سيرة الشيخ عبدالحميد داموللام الذي توفي مؤخرا تحت التعذيب في سجون الاحتلال الصيني
هوية بريس – وكالات
ولد الشيخ عبدالحميد داموللام في قرية بولاقسو بمدينة كاشغر في تركستان الشرقية. وقد انتقل في صغره مع عائلته إلى حي جان قورغان بشارع تشاسا الواقع في قلب مدينة كاشغر. وقد تلقى التربية الاسلامية منذ طفولته على يد نخبة من الأساتذة والشيوخ المعروفين في كاشغر من أمثال زين العابدين مولوي، والحاج عبدالرحيم قاري وغيرهم من العلماء الأفاضل. وقد تولي الشيخ عبد الحميد إمامة مسجد جان قورغان في الفترة ما بين 1400 إلى 1420 حيث تتلمذ على يديه العديد من طلاب العلم الشرعي. كما أنه عمل في عام 1404على بناء مسجد بالقرب من مستشفى كرمباغ في كاشغر حيث أدى وظيفة فيها حتي عام 1417.
وكان يرتاد هذا المسجد الذي سمي باسم مسجد الجمعة ٣ آلاف مصل من أنحاء كاشغر وضواحيها لأداء صلاة الجمعة خلف الشيخ والاستماع إلى خطبته.
وتم منع الشيخ عبد الحميد في عام 1417من صعود المنبر والخطابة وعقود الزواج والقيام بتسمية المواليد.
وقد قام العلامة الشيخ عبد الحميد داموللام وبما له من تأثير جماهيري كبير بإطلاق حملة تبرعات من أجل بناء مدرسة للغات والفنون حيث تم جمع تبرعات من رجال الأعمال والتجار وأقيمت تلك المدرسة التي تكونت من طابقين وأربعة عشر فصلا دراسيا في حي تشاسا في مدينة كاشغر. كما تم بناء مستشفي كفرع لمدرسة اللغات والفنون. وعمل الشيخ كمدير لتلك المدرسة في الفترة ما بين عام 1408 حتى شهر سبتمبر أيلول عام 1417.
وتم في هذه المدرسة التي كانت تحت إشراف الحكومة المحلية وحتى إغلاقها تدريس مختلف الفنون الطبية والتمريض واللغات العربية والانكليزية والصينية والأردية واليابانية.
كما قام الشيخ عبد الحميد بإلقاء أكثر من 600 خطبة في مسجده الذي تولى إمامته 13 عاما وأيضا في مدرسته الذي عمل فيها لإحدى عشرة عاما حيث أسهم في العقيدة والسلوك الأخلاقي للآلاف من الشباب.
في الوقت الذي قام فيه بجهد كبير في إسكان الشباب وتأمين المواد الغذائية لهم في المدرسة وتوظيفهم بعد تخرجهم قام أيضا بعلاج الفقراء والمحتاجين في المستشفى مجانا أو بسعر رمزي.
كما كانت له مساهمته الكبيرة في صحوة الشباب في جميع أنحاء البلاد وخاصة في كاشغر في الفترة ما بين بداية 1400 إلى أواخر العشرين سنة بعدها.
ولكن وفِي 1416 وبعد أن لاحظت صحوة الشباب قامت السلطات الصينية بمحاصرة المدرسة بجنود مدججين بالأسلحة حيث أغلقت المدرسة والمستشفى تحت زعم أن “المدرسة تربي الانفصاليين والمتطرفين” واضطر الشيخ و600 طالب كانوا يتلقون علومهم في المدرسة إلى المغادرة.
وتم التحقيق مع الشيخ لمدة عامين ووضعه تحت الإقامة الجبرية بشرط عدم السماح له بمغادرة مدينة كاشغر.
هذا ويضطر الشيخ إلى التخلي عن المدرسة والمستشفى الذي عني بهما لمدة عشرين سنة.
واعتبارا من عام 1417 وحتى اعتقاله قبل 3 أشهر كان الشيخ يعيش تحت الإقامة الجبرية في منزله.
تفاصيل اعتقال الشيخ وإقتياده إلى السجن
حسب المعلومات التي تم الحصول عليها من أقارب الشيخ وطلبته في النرويج وكذلك من أصدقائه المقيمين في تركيا فإن الشيخ الحاج عبد الحميد داموللام قد ألقت السلطات القبض عليه مع جميع أفراد عائلته قبل ثلاثة أشهر. ومن بين من ألقي القبض عليهم من أفراد عائلته زوج ابنته وزوجة إبنه وأبناءهم وكذلك اثنين من أبنائه الذين كانا يقيمان في السعودية للدراسة وهما نورالله وفيض الله حيث تم إعتقالهما فور عودتهما. كما تم اعتقال بعض من أقاربه وطلبته في نفس الوقت.
ورغم مضي ثلاثة أشهر على إعتقالهم مازال مصيرهم مجهولا.
أسماء المعتقلين:
الشيخ عبد الحميد داموللا
فيض الله عبد الحميد (ابن الشيخ) درس في جامعة “شينجيانغ” والجامعة الاسلامية في المدينة المنورة وتم إعتقاله لدى عودته إلى كاشغر قبل ثلاثة أشهر.
نورالله عبد الحميد (ابن الشيخ) كان يدرس في جامعة الملك عبد العزيز حيث اعتقل فور عودته إلى كاشغر.
جلال الدين (مدرس) وكان قد عمل في مدرسة الشيخ قبل عشرين عاما حيث تم إعتقاله أيضا قبل ثلاثة أشهر. وهو من قرية قورغان في كاشغر وحسب المعلومات فإنه كان قد انتقل إلى الإقامة في حي تاختا كوروك (جسرالخشب) في المدينة بعد شرائه شقة هناك.
إمام نظام الدين (مدرس) وكان قد عمل في مدرسة الشيخ قبل عشرين عاما تم إعتقاله قبل ثلاثة أشهر. إمام نظام الدين كان من سكان البلدة القديمة في كاشغر إلا انه كان يقيم في مدينة أورومتشي حيث يمتلك محلا لبيع الذهب والمجوهرات.
وأخيرا بلغنا استشهاده تحت التعذيب في سجون الاحتﻻل الصينية فإنا لله و إنا إليه راجعون. رحمه الله تعالى وتقبله في الشهداء والصالحين والعلماء العاملين.
رحمه الله رحمة واسعة
“بل الظالمون في ضلال مبين”رحمه الله وأكرم مثواه.