د. فايد: استهلاك التين الشوكي الهندية لا يشكل أي خطر وليس فيه ما يزعج من الناحية الصحية

هوية بريس – عبد الله المصمودي

بعد تخوفات المواطنين ومزارعي نبات الصبار الذي أصابته عدوى غريبة بسبب “الحشرة القرمزية” بسيدي بنور والرحامنة واليوسفية وبعض المناطق المجاورة، وبعد الجدل الذي أثاره تسجيل صوتي لامرأة وهي تحذر من استهلاك ثورة نبات الصبار “الهندية”، وادعائها أنها رأت الكارثة التي حلت بنبات الصبار بسيدي بنور والخطر الذي يمكن أن يصيب مستهلك ثمرته، خرج البروفيسور محمد فايد بدوره ليؤكد أن تلك الحشرة ليست خطيرة وأن استهلاك “الهندية” لا ضرر فيه، وهذا بيانه في الموضوع:

“بيان حول ما يتداول من تسجيلات حول ترهيب الناس وتحذيرهم من استهلاك التين الشوكي “الهندية”

وقبل الحديث عن هذا الخبر فالتسجيل الذي وصلكم ربما يكون مسجل بحسن النية لأن صاحبته تخشى عليكم فيجب أن نرى الأمور بإيجابية وأن نحبب الناس في الإخبار بكل خطر نحن نشكرهم على تفاعلهم مع أي مشكل يضر المواطن.

إن حشرة الكوشنيل ليست خطرا على الإنسان وليست جديدة في الطبيعة فقد استعملها الإنسان في إنتاج الملون الأحمر لصباغة الصوف والجدران، وهي حشرة تربى على الصبار لتنتج ملون أحمر معروف يسمى أحمر الكوشنيل Rouge cochenille كما تشاهدون على الصورة، وهو مركب من حمض الكرمينيك ويطلق عليه كذلك اسم الكارمين.

ويستعمل هذا الملون في كثير من المواد الغذائية منها المشروبات الغازية. ويتم إنتاجه بتربية حشرة الكوشنيل على الصبار ثم جمعها وتجفيفها وسحقها لتعطي ملون الكوشنيل المشفر بـE120 حسب القياس الأوروبي.
وحسب التسجيل الذي بين أيدينا فإن السيدة تتكلم عن دم فهي لا تكذب فهو أحمر ساطع يشبه الدم كما تشاهدون على الصورة، وتنمو حشرة الكوشنيل على الصبار فتتلفه لأنها تغرس منقارها الصغير لتمتص الماء والمكونات التي جعلها الله سبحانه تعيش عليها وطبيعيا يتخمج الصبار من تأثير الأنزيمات التي تفرزها والتي تحلل السيليلوز، وهذه الحشرة لا تنمو إلا على الصبار “الضركة” “أكناري” مثلها كمثل دودة القز التي تنمو على أوراق التوت البري. وهي ليست فايروس كما جاء في التسجيل ويجب توخي الحذر من أي خبر يأتيكم بدون تبرير علمي.

وبهذا التوضيح نخبر أن استهلاك التين الشوكي الهندية لا يشكل أي خطر وليس فيه ما يزعج من الناحية الصحية. وأذكر أن مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري أصدرت بلاغا كذلك في السنة الماضية تخبر فيه أن حشرة الكوشنيل لا تشكل أي خطر على المستهلك.

تشاهدون على الصور ملون الكوشنيل لما يستخرج من الحشرة وصورة للونه الساطع على اليد وهو يشبه الدم كما سمعتم وصورة لتقنيات تربية حشرة الكوشنيل على الصبار في المكسيك وجزر الخالدات”.

ثم أعاد الدكتور فايد نشر تدوينة في حسابه على “فيسبوك” يؤكد فيها ما قاله، وينفي ما يتداوله الناس من ادعاء وجود خطر عند تناول ثمرة نبات الصبار، وهذا نص التدوينة: “نشرنا في الأسبوع الماضي بيانا، حول خنفس الصبار المعروف كذلك بكوشنيل الصبار، نوضح فيه الحقيقة بعدما تداول الناس عبر الواتساب والفايسبوك تسجيلات تحذر من استهلاك التين الشوكي وتخوفهم من فيروس خطير ودم يخرج من الصبار.

لكن مع الأسف لم ينشر البيان على نطاق واسع، بل هناك من نشر شيئا آخر، ولاحظت أن هناك من نشر أخبارا ترهيبية وتخويفية حول التين الشوكي الهندية من جديد وكأنه يريد تكذيب البيان بطريقة أو بأخرى. ونطلب من كل الذين توصلوا بالبيان أن يعيدوا نشره عبر الواتساب والفايسبوك، ليطمئن المغاربة أكثر، ولكي لا يحرموا من فاكهة التين الشوكي الهندية.

ونضيف في هذا التذكير حول سلامة فاكهة التين الشوكي من أي خطر، أننا بصدد إصدار بيان آخر للمزارعين والمنتجين في كل مناطق المملكة حول الحل لهذه الحشرة التي دمرت الصبار في كثير المناطق، ونريد أن نذكر كذلك أننا باحثين وهو ما يجعلنا لا نتخوف من هذه الحشرة بالنسبة للضياع الذي أصاب الصبار، وقد يكون الأمر بسيطا بالنسبة لنا، ولا يتطلب كل هذا الهلع، فالذي قضى 30 سنة في المختبر لا يخيفه خنفس الصبار، وقوة الباحث تظهر في المختبر، والباحث لا يبكي بل يتحدى. فالحل بيد الباحثين وبيد الباحثين فقط، ونحن قادرون على الحل، فكما أنقذنا المغرب في التسعينيات من فطر تليسيا أنديكا الذي يتسبب في تفحم القمح وتخريب الإنتاج، سننقذ المغرب من خنفس الصبار إن شاء الله”.

يذكر أن وزارة الصحة كانت أصدرت بلاغا ذكرت فيه أنها أطلقت برنامجا استعجاليا لمكافحة طفيليات الصبار أو ما يعرف بحشرة (كوشنيل).

وأكدت الوزارة أن هذه الحشرة تخص نباتات الصبار فقط ولا تلحق أي ضرر بباقي الزراعات، مشيرة إلى أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمواد الغذائية يؤكد أن “تناول فاكهة الصبار لا يشكل أي خطر لا بالنسبة للاستهلاك البشري أو تغذية الحيوانات”.