ظهور “نايب” قَادِرِيَّة وركلة في تيدكلت (للدعوة للتعاون مع افرنسيس الجزاير)

24 فبراير 2024 18:01

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

1- في ديسمبر 1896 أثناء إقامته في عين صلاح، فرض الباشا الحاج ذعيرة 100 دورو (500) فرنكا على رئيس زاوية فوكارا، احمد بن الحاج موسى، لاستقباله نايب قادرية وركلة، المبعوث من قبل لفرنسيس، وهذه هي الوقائع:

في ليلة من شهر غشت السابق، كان أحد الحراطين نائما في الحدائق، فرأى ركْبًا يتوقف عند بداية النخيل، ولما تبين حاله، جاء وطرق باب القايد الحاج المهدي، وأخبره بأن أحد المرابطين قدم من الشمال، يطلب رؤيتك، واللقاء بك.

وافق القائد على استقبال المسافر المذكور، الذي أوضح له أن ممثل لفرنسيس، تلقى بكل سرور، الرسالة التي أرسلها إليه، عبر قايد مخفر لقليعة، يطلب فيها الدخول في علاقات مع ممثليها، وأنه هو محمد الطيب، بصفته نايبا من قادرية وركلة، تلقى تعليمات من قايد هذا المركز، بالحضور لديه، وفتح مفاوضات معه في الموضوع.

أبدى القايد دهشة شديدة من الذي سمع، وقال إنه لم يرسل الرسالة المعنية قط، خاصة أنه كان أحد موظفي السلطان.

فأوضح محمد الطيب، بأن الرسالة كتبها سكرتيره الموثوق به للقايد، محمد بن عبد الرحمان بن أحمد الساحلي، الذي وقع عليها، والتي تحمل علاوة على ذلك بصمة ختم قائده العزيز، فغضب الحاج المهدي، ورفض سماع أكثر، مشيرا للمرابط بالرحيل عند طلوع النهار، لكنه بقي في الواحة، ولم يستجب لما طلب منه.

كان على السي محمد الطيب، أن ينسحب فورا ويعود في تلك الليلة، إلى فقارا-زوا، حيث يجد الأمان والمساعدة والحماية.

في اليوم الموالي هاجم القايد إيكوستين بـ250 بندقية.

وبعدها فقارا-زوا، حيث أجبر المرابط على الفرار تحت تهديد وصول وحدات جديدة، من أنغار، وأولف، يبلغ عددها 200 رجل.

انسحب النايب ومرافقوه من زّوَا، إلى بير المنكار، حيث استقروا.

من هنا؛ السي محمد الطيب، ما زال يدبر أمر الحصول على مناصرين من أهل سِلَّافن، من ساحِل وحاسي الحجار.

أما الحاج المهدي الذي لما طهر أراضيه، تخلى عن ملاحقة النايب الذي، لم يستطع إطالة البقاء بالقرب من بِير-زوَّا، لذلك غادر المنطقة بعد بضعة أيام نحو الشمال.

خاتمة: الغرامة المفروضة المتحدث عنها من قبل الباشا، كانت على رؤساء زُوَا (ص296-297).

2- رسالة شريفة إلى التواتيين:

في بداية 1897 أدت المداهمات البوليسية التي قامت بها المفارز الفرنسية بتادمايت، إلى احتلال حصون صحراوية جديدة، وعند إبلاغ السلطان بتلك الأفعال، بولغ في تقدير أهميتها، والنوايا الفاسدة للقائمين بها.

فأجاب السلطان بما ياتي:

إلى خدامنا الأوفاء، إلى جميع قبائل اتوات؛ السلام عليكم…

لقد بلغ لعلمنا الشريف، أنكم تحافظون على الطاعة، وتتصرفون بما يتفق مع مصالحكم، وسعادتكم، ولكنكم تخافون من هذه الكولونات الثلاثة من القوات القادمة من عمالة الشرق بهدف رفع بناء العكاعية، وبالضرر الذي أحدثه لكم تواجد تلك القوات، كما عرفنا القرارات المتفق عليها للمقاومة، ثم التأجيل الذي قرره بعض المخلصين، انتظارا لتعليماتنا التي تبين لكم كيفية تصرفكم.

وسنقوم بحول الله، بإجراء مباحثات في المكان المناسب، ولن يكون إلا خيرا، لأنه تم انتهاك معاهدتنا التي ما تزال سارية المفعول، مع تلك العمالة، ولا نتوقع من حكومة هؤلاء الناس، إلا حلا للمشكلة.

وقد وجهنا لكم هذه الرسالة، لترشيد تصرفكم، ولتعرفوا أننا مهتمون بكم. والسلام

في 10 ذي قعدة 1314 (1897/4/13).

