رئاسيات مصر 2018.. أجواء انتخابية هادئة واللافتات الملمح الأبرز (تقرير)
هوية بريس – وكالات
على الرغم من الحشود الجماهيرية الكبيرة المُشاركة في مباراة ناديي الأهلى المصري، ومونانا الجابوني في ستاد القاهرة، الأسبوع الماضي، فإن الشوارع في المقابل كانت هادئة، في ظل سباق رئاسي يُنتظر أن تبدأ عملية الاقتراع فيه خلال أيام، بين مرشحين أحدهما الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي.
هذا الهدوء الذي تعيشه رئاسيات مصر، أقره الإعلامي المصري المقرب من النظام، عمرو أديب، في برنامجه المتلفز مساء الثلاثاء الماضي، قائلا: “لا أحد يستشعر أي شيء، وبقى أيام (على الانتخابات)، غير أن هناك صورا (لافتات) في الشوارع فقط”.
وأيّد خبيران مصريان، حديث “أديب”، في تصريحات منفصلة للأناضول، مرجعين ذلك لكون الرئاسيات محسومة النتيجة لصالح السيسي، بخلاف منافسة أكبر في رئاسيات 2012، وزخم في نظيرتها في 2014، ما يجعلها تخلو من اجواء المعركة الانتخابية التنافسية.
ويطرح أحد الخبراء أن البديل الآن في ظل تلك الأجواء هو حديث سيعلو تدريجيًا بأهمية الحشد والمشاركة.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات من 16 إلى 18 مارس الجاري، بالخارج، وفي الداخل من 26 إلى 28 من الشهر نفسه.
** الواقع الانتخابي
يواجه السيسي منافسا واحدا تقدم بأوراق ترشحه قبيل إغلاق باب الترشح، وهو رئيس حزب الغد (ليبرالي)، موسى مصطفى موسى، الذي كان أطلق حملة تأييد للسيسي قبل إعلان ترشحه.
وتملتئ شوارع مصر بلافتات مؤيدين للسيسي بصورة كبيرة، بخلاف مؤتمرات جماهيرية من أنصاره في القرى والمدن، في مقابل عدد قليل من اللافتات لمنافسه، وفق رصد مراسل الأناضول.
وبلغت نسبة المشاركة، عام 2012، في أول انتخابات رئاسية عقب الثورة، والتي جرت على جولتين حوالي 52 بالمائة من الناخبين، وفاز فيها محمد مرسي، قبل أن تتم الإطاحة به، في 3 يوليوز 2013، حين كان السيسي وزيرا للدفاع.
فيما انخفضت نسبة المشاركة إلى نحو 47 بالمائة في الانتخابات الرئاسية التالية، عام 2014، والتي فاز فيها السيسي بولاية رئاسية من أربع سنوات، بدأها في 8 يونيو من العام نفسه بنتيجة كاسحة.
وفاز السيسي فيها بحصوله على 96.9 في المائة، في حين نال منافسه حمدين صباحي 1.4%، وحلت الأصوات الباطلة في المركز الثاني بنسبة 1.7%.
وتدعو أحزاب وقوى سياسية معارضة إلى مقاطعة انتخابات الشهر المقبل، نظرا لما تقول إنها “قيود مفروضة على المناخ العام، بما لا يسمح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة”، فيما تقول السلطات إنها “ملتزمة بتكافؤ الفرص وضمان الحريات وفق القانون والدستور”.
وخلال مؤتمر خصصه لاستعراض كشف حساب ولايته الأولى، دعا السيسي، في يناير الماضي، المصريين إلى المشاركة بكثافة في الاقتراع الرئاسي، قائلا: “لا تترك حقك لغيرك (..) انزل حتى يكون ضميرك مرتاح”.
ومنذ إعلان السيسي اعتزامه الترشح لفترة رئاسية ثانية، لم يتوقف الإعلاميون الموالون للسلطة عن دعواتهم الناخبين إلى التصويت لصالحه، رغم تأكيد السلطات وهيئات إعلامية حكومية التزامها بتكافؤ الفرص.
** المشاركة الأهم
وغاب الزخم حول الانتخابات الأبرز في مصر على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد المصرية، من قبيل غياب الحديث عن برامج المرشحين والمناظرات بينهما، قبل أن يخرج إعلامي مصري ينتقد هذا الهدوء.
“عبر عن نفسك تحدث حتى أراك (..) انزل قل رأيك “، بهذه العبارات، تحدث الإعلامي أديب، في برنامجه للمصريين مستعرضا حالة الهدوء بالرئاسيات الحالية، قائلا: “لا إذاعة، لا أحدا يتكلم حتى بمجرد عدم الذهاب (..) وكان هناك اهتمام أكبر بمباراة الأهلي”.
وتابع: “أنا أعلم أننا سنتكلم عن الانتخابات قبلها بيومين أو يوم الاقتراع ذاتها، أنا لا أتكلم هنا عن المنافسة أو حملات التأييد والمناظرة، أنا أتكلم عن نزول المصريين في الانتخابات”.
ورأى أن “هناك أطرافا (لم يحددها) سعيدة بهذا الهدوء”، متحدثا أن عن عدوم وجود جهود شعبية أو حزبية أو رسمية تتحرك لتشجيع الناس عن النزول.
ودعا أديب إلى “جهد كبير” خلال الأيام المقبلة لتوعية المصريين بالنزول والمشاركة، والتصويت.
** سببان
سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بمصر، يقول، في حديث للأناضول، إن “حديث أديب عن الواقع الانتخابي كشف للجميع، أن هناك انتخابات هادئة وذلك لأسباب عدة”.
ويحدد الأسباب في نقطتين: “النتيجة المحسومة مسبقا لصالح السيسي، وعدم وجود برامج أو زخم تنافسي في ظل وجود مرشح واحد كان يؤيد السيسي من قبل”.
ويتوقع أن يعلو الحديث الأيام القادمة في ظل الواقع الحالي، إلى أهمية النزول والحشد والمشاركة القوية في الانتخابات، وهذا هو الرهان الآن الذي يتحرك عليه الجميع الآن.
وعلى مسافة متقاربة، يفسر عاطف سعداوي، الخبير في مركز الأهرام الاستراتيجي (حكومي)، الهدوء في مشهد الرئاسيات قائلا إن “غياب كل شيء وأهمها الاهتمام في الانتخابات الحالية يعود لغياب المنافسة والزخم في ظل انتخابات محسومة للرئيس من يومها الأول”.
وأضاف: “انتخابات 2012 لم تكن محسومة النتيجة لكثرة المرشحين وثقلهم فكان الزخم والتنافس هو الأكبر للآن، وتراجع الأمر في 2014 وحاليا كما نرى، فهي متوالية هندسية كلما زاد التنافس زاد الزخم الانتخابي والعكس”.
وقال أيضا “حتى المؤتمرات التي يقيمها مؤيدون للسيسي في القاهرة وبقية المحافظات هي نوع من أنواع إثبات الولاء وليست دعاية انتخابية منظمة”.