د.رشيد بنكيران يتحدث عن “زكاة الزيتون”
هوية بريس – د.رشيد بنكيران
◆ نظرا لمجيء موسم جني الزيتون وعصره فإنه يكثر هذه الأيام السؤال عن زكاة الزيتون.
وإسهاما مني في نشر العلم النافع، وسعيا إلى عبادة الله بعلم أكتب هذه الورقة المختصرة التي تتعلق بزكاة الزيتون:
1. قال بوجوب الزكاة في الزيتون جمهور العلماء، على رأسهم المالكية.
2. تجب الزكاة على من يملك الأرض ويستغلها، وعلى من يكتريها لأجل استغلالها، وعلى من دفعت إليه الأرض بعقد المساقاة، وعقد المساقاة هو تعاقد بين صاحب الشجر مع عامل يتحمل مسؤولية حرث الأرض وسقي الشجر ورعايته بنسبة معلومة مشاعة كالربع أو الثلث أو النصف أو غير ذلك قل أو كثر.
3. تجب الزكاة في الزيتون إذا بلغ النصاب فما فوق، والنصاب وهو خمسة أوسق، ما يعادل تقريبا 650 كيلو، فمن وصل محصوله من الزيتون 650 كيلو فما فوق تجب عليه الزكاة.
4. إذا كان شجر الزيتون يسقى بماء السماء أي بلا نضح ففيه العشر أي (1/10) أو (10%)، وإذا كان يسقى بالنضح والرش ففيه نصف العشر أي (0.5/10) او (5%).
5. تخصم النفقات المرتبطة برعاية الشجر من حرث وتسميد وأجرة العاملين لقطف الغلة من مجموع المحصول عند أكثر العلماء، بخلاف قول الإمام مالك الذي لا يجيز ذلك، فمذهبه في هذه المسألة أحوط ومذهب من خالفه فيها أعدل، والله أعلم.
6. لا تخصم نفقات سقي الشجر بالنضح والرش لأن الشرع قد اعتبرها حينما جعل مقدار الزكاة فيما سقي بالنضح نصف العشر فقط وليس العشر.
7. تخرج زكاة الزيتون من حبه ومن زيته، والأفضل من زيته لأنه أنفع للفقراء أو قيمته نقدا.
8. من أخرج زكاة الزيتون نقدا فيجب عليه أن يقدر القيمة بما عليه سعر الزيت في السوق يوم إخراج الزكاة وألا يبخس الفقراء حقهم.
9. من وجبت في حقه الزكاة عليه أن يبادر إلى إخراجها بمجرد انتهائه من قطف الزيتون حباً أو عصره زيتاً وألا يماطل.
10. لا بد من استحضار نية الزكاة وأنت تقدم زكاة مالك لمن يستحقها.
◆ وأخيرا، هنيئا لمن وفقه الله لإخراج زكاة ماله وقلبه منشرح لذلك، فمن كان كذلك فقد فاز بالفلاح في الدنيا والآخرة {قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا 9 وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا 10} [سورة الشمس].