رسميا المجاعة في غزة.. فهل أنتم مسلمون؟

23 أغسطس 2025 18:01

هوية بريس – محمد بنعلي

فهل أنتم مسلمون؟

في عدد أمس من الصحيفة الإلكترونية “هبة بريس” قرأت إعلانا غيرَ مسبوقٍ يقول:

“أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، رسميا المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط. وأعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر الجمعة أن المجاعة في غزة ينبغي أن “تؤرقنا جميعا”، وكان من الممكن تفاديها بالكامل لو لم تمنع الأمم المتحدة “بشكل ممنهج” من إدخال المساعدات الغذائية”.

هذا الإعلان الرسمي المفجع للمجاعة في غزة، شهادة وفاةٍ رسميّةٍ وقاسيَةٍ للأمة الإسلامية، التي انهار انتماؤها كلّيّاً للإسلام، لأنها تخلّتْ عن أكبر مقوماته، وهي: “الأخوّة الصادقة” و”نصرة المظلوم” “وتنفيس الكرب” و”الوحدة التي تضاهي البنيان المرصوص” وغير ذلك من المبادئ العظيمة التي من شأنها لو طبّقنا عشُرَها أن يمنحنا هذا العُشُر القوةَ والقدرة على منع الكارثةَ عن غزّةَ، ومكَّنَنا من ردعِ هؤلاء الصهاينة، الذين أدخلونا إلى جحرِهم فصِرْنا لهم خدماً وعبيداً.

حتى الدول الغربية التي كانت أسيرةً في يد أمريكا وإسرائيل أصبح فيها اليوم شرفاءُ ينتفضون ضد الأفعال الوحشيّة لهؤلاء الصهاينة، وانطلقت من داخل حكوماتِها أصواتٌ قويّةٌ تعارضُ ما يتعرضُ له إخواننا المسلمون بغزة من محو وجوديٍّ ممنهج ومنظم ومخطّطٍ له. وما استقالة وزير خارجيّة هولندا احتجاجاً على موقفِ حكومته إلا دليلٌ صارخٌ على أن الضمير الإنسانيَّ أصبح أنظَفَ وأنقى من الضميرِ الإسلاميِّ، باستثناء ما نراه ومعيشه من مظاهراتِ الشعوب، وعلى رأسهم الشعب المغربيُّ العظيم.

إن المجاعة في غزة العزة ليست قدراً محتوما قدّره الله على إخواننا الشهداء، بل هي نتيجةٌ حتميةٌ لسياسات الدول الإسلامية التي تترنح بين الصمتِ المخزي والتواطؤ الذي يحرِّمُه دينُنا الحنيف.

إن إخواننا شهداءُ عند ربهم، لهم أجرهم ونورهم، والذين خذلوهم سيقفون غداً ويُسألون. اللهم إنا نبرأ إليك من هذه المواقف التي لا تليق بمن يرتبط بربّه بميثاق الإسلام الغليظ.

اللهم ارحم شهداء غزة سواء قُتِلوا جوعاً أم بآلات الحربِ، أم تحت الدمار. والويل لمن يرى ويسمع ويأكل وينام كأن شيئاً لا يجري في تلك الرقعة المباركةِ.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
9°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة