ريان.. الكرامة والمسؤولية
هوية بريس – إبراهيم الطالب
حادثة ابننا ريان بلغت الآفاق، نسأل الله العظيم أن يسلم ريان ويخرجه من باطن الأرض حيا، ويحفظه من كل سوء.
هذه الحادثة أثبتت شيئا مهما جدا، وهو كرامة الإنسان في بلادنا، والسؤال: لماذا اهتمت كل هذه الأطراف الرسمية وغير الرسمية بأمر الطفل ريان؟؟
وهل هو الوحيد الذي سقط في بئر؟؟
أو هو الوحيد الذي واجه الخطر والموت؟؟
لماذا لا يلقى كل إنسان في خطر هذا الاهتمام؟؟
الجواب: لأن حادثة ريان صارت قضية رأي عام.
وحتى تصير قضية ما قضية رأي عام هذا يعني أنها وجدت من يدافع عنها ويناضل من أجلها حتى تحرك الجميع.
والسؤال مرة ثانية، هل تحتاج صيانة كرامة الإنسان لدى دولته أن تصير كل القضايا قضايا رأي عام؟؟
هذا يقع فقط في الدول المتخلفة التي لا يساوي المواطن فيها قدر شرو نقير ولا شأن بعير.
فلكي يصل المواطن والإنسان عند من يدير الشأن العام إلى مرتبة الكائن الكريم، ينبغي أن تقل نسبة الفساد السياسي والمالي والإداري إلى نسبة دنيا توفر للدولة الإمكانات المالية حتى تستطيع أن تنفق على إنسان فقير في قمة جبل وعر ما تنفقه على ابن الوزير أو الأمير في عاصمة البلاد.
وحتى نصل إلى مستوى احترام الإنسان بمنتهى التكريم، يجب أن يُقال أغلب المسؤولين الفاسدين، ويعزل أكثر السياسين، إذ كيف يمكن للجماعات والمقاطعات أن تمتلك الطائرات والتجهيزات لإنقاذ الناس الذين يواجهون أخطار تهدد حياتهم مع استمرار وجودهم في مراكز اتخاذ القرارات وتدبير الميزانيات؟؟
كيف مع واقعنا يمكن أن تبنى المستشفيات الكافية وتوفر الميزانيات لتجهيزها وتوظيف الأطباء والفرق المتعددة الاختصاصات، حتى لا تبقى النساء يلدن أطفالهن على رصيف المستشفيات، وحتى لا يبقى الناس جرحى ومغمى عليهم وفي وضعيات خطيرة مرميين في قاعات الانتظار وممرات المستشفيات؟؟
ريان أعطانا نموذجا كيف يجب أن يكون الاهتمام بأي إنسان في خطر، فليس هناك إنسان أكرم على الله من إنسان آخر، فالكل سواسية.
ريان جعلنا نفكر ونتساءل:
كم من بئر فاتحة فمها انتظر “ريانين” آخرين، لتلتهمهم؟؟
جعلتنا نتساءل عن المسؤولية التقصيرية التي يجب أن تناط بمن ترك هذه البئر مفتوحة؟؟
من ترك هذا اللغم مزروعا بالقرب من السكان؟؟
من سيتحمل المسؤولية عن الخطر الذي يهدد ريان في أعماق البئر؟؟
لن تكون هناك كرامة للإنسان دون محاسبة ومعاقبة المسؤولين، من كان عليه أن يغلق الثقب المائي؟؟
وهل الشركة التي حفرته هل قامت بسده؟؟
وإذا فعلتْ فمن أزال غطاء الثقب؟؟
هل تتحمل السلطات المحلية المسؤولة عن السلامة العامة ما جرى لريان؟؟
نسأل الله أن يحفظ ريان ويرزقه القوة والصحة ويرزق أهله الصبر ويربط على قلوبهم، ويوقظ ضمائر مسؤولينا، وينتشل العباد من مستنقعات الفساد.