا انفعاليًا مع الظالمين”، في وقت تحتاج فيه الأمة الإسلامية إلى “موقف رشيد يجمع بين رفض الاحتلال الإسرائيلي، وممانعة مشاريع الطائفية والتغلغل الأجنبي”، وفق تعبيره.