من ناحية أخرى، قبل الذهاب لتيدكلت ومنذ نهاية عام 1896 كتب الباشا ادريس، بالاشتراك مع قايد دلدول، يشتكي للسلطان، قايد تيميمون، متهما إياه بسوء الخدمة، وإصغائه لمقترحات رجال لفرنسيس.

سئل قايد تيميمون من قبل السلطان، فبيَّن له الحقيقة فبعث له السلطان بالرسالة التالية:

إلى خديمنا الأمين القايد محمد أوسالم من تيميمون، السلام عليكم ورحمة الله… وبعد:

تلقينا ردكم على ما كتبناه إليكم بشأن التهمة الموجهة إليكم، بدعم مشاريع معادية لحكومتنا الشريفة؛ لقد سعدنا باحتجاجك على تلك المشاريع، والتشكيك في مواصلة إخلاصك للوعد الذي قطعته، منذ أمد لأبينا ومعلمنا، والتأكيد على استمرارك في التفاني في الخدمة.

استمر في إغلاق أذنيك عن المؤامرات الخارجية، وأما ما تقوله بخصوص الضريبة التي سبق أن أعفى سيدنا وأبينا أهل اتوات من دفعها، بسبب فقرهم، وكذلك نيتك إرسال ما جمعته من الفرايض أو تسليمه لأحد من مسؤولينا الذين سنرسلهم لهذا الغرض، فقد أخذنا ذلك في الاعتبار، أما بالنسبة لإخلاصك فنحن نعرفه، ولا نطالب إلا نفس التفاني من جميع المسؤولين فيكم.

فلا داعي للخوف من أي استياء من جانبنا. بخصوص الإعفاء الضريبي، أرسل لنا نسخة من الرسالة المعللة التي كتبها أبونا رحمه الله، حول هذا الموضوع والسلام.

في 8 ذي قعدة 1314 (1897/4/11).

وصلت هذه الرسالة لتيميمون في بداية الصيف، في الوقت الذي كان يقيم الباشا ادريس بها، بعد انتهائه من جولة إدارية في كورارة.

من تيميمون توجه عامل إيحامد نحو؛ اولاد اسعيد، فاتيا وزاوية الدباغ، وهناك التقى بقافلة كبيرة تابعة لأولاد سيدي قدور بن حمزة، الذي توفي قبل فترة وجيزة، وأراه في هذه القافلة رجل من حاشيته، -وهو ابن أحد أعيان تيمي- ثمانية جمال تحمل علامة اولاد بلعمو من تيدكلت، وأعلن الوالي أنه لن يسمح بعرض الإبل المسروقة أمام أنظاره، إلا بعد إعادتها لأصحابها، وأجبر أهل القافلة على ردها إليه حيث احتفظ بها حتى يظهر أصحابها، ولما لم يظهر من يطلبها باعها.

بعد تنيركوك، قام نفس الباشا بتفقد؛ عكروت، الزوا دلدول، اولاد رشيد، مطرافة ولعيز، ثم دخل تيمي (صيف 1897) (ص:303-305).

3- افرنسيس الجزاير يستطلعون تيدكلت وكورارة:

استمرار انعدام الأمن على الحدود الجنوبية الجزايرية، تطلب يقظة نشيطة من قبل المفارز الفرنسية المكلفة بحراسة الصحراء، فكانوا باستمرار، يجرون ضربات متكررة، بغية تخفيض مقدار العداء المشكل من خلال ظهورهم في الواحات.

ابتداء من شتنبر1897 جاءت مفرزة مهاريس لاستطلاع عكروت، توقفت على بعد بضع مئات من الأمتار فقط من النخيل، ثم اختفت قبل أن يتسبب الاستفزاز في تجمع السكان مسلحين؛ هذا التحذير الذي أقلق التواتيين، وقايد تيمي، الذي أبلغ السلطان كما تبين الرسالة الموالية:

في ماي 1898 تم إجراء استطلاعين هامين من قبل ضابطين هما: النقيبين؛ جيرمان ولابيرين مع 40 اصبايحي، اجتازوا تادميت، ونفذوا لمجال عين صلاح، اثنان من المستطلعين المصاحبين، دخلوا لغاية مقر القايد، حيث سلموه رسالة تتضمنت ما يلي:

إلى قايد وجماعة القصر الكبير، بعد التحية…

(لقد كنا جيرانا لمدة طويلة، وكان رجالك مرحب بهم عندي، وأريد اليوم التعرف عليك، وسأنتهز فرصة مروري لأطلب منك تسهيل شراء بعض الأشياء التي أحتاجها، مثل سروج الخيل، المواد الغذائية، والخضروات وسأكون سعيدا بالدردشة معك، لنتمكن بعد ذلك من القول، أن أهل عين صلاح مضيافين مثلنا).

