طعن جديد وسافر في صحيح البخاري يثير استياء المتابعين
هوية بريس – متابعات
مجددا أقدم كل من أحمد عصيد ورشيد أيلال على شن هجوم يستهدف صحيح البخاري.
وفي حلقة بعنوان “عاجل: محاكمة صحيح البخاري في المغرب بين أحمد عصيد ورشيد أيلال” كرر الناشطان المثيران للجدل نفس الشبهات التي يلوكونها في كل مجلس، والمتعلقة بهذا المرجع الكبير والمهم بالنسبة للمسلمين.
ما أثار موجة غضب وسخط على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث طالب علماء ومثقفون وإعلاميون بوضع حد لهذا الاستفزاز الممنهج لتراث المسلمين من طرف أشخاص لهم أجندات ومرجعيات محددة ومعروفة.
وفي هذا الصدد علق د.إدريس الكنبوري بأن استهداف تراث المسلمين بالبهتان والكذب خطة مبيتة، وأن بعض من يتصدر لذلك له علم “الصنطيحة” فحسب.
وذكر الكنبوري بأن “لكع ابن لكع صاحب “أسطورة البخاري” سبق وفضح سرقاته بالحجج والوثائق، وأنه جاهل ليس له أي مؤهل دراسي”.
وفي ذات السياق كشف المفكر المغربي بأن منهجية البحث العلمي عند المسلمين لا توجد عند من سواهم من الأمم الأخرى، وتساءل: ما دام المغاربة مالكيون، والكتاب المعول عليه عندهم هو الموطأ، لماذا لا يهاجم ذات الأفراد هذا السفر الحديثي الذي سبق البخاري زمنيا؟
بدوره تفاعل د.يوسف فاوزي مع الموضوع، وكتب أستاذ الشريعة بجامع ابن زهر بأكادير “عجيب غريب!!! في بلد مسلم ترأسه إمارة المؤمنين؛ معروف بأصالة علم الحديث فيه؛ مذ الإمام الاصيلي إلى منصة محمد السادس للحديث الشريف؛ يخرج علينا الجهال بفهم أعوج هو دليل على جهل أصحابه وغربة دين الله في بلد الإسلام والمسلمين؛ أي محاكمة هذه؟؟؟ هل هؤلاء من علماء الحديث؟؟ من أعطاهم الحق لتشكيك المسلمين في يقينيات دينهم؟؟”.
فيديو.. دبقشيش: الطعن في البخاري ومسلم قديم وهذا هدفهم من وراء ذلك
د.الحسن بن علي الكتاني، ذكر بأن “أغلب أحاديث صحيح البخاري رواها الإمام أحمد في مسنده. وأغلب أحاديث الموطأ المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم رواها البخاري ومسلم بل يصدران بها الأبواب. وجل ما في الصحيحين رواه بقية الستة. وعليه، فهدم صحيح البخاري هو هدم للسنة النبوية الشريفة، وهدم للإسلام كله.. المقصود من معركتهم هو هدم دينك كله فلا تنشغل ببنيات الطريق”.
فيديو.. د.بشار عواد: منزلة البخاري بين المحدثين كمنزلة أبي بكر بين الصحابة
هذا وقد وجه بعض الإعلاميين إلى أن النقاش الحقيقي هو موقف التيار العلماني من النبوة أصالة، وهل يؤمن المنتسبون إليه بأن محمدا -صلى الله عليه وسلم- رسول الله، وأن ما جاء به في التوحيد والتشريع والعقائد والعبادات حق؟
هل يقفون إزاء ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موقف المستسلم المنقاد، أم المستكبر المعاند؟
هل يؤمنون بأن الله تعالى حفظ الذكر (القرآن والسنة) من التحريف والتبديل، أم لا؟
هل يعتقدون أن الإسلام هو الدين الخاتم الذي لن يقبل الله من الإنسان يوم القيامة غيره؟!
بعد الجواب عن هذه الأسئلة المحورية في النقاش يمكننا بعد ذلك أن ندلف إلى مناقشة الجامع الصحيح للإمام البخاري، ولماذا يعتبر هذا الكتاب لدى المسلمين أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، وأصح كتاب جمعه إنسان، وما انتقده الدارقطني وأبي مسعود الدمشقي وأبي علي الغساني عن الجامع الصحيح، وما قد تحار فيه العقول من أحاديث تضمنها هذا الكتاب.
أما الاشتغال بشبه من لا يؤمن بالوحي أصلا، ويتوارى حول العلوم الإنسانية والمستجدات العلمية والوقتية، ويحكّم عقله النسبي القاصر على وحي الله المطلق الشامل، ويخرج بوجه صلف ليخبرنا بأن من حق المتخصصين في كل الأبواب تناول هذا المرجع الحديثي بالنقد والمساءلة، وأن هذه الأحاديث يقبلها العقل والمرجعية الغربية لحقوق الإنسان وهذه لا يقبلها، فهذا مضيعة للوقت وإهدار للجهد فيما لا طائل تحته، فكل يناقش الموضوع من زاويته ومن مرجعيته التي يعتقد أنها الحق.