سوء استعمال المضادات الحيوية قد يعرضك للموت
هوية بريس – وكالات
كانت منال تتناول المضادات الحيوية كلما ارتفعت حرارتها أو ألمت بها الإنفلونزا دون الرجوع للطبيب المختص، إلى أن أصيبت بسرطان الرحم الذي أجرت على إثره جراحة استئصال للورم السرطاني، إلا أن الأسوأ كان في انتظارها؛ فالجرح لا يلتئم لأن البكتيريا لديها ولدت مقاومة لكافة المضادات الحيوية المتاحة.
مأساة منال -وهي سيدة مصرية في العقد الخامس من عمرها- عُرضت ضمن فيلم قصير شاهده حاضرو افتتاح فعاليات الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية الذي نظمه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالقاهرة.
ويحتفل العالم بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية -في الفترة من 13 إلى 19 نوفمبر- هذا العام تحت شعار “استشر طبيبا قبل تناول المضادات الحيوية”.
وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، يموت نحو 750 ألف شخص في إقليم شرق المتوسط بسبب أنواع عدوى يتعذر علاجها بالمضادات الحيوية.
وأكد القائم بأعمال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور جواد المحجور، في كلمته التي ألقتها بالإنابة عنه مديرة إدارة الوقاية من الأمراض السارية بالمنظمة الدكتورة رنا الحجة، أن العالم يحتاج لتغيير نظرته للمضادات الحيوية باعتبارها مسعفة للوعكات الخفيفة ليصبح استخدامها عند الضرورة فقط.
وقال المحجور إن صرف المضادات الحيوية من دون استشارة الطبيب هو أمر شائع في إقليم شرق المتوسط، مرجعا ذلك لغياب التشريعات اللازمة لمراقبة صرف تلك الأدوية للجمهور.
استخدام خاطئ
ولكن، لماذا يموت الناس بسبب المضادات الحيوية؟ أجابت عن السؤال الدكتورة رنا الحجة في كلمتها، موضحة أن إساءة استخدام المضادات الحيوية دون مراجعة الطبيب، أو عدم الالتزام بمدة العلاج المقررة؛ أدت إلى زيادة عدد الكائنات المقاومة لمضادات الميكروبات بأنواعها؛ مما نتج عنه استحالة علاج الكثير من الأمراض المعدية.
غير أن هذا لا يعني التقليل من دور المضادات الحيوية، إذ اعتبرت الحجة مضادات الميكروبات ثروة لا غنى عنها، لكن التعامل معها يجب أن يكون بحرص، سواء من جانب المريض أو الطبيب الذي يُحدد الدواء.
وفي عام 2015 اعتمدت الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، مستهدفة الحد من الإصابة بالعدوى والاستخدام الأمثل للأدوية وتعزيز الترصد والبحوث.
وهناك دور مهم للإعلام في التوعية بالاستخدام المناسب للمضادات الحيوية، وفق ما قاله مدير إدارة الرصد بالإدارة العامة لمكافحة العدوى بوزارة الصحة المصرية أحمد عثمان، الذي شارك في المؤتمر.
وتابع في كلمته أن وسائل الإعلام على اختلاف وسائطها تدخل كل البيوت، مضيفا أن الاهتمام بتنفيذ حملات توعية من خلالها بات ضرورة.
وتهتم وزارة الصحة المصرية بوضع خطة للتوعية بطرق استخدام المضادات الحيوية بالتنسيق مع وزارات عدة كالزراعة والبيئة والصناعة إلى جانب القطاع البيطري وبعض المنظمات المدنية للوصول إلى إستراتجية متكاملة لمواجهة هذه المشكلة، وفق ما أكده ممثل وزارة الصحة المصرية بالمؤتمر.
أنشطة
وخلال المؤتمر، استعرض ممثلو مكاتب منظمة الصحة العالمية في كل من ليبيا والأردن وباكستان، أنشطتهم للتوعية بمخاطر الاستخدام الخاطئ لمضادات الميكروبات، ومنها توزيع نشرات ومطبوعات توعوية على الوزارات المعنية والجامعات وبث إعلانات في التلفزيونات الوطنية، كذلك تنظيم محاضرات للعاملين بالقطاع الصحي لتنظيم مسألة صرف المضادات الحيوية.
كذلك بُثت مقاطع صوتية بلغات مختلفة لبلدان إقليم شرق المتوسط حول التوعية بمخاطر ازدياد مقاومة المضادات الحيوية في العالم.
وإذا صمت العالم إزاء خطر مقاومة المضادات الحيوية فتبعات ذلك ستكون خطيرة، وفق تأكيد رنا الحجة -في تصريح للجزيرة نت- وتابعت” إذا استمرت الأمور كما هي عليه فمتوقع أن تفوق عدد الوفيات بسبب مقاومة المضادات وفيات مرض السرطان في عام 2050″، حسب “الجزيرة”.