اجتمعت الجماعة، وبعد مشاورات طويلة، قررت رفض إقامة أية علاقة مع “النصارى، الذين لم يكن لديهم إذن من السلطان، للدخول إلى البلاد”.

حتى بساتين النخيل اصطفت مع المدافعين بالسلاح، لكن مستطلعي لفرنسيس، توصلوا بتقرير المستكشفين فعادوا من غير نقاش لمرتفعات تادمايت.

هذه البعثة كان مقررا لها استكشاف طريق الوصول لعين صلاح…

في 10 يوليو الجاري، جاءت دورية مكونة من 24 اصبايحي مهاريس، وأناخوا جمالهم بالقرب من فكارى (ساقية الماء) قصر مدمر للمبروك، على مصب واد صلاح (شط الظهراني) وبعد ساعتين، ظهر رجال الحاج كيلمان مسلحون يبلغ عددهم حوالي 40 بندقية وفارسين وجمَّالين، تلك كل قواتهم.

أمر ضابط الصبيحية بتهييـئ السلاح، ثم قام بإنذار الكوراريين بالتوقف دون فائدة، أمام جديد اللقاء بالقوات المتأهبة توقفوا أخيرا، متعجبين من طريقة وقوف تشكيلة الصبايحية،، وانتهوا بعدما شرح لهم كيف يتحركون للغزو، فتراجعوا للخلف، وانتظروا انصراف المستطلعين.

4- احتجاج على إنشاء المركز الفرنسي:

(فورت-ميريبيل)

في أبريل بعد زيارة لفرنسيس الاستطلاعية لعين صلاح،

رفعت شكاية للباشا ادريس، تفيد بأن “النصارى كانوا يريدون الاستيلاء على عين صلاح، لكن بفضل الله وشجاعة المدافعين، تم رد الكفار وطردهم”.

في نفس الوقت قياد جماعات عين صلاح بعثوا احتجاجا ضد لفرنسيس المقيمين في فورت-مريبيل، نقلها الباشا إلى السلطان، مطالبا منه إخلاء المركز الفرنسي الموجود في أراضي حكومته، ومكلفا ابن أخيه القايد الجيلالي الرحماني بحمل رسالة لأمير المومنين تشرح ذلك، مضيفا: نحن نعتزم الرحيل إلى تدكلت، لنرى بأم أعيننا ما يحدث هناك.

وفيما يلي الرسالة التي قدم بها نفسه:

من باشا الخير والبركة، الكريم الأخلاق، الباشا القايد ادريس بن الكوري، وأيضا من القايد الجليل محمد عبد الرحمان بن الحاج محمد، إلى النايب الجليل، والي مولانا الحاج عبد السلام بن دهاج، (من اولاد مختار) سلام الله عليكم…

تلقينا رسالتك الممتازة التي ملأت قلوبنا فرحا وطمأنينة وبهجة… باطلاعنا على وفائكم للإسلام، وسنبعث برسالتكم لسيدنا نصره الله بمجرد توصلنا بها، ليتخذ في شأنها الإجراء المناسب.

ترقبوا زيارتنا لكم بعد عيد المولد، حيث سيبدأ سيرنا في اليوم الثالث منه بحول الله، وقد طلبنا الجواب باستعجال من سيدنا.

في آخر أيام محرم 1316 (10-20/6/1898).

طالت فترة جولة الوالي، لأنه أقام فترات طويلة في عدة واحات، أولا في اتوات نفسها، في ينوغيل، بزاوية كونتا، بسلي، ثم في تيموكتين، عولف، إنغار، وعين صلاح؛ وهناك تلقى رسالة سريعة من قايد تيمي الذي أبلغه بوصول البريد الشريف، فانتقل لتيمي، ومن بين رسائل العاهل الواصلة للتو، كان هناك خطاب يصرف قايد اخنافسة كورارة من سلطة باشا السفيانيين، وضمه لحكومة إيحامد، الباشا إدريس، غادر على الفور ليبلغ الأمر لمن يهمه، من اولاد اسعيد، مر على عكروط ولم يدخل تيمي إلا في يناير 1899.

