شتان بين تحفيز الرياضة وتحفيز الرياضيات!
هوية بريس – المبصوري عبد الرحيم
هبة الفرشيوي النابغة المغربية في الرياضيات إبنة المدرسة العمومية، الفائزة بميدالية النسخة الثلاثين لأولمبياد PAMO 2023 التي نظمت بكيغالي عاصمة روندا، والتي تأهلت لتمثيل المغرب في نهائيات أولمبياد العالم للرياضيات في اليابان… كانت بالأمس لوحدها في المجهود وفي المنافسة، ووحدها اعتلت منصة التتويج لتكون ملكة الرياضيات بافريقيا متفوقة على نوابغ أكثر من 30 بلداً إفريقيا…
هبة وهي عائدة إلى الوطن وفكرها منصب عن حفاوة الاستقبال والترحيب كما هو معروف عند الدول التي تقدر الكفاءات، و تُكرّم كل بطل في الميدان العلمي بأحدث حاسوب محمول، وهاتف نقال مع إشتراك لمدة زمنية في شركات الاتصالات وفي أكثر من مجلة علمية ودورات تكوينية، ومنحة دراسية في أعرق الجامعات، و أحيانا رحلة سياحية على نفقة الجهة المعنية… لكن في حفل تكريمها المتواضع من قبل مدرستها خرج أصحاب الصور وراكبو الموج على إنجاز التلميذة وجلسوا في الصف الأول لتسويقه لأنفسهم… ودفعوا بها نحو الصف الثاني، لـ”ليتبندروا” هم مكانها ويلتقطوا الصور الجماعية، وكأن التتويج كان بفضل رؤيتهم المستقبلية بخصوص التعليم العالي في برامجهم الإنتخابية خدمة لشباب المنطقة و الوطن ككل.
هبة أدركت اللعبة بعد عدم استقبالها لا من طرف وزير تعليم ولا مسؤول إقليمي كبير ولا حتى برلماني عن الإقليم التي تنحدر منه، لتتوارى إلى الخلف رغبة منها لتكون بجانب زملائها بالدراسة ووالديها، وليس بجانب السطحاء الذين لا يقدرون على شرح عملية بسيطة في الرياضيات، مدركة أن الاحتفاء بها واستقبالها استقبال الأبطال لن يكون إلا إذا كانت راقصة أو مغنية فائزة بأحد برامج التفاهة والميوعة، ولكانت جائزتها مبلغ مالي سمين جدا عوض المبالغ التي لا تكفي حتى لشراء جهاز حاسوب ممتاز، ولا يتوافق مع الإنجاز الذي حققته البطلة….
خلاصة القول أنه لو كانت واحدة من الراقصات أو المغنيات لاحتشدوا لها جميعا في المطارات لاستقبالها ولفتحوا لها المنصات الشرفية مع الطبالين والزمارين، ولتم التطبيل لها طويلا على مختلف وسائل الإعلام.. هنا تتضح القدوة التي يريدها بعض المسؤولين للأجيال القادمة من أبناء الوطن…