سيد الرجال سيدي جمال بن عكراش رحمة الله عليه
هوية بريس – أم سليم
طيلة معاشرتي له صدقا ما جربت عليه كذبا، كان رحمة الله عليه برا صدوقا.
صادقا مع ربه ومع نفسه ومع الناس، وكثيرا ما كان يحدثنا عن ضرورة التحلي بهذه الصفة الجليلة، صفة النبيئين والأتقياء الأنقياء..
أتذكر يوما كنت أسمع آية الأحزاب: واستوفقت أتدبر أنا وهو ترتيب أسبقية الصادقين والصادقات في الآية، فاستطرد وتوسّع في الحديث عن الصدق ، كم أحسست حينذاك أهمية هذا الخلق العظيم في شخصيته، بل أكثر من ذلك كنت أتلمس صدقه في شتى تعاملاته مع أهله وأبنائه وسائر الناس.
كان كثيرا ما يدندن في نصائحه لأبنائه حول الصدق، ويقول للصدق آثار طيبة تأتي أكلها في الدنيا قبل الآخرة.
ويقول أيضا الصدق يكسب المرء الثقة بين الناس، ويجلب الرزق الحلال وووو..
حقيقة هذا الرجل العظيم كان مدرسة كما وصفه صاحبه بالجنب (الأخ عبد الواحد) تعلمنا منه الكثير رحمة الله عليه.
كنت ولا زلت معجبة به.
لما لشخصيته الفريدة من طعم ومذاق خاص، لأنه كان حقا رجل عمل ومواقف وليس كلام وشعارات فارغة دونما تطبيق.
كنت أستمتع بالحديث معه وسماعه.
كم كان يحلو العيش معه!
كم كنت أشعر معه وكأن العالم بأسره معي..!
كم وكم وكم…….
ستظل ذكراه ونصائحه حية في مخيلتي…..
لا ولن أنساه أبدااا ما حييت مطلقا مطلقا….
سأذكره دوما…. في تفاصيل حياتي..
سأذكره دوما في دعواتي بجانب والديّ دونما ملل…
رحل…. وترك أثرا جميلا طيبا بصدقه وقلبه النقي….
رحل… وقد أفضى لما قدم من أعمال جليلة نسأل الله أن يثقل بها ميزان حسناته.
فماهي الدروس والعبر؟؟
أين نحن من هذا الأثر الطيب؟؟؟
ماذا قدمنا لأنفسنا؟
بماذا سنلقى الله سبحانه؟
فلنقف وقفة محاسبة مع أنفسنا، ولنستعن برب البرية ونجدد النية ونحسن الطوية.
نسأل البارئ عز وجل أن يجعل معونته العظمى لنا سندا، ويتغمده وأبي الغالي بأوسع مغفرته ورحماته.