ردود فعل غاضبة ضد تصريحات مدير تحرير ميدي1 حول حجاب الحقاوي

عبد الله مخلص – هوية بريس

بعد أن هاجم عمر الذهبي، مدير التحرير بقناة ميدي 1 تيفي، وزيرة الأسرة والتضامن بسيمة الحقاوي، بسبب حجابها وكتب أن الوزيرة “غير قادرة على التخلص من حجابها، فكيف ستبدي رأيها في قضية اغتصاب جماعي لفتاة بالبيضاء”، كتب المحلل السياسي عمر الشرقاوي: “لا اعلم من يحمي مدير ميدي 1 تي في الذي خرج قبل قليل على واجبات التحفظ الذي يفرضه عليه منصبه ليشن حربا صريحة على غطاء رأس وزيرة في الحكومة وكأننا في بورما، ويتهمها بأنها غير قادرة على التخلص من حجابها فبالأحرى إبداء الرأي في قضية اغتصاب فتاة الاطوبيس”.

ليضيف بعد ذلك على حائطه الأزرق “ياك اسيدي ومنين فيك انت هذ الجبهة العريضة علاش مخصصتيش في القناة التي انت المدير فيها تقريرا فاعل تارك في النشرة للحدث المؤلم، علاش على الاقل مادرتيش بحال قناة الدوزيم البارح اللي على علاتها خصصت واحد 3 دقايق للموضوع الذي هز مشاعر الرأي العام”.

الشرقاوي أعلن أنه لا تهمه بسيمة الحقاوي ولا يطيقها كثيرا، لكنه شدد على أن “خروج مدير قناة لمهاجمتها لمجرد لباسها وحريتها الفردية فهذه دسارة وقلة احترام وطبعا ما غاديش تحاسب على هذ الهضرة لحسن حظك انك امام حكومة مبهدلة او على الاقل تستحق التبهديلة”.

محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني، علق بدوره على جداره بالفيسبوك قائلا: “السيدة الوزيرة بسيمة الحقاوي من مؤسسات منتدى الزهراء يا حسن الذهبي مدير تحرير في قناة ميدي ان تيفي!! .. وتعريضك بحجاب السيدة الوزيرة هو اعتداء على حريتها، هو اعتداء من نفس جنس اعتداء شباب الحافلة على الفتاة التي تظهر في الفيديو.. هو تعريض وإهانة لكل النساء المغربيات اللواتي اخترن ارتداء الحجاب”.

هاجر الريسوني الصحفية بموقع اليوم24 اعتبرت أن المشكلة ليست في تدوينة عمر الذهبي في حد ذاتها بل في كاتبها والذي هو مسؤول عما يبث في قناة يشاهدها ملايين المغاربة، وتساءلت “بهذه العقلية ماذا سيصدر لنا من أفكار وقيم للأطفال والشباب والمجتمع عبر المنبر الإعلامي الذي ينتمي إليه”.

لتختم تدوينتها “التطرف لا يهم فقط التطرف الديني أو الإرهاب..التطرف الفكري لدى الذين يدعون الحداثة هو أخطر لأنه مثل سم يقتل ببطء”.

الشرقي لحرش الصحفي بالمنبر ذاته كتب أن مهاجمة رئيس تحرير قناة ميدي 1 تيفي لحجاب الوزيرة بسيمة الحقاوي “لا يجب أن تمر مرور الكرام.. هو اعتداء على حرية شخصية تصل إلى درجة التعبد عند الكثيرات.. رئيس تحرير قناة ميدي 1 تيفي يهدف من خلال تهجمه على الحقاوي إلى توجيه رسالة لكل الصحفيات، خاصة اللواتي يرغبن في الاشتغال داخل قناة ميدي 1 تيفي بحجابهن أنه لا مكان لكن هنا ما لم تنزعوا تلك “الخرقة”.. للأسف هذه العقلية موجودة في عدد من القطاعات وأظن أنه حان الوقت لمحاربتها”.

بدوره علق أنس الدحموني الكاتب العام للنقابة الوطنية لإعداد التراب الوطني والتعمير في تدوينة على حسابه في “فيسبوك” بقوله: “بعيدا عن الإيديولوجيا والقناعات الدينية والفردية، هل هذا المدير البعيد جدا عن واجب التحفظ الذي يفرضه منصبه:

– هل هو ضد الحرية الشخصية للأفراد الذين يختارون عن طواعية لبس التنورة أو الحجاب أو السروال؟

– أو هو يفهم أكثر من ملك البلاد الذي عينها في منصبها باقتراح من رئيس الحكومة ووضع ثقته بها على رأس وزارة الأسرة والتضامن وهو يعلم أنها ترتدي الحجاب؟

– أو هو ضد فئة من الشعب الذي أتى بها بصناديق الاقتراع على اللائحة النسوية للحزب الذي يقود الحكومة؟

انتقاد عمل الوزيرة واستراتيجية تدبيرها للشأن العام ليس عيبا، بل هو مطلوب لتقدم البلاد، وخاصة إذا كان النقد بناء، لكن استهداف الحريات الشخصية وعقيدة الناس يجعله لا يستحق ترأس قناة إخبارية عمومية.

إنه مجرد حاقد ضعيف أشفق فعلا عليه!”.

تجدر الإشارة إلى أن الوزيرة بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، صرحت لموقع “مواطن المغرب”، تعليقا على حادث الاعتداء على فتاة مختلة عقليا بحافلة عمومية بالدار البيضاء، “نحن ننتظر أن يُصوّت مجلس المستشارين على مشروع قانون العنف ضد النساء، ليصبح هذا القانون مرجعا للقضاة لكي يُحاكموا المجرمين وكذلك المتحرشين وممارسي العنف على المرأة”.

وأضافت “نحن ضمّنا في مشروع هذا القانون إجراءات في العقوبات، تنص على أنه في حالة الإعاقة تُشدّد العقوبة، وكذلك الشأن إذا كانت الضحية من الأقارب تشدّد أيضا…”.

وختمت الحقاوي تصريحيها بقولها “أنا أظن أن هذا القانون آلية قانونية مهمة جدا يجب أن تخرج للتطبيق لكي تُفعّل وطبعا ليأخذ الجناة جزاءهم”.