5- القضاة:

رأينا في جدول قيادة الواحات عام 1892 أن التنظيم الشريف (للواحات) لم يهمل الإهتمام بأفراد النظام القضائي؛ فقد تلقى ثمانية قضاة ظهائر التولية من العاهل (المغربي) ومن بينهم اثنان حصلا ضمنيا على وظيفة عليا، لأن ولايتهما امتدت إلى “كامل منطقة اتوات” مما يمنحهما في الواقع معرفة بالنزاعات التي كانت الأطراف المعينة لسبب أو لآخر، لم تكن ترغب في رؤية قرار يصدره القضاة المحليون، فمن المؤكد أنها لم تكن اختصاصا للإستئناف، ولكنها كانت وسيلة مقدمة للمتقاضين لتجنب القاضي الطبيعي، في الحالات التي حدث فيها لهم ذلك، الشك في عمله أو حياده.

أما بالنسبة للباقي (من القضاة) فإن ازدواجية هذا الاختصاص الممتد كانت واضحة فقط؛ وفي الواقع، كان القاضي سيدي محمد البلبالي من كوسان قاضيا على كل واحات إيحامد، وكان السي محمد عبد الله البوداوي قاضي واحات سفيان… (ص:311-314).

6- استيلاء لفرنسيس على عين صلاح:

قضى الباشا ادريس سنة 1899 بشكل عادي، ولم يكن تصالحه مع الطوارق، إلا نتيجة دعوى وجهت ضده للسلطان، من قبل المرابطين من درية سيدي محمد بن عمر التادلي (زاوية دلدول) فجاء بمثابة تنبيه له كي ينضبط للتعليمات، ودعوة شريفية لإظهار واجب الاحترام لهؤلاء المرابطين، ومراعاة حرمة الظهائر التي بين أيديهم من الملوك السابقين.

كانت مساهمات الضيافة والمونة جارية بانتظام وسلاسة، في كل عشائر إحامد، نحو القصبة الولائية ؛ أحمال الشعير، وأحمال التمر، ومختلف المواد الغذائية..

بدأ شهر رمضان عام 1900 في هدوء تام، رغم الأيام الطويلة التي كان المسلمون يقضونها في الجلوس وهم صيام، مخدرين بالحماس الديني لقضاء فريضة الصيام بالرغم من طول النهار.

مساء يوم الثلاثاء 9 يناير استقبل الوالي بعض وجهاء الجماعة، بينما هو جالس بينهم في غرفة استقباله العادية، يعد الشاي بيده، تحت أنظار الحضور المتابعين، إذ سُمِع من أحد الذين صعدوا للمصاطب، ليعرفوا من اللونين الذهبي والبنفسجي لأمسية الصحراء، ساعة صلاة المغرب، أنه يستطيع أن يرى هناك في السهول قمة بساتين النحيل، مهاري (راكب جمل) تهرول نحوهم، وهو يضرب مركوبه ضربا مبرحا.

خرج سكرتير الباشا من المجلس ليشهد وصول هذا الغريب المستعجل، الذي ما أن وجد نفسه أمام باب القصبة، حتى قفز على الأرض:

مرحبا بك قال المستقبل

أي ترحيب هذا؟!! يرد الأخر، لم يعد الوقت وقت ترحيب وإخواننا يقتلون من قبل النصارى، الذين تمركزوا في قصبة باجودا.

السكرتير مذهولا، يتسلم الرسالة، ويسرع بها للباشا مرددا كلام الرسول.

توقف الباشا والأعيان عن شرب الشاي، والأكواب بأديهم؛

إقرأ لنا، يقول الباشا

بصوت عال يقرأ السكرتير، الرسالة من جماعة عين صلاح:

لقد خضنا معركة مع لفرنسيس من أجل الإسلام؛ سقط لنا فيها ستة وتسعون، بينهم القايد الحاج المهدي، وأبناء باجودا، وجميع الأعيان، وقد استولى النصارى على عين صلاح… ولا حول ولا قوة إلابالله…

أملى الباشا على السكرتير رسالة تتضمن الحدث الذي أبلغ به على التو، وأرفق رسالته، بالرسالة التي توصل بها من عين صلاح، وعهد بهما لابن أخيه الجيلالي بن رحمون، الذي عاد من البلاط الشريف قبل أيام قليلة، وأمره بالخروج فورا لإبلاغهما لأمير المومنين.

انطلق القايد الجيلالي في تلك الليلة بالذات مسرعا.

7- السلسلة الثانية لعمال الأسرة الفلالية الشريفة:

لحميد بن لحسن الدليمي (الساورة واتوات مجتمعة) 1991

حسون بن الحاج محمد (جابي الضرائب العام) 1992

الحاج احمد بن رزوق البخاري 1895

سفيان:

محمد بن عمور المراكشي 1896 سيختفي من تيميمون في 1900

إيحامد:

إدريس بن الكوري الشرادي 1896 سيتم أسره عند الاستيلاء على أنكار في 1900.

———————-

أنظر :quat…sirc…d,his… (ص:320-322).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M