سقايات سلا القديمة.. معالم تواجه الاحتضار وخطر الاندثار
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تحت عنوان: “سقايات سلا القديمة.. معالم تواجه الاحتضار وخطر الاندثار”، نشرت صفحة “Salé ma ville سلا مدينتي“، على فيسبوك، والمهتمة بأخبار مدينة سلا، وتاريخها وعمرانها ومعالمها التاريخية، مقالا، نبه فيه معدوه إلى خطر إهمال “سقايات المدينة العتيقة”، وطالبوا الجهات المسؤولة إلى تحمل مسؤوليتها في الحفاظ على هذا الإرث التاريخي، وفيما يلي نص المقال:
“وتخوض سقايات سلا المدينة القديمة صراع البقاء ضد الإهمال والانقراض، بعدما كانت منارة ومركز حضارة وعنصرا مكونا للمركبات الدينية والتاريخية لهذه المدينة الضاربة في عمق التاريخ.
هذا المركب التاريخي والمسمى الساقية شكل خلال عقود من الزمن مصدرا مهما لمن لا يتوفرون على ماء الشرب بمنازلهم، باعتبار السقاية من المعدات العمومية التي تشرف عليها وزارة الأوقاف في ذلك الوقت.
فما مصير هذه السقايات في مدينة تاريخية كسلا؟ وإلى أي حد تعمل كل الجهات على إنقاذها من الاندثار؟ وهل من مشروع للعناية بالسقايات بمدينة سلا؟
لقد شكل توزيع الماء وكيفية وصوله إلى المركبات الدينية سابقة الذكر، الذي كانت تسهر عليه الأحباس عبر التاريخ، كانت له تصاميم تبرز ذكاء وعبقرية العقل المغربي، وتوضح كيف كان الماء يوزع على الأحياء والأزقة والدروب
كانت الأولوية في توزيع الماء للمسجد باعتباره محور الحي داخل المدينة العتيقة، لأنه الأصل ومزار الحومة، بعدها تأتي الوحدات الأخرى كالسقاية، والفائض من الماء يوجه إلى منازل الخواص، كوجهاء وعلماء الحي السكني، داخل المدينة العتيقة.
“هذا النظام الإبداعي الذي كانت تسهر عليه مؤسسة الأحباس سيعرف انقلابا في القرن العشرين، مع الفترة الاستعمارية، التي بخست شأن الأوقاف بإحداث مؤسسات عمومية جديدة، تسمى “دار الضوء والماء”، ما أدى إلى إضعاف النظام القديم في توزيع ماء الشرب، وانعكس سلبا على السقايات التاريخية، ودفع الأحباس سابقا إلى تفويض أمرها للمجالس البلدية”.
وقد عاينا خلال جولتها بالمدينة العتيقة لسلا المدينة الوضعية الكارثية التي تعيشها هذه السقايات، كما وقفنا على انقراض بعضها، الذي تحول مع مرور الوقت إلى بيوت للسكن لدى البعض، أو اتخذه البعض كمخزن لبعض المدخرات الخاصة كما خلصنا إلى أن هذا الإهمال، ناتج عن عدم وضوح الجهة الوصية على هذه السقايات ما جعل الوضعية ملتبسة؛ الشيء الذي أدى إلى إهمالها وتحولها إلى وضع كارثي مؤلم.
اليوم وأمام هذا الوضع المأساوي والكارثي ومن أجل انقاذ ممتلكات الأحباس، وجب المطالبة بهذه السقايات التاريخية، التي كانت تشكل مركز المركبات الدينية بمدينة سلا وشبكة الماء القديمة، بناء على رؤية تملكها وزارة الأوقاف التي لها القدرة على العناية بكل ما يرتبط بامتداداتها الحبوسية، حتى يعود الطفل إلى أمه والفرع إلى أصله بعيدا عن المزايدات السياسية والمصالح الخاصة أو الانتهازية لدى بعض الجمعيات التي أهدرت أموالا طائلة بحجة إصلاح وترميم هذه السقايات دون أن تضع لذلك برنامجا برؤية مستقبلية على المدى البعيد”.