مواجهة المولى عبد العزيز لتوسع افْرنسيس الجزاير في واحات شرق المغرب (1895)

07 فبراير 2024 20:24
اختراق الصحراء 1900م

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

** ملخص البحث:

يتعرض البحث للتحركات الأولى للمولى عبد العزيز -غداة اعتلائه العرش، خلفا لوالده الحسن الأول- لإيقاف تمدد افرنسيس الجزائر، جنوب وهران، وضفاف الساورة، وواحاتها، حيث قام السلطان بعدة تعيينات لمن يمثله في اتوات، وكورارى، وتيميمون، وتدعيمهم، وتأديب المتعاونين مع الفرنسيس، والأمر بمقاطعة كل تعامل مع فرنسيـس الجزائر.

** كلمات رئيسية:

لغنانمة، صندوق تيدكيلت، سيدي ولد كيراجي، تيدكلت تيميمون، عين صالح، الطوارق، الساورة، محمد عبد الرحمان شقيق القايد باحسون وخليفته، مولاي احمد بن عبد الكريم نقيب شرفاء سالي، القايد احمد رزوق البخاري، تبلكوزا، كمندار جيرفيل، فورت ماكماهون، عشيرة سفيان، الضيافة، مُونَةُ، برينكن، تالمين…

** متن النص:

1- إعلان الجهاد ضد لغنانمة (المساعدين للقوات الفرنسية) 1895

رسالة شريفية قرأت في المساجد:

“على كل واحد أن يستعد لحملة طويلة الأمد، فعلى كل مجاهد أن يأخذ معه أسلحته وذخائره، ومونته، قبل مغادرته قصره، فإن كان فقيرا، تقوم جماعته بتدبير ذلك شيئا فشيئا، انطلاقا من صندوق تيديكلت، وعلى كل الوحدات التوجه نحو الشمال”.

في (عقابلي) يوجد الآن القايد سيدي ولد كيراجي، الذي غادر مقر إقامته، لينال شرف انخراطه في عملية الجهاد، التي أمر بها أمير المومنين، هو ومقاتلي تيديكلت، وتابعيه الممثلين لعقابلي، وهم خمسة أو ستة رجال، على الإجمال، يمثلون الطوارق الوحيدين الذي كانوا جزء من الرحلة الإستكشافية.مشروع ضم الصحراء الشرقية للجزائر الفرنسية 1899م

كل قصر، وكل قصبة، قدم مقاتليه، القوات التواتية كانت بقيادة القايد محمد عبد الرحمان، شقيق وخليفة باحسون، متبوعا بمولاي احمد بن عبد الكريم، نقيب شرفاء سالي، الذي توجه نحو الساورة، بقوة قوامها 1800 مقاتل راجل و205 فارس.

كل هذا الحشد، تم تقديمه من قبل عشيرة حامد؛ سفيان لم يسيروا، لأن بعضهم كان حليفا للغنانمة، مثل كورارة، والبعض الآخر، كبودا مثلا، كان يرى بأن هذا الأمر برمته غير مجدي بالنسبة لهم، بسبب الأهمية التي أعطتها لوفاة قايد تيمي “حسون” عدوهم التقليدي.

توجهت البعثة التواتية إلى الساورة، وهاجمت قصور لغنانمة التي وجدتها في طريقها، وعندما لجأ الناس الذي خافوا من بأسها، إلى الاحتماء بالأسوار، قام المهاجمون بقطع جزء من بساتين نخيلهم.

وهكذا تم تدمير لقصابي، تيمغارين، اولاد خودير، قصر الما، البيَّاضا، نفيد وعميس، وفي اولاد رافعا، قام السكان بمعالجة المسألة المقلقة لأمير المومنين، فسلموا من الأضرار، إلا أنهم منعوا من التعامل مع القصور المعتمدة على زاوية كرزاز.

وعند وصولها للَوْطَى، انضمت للمحلة الشريفة بقيادة القايد الحاج أحمد رزوق، وذلك عند مروره بتافلالت، حيث استدعى منشقين من البربر، ومن دوي امنيع في كير، بحيث بلغ عدد إجمالي أفراد قواته 800 مقاتل هاجم بها على الفور قصور لغنانمة، قبل أن تأتيهم نجدة الفرنسيين، الذين طلبوا مساعدتهم، وحمايتهم والتي تأخرت في الوصول.

لم تدم مقاومة لغنانمة طويلا، إذ كان القائد الشريفي قد أحضر معه من الغرب، قطعة مدفع يشغلها أربعة منشقين مسيحيين، وانتهت العمليات بتدمير بساتين النخيل والحدائق، ونهب القصور، وقتل الرجال، وأرسلت النساء والأطفال لسوق العبيد.

تم تسريح مقاتلي البربر، ولم يحتفظ القايد إلا بقوة قوامها 300 فارس من دوي امنيع، الذين جاؤوا من لَوْطا، وانضموا للتواتيين، هذا من ناحية، الفوائد المرتبطة بـ”الجهاد” من ناحية أخرى؛ تكمن في إمكانية الحصول على مغانم، لتعويض نزوح المشاركة في “الجهاد”.

لذلك عند وصول التواتيين تحول حصار لوطا، لحصار هجومي، لكن الهجومين الذيْن تم تنفيذهما، فشلا بسبب تحصين المكان المهاجم، وتأخر وصول المدفع الشريف الذي بقي في الخلف، مما أصاب المحاصرين بالإحباط فقرروا التخلي عن فكرة الحصار، والعودة من حيث أتوا، فعاد ادوي امنيع للشمال، وواصل القائد الحاج احمد رزوق بصحبة 30 فارسا من خيالة المخزن، والطابور التواتي، طريقه نحو اتوات، حيث كان سيقيم، كما سنبين لاحقا.

عادوا جميعا وتوقفوا أمام القصور التي دمرها التواتيون وواصلوا الطريق نحو شاروين، ومن هناك توجه القايد الشريفي لتيميمون، بينما عادت الوحدات المصاحبة له في جولته لقصورها “خريف 1895”.

خلال نفس الصيف، شهدت تبلكوزا وصول كمندار جرفيل، الذي ناشدته لغنانمة لزيارتها، فخصص السكان له ولضباطه وزمرة حرسه، استقبالا حسنا، وأقاموا له ضيافة فاخرة، وبعدها، انصرف وحاشيته، راجعا نحو الشمال. (ص:276-278).

اتحادية سفيان:

في غضون الأحداث السابقة، بقيت السفيانون الذين لم يشاركوا فيها متوجسين، قلقين، مما سيحدث من عواقب في البلد، فشرعوا في إجراء مشاورات بينهم أسفرت عن عقد مؤتمر شامل لكل العشيرة، وصادقوا على ما يلي:

اجتمع كل أعيان المناطق من تالالت، اولاد طلحة إلى ركان وتاوريرت، بحضور ممثلي سيدنا نصره الله، القايد محمد سالم بن عبد الرحمان من تيميمون، والقايد سيدي محمد عبد القادر بن بلقاسم، من بودَّا

حضر المجلس:

أولا: مناديب شرفاء اولاد سيدي حمو بلحاج..

يليهم: أعيان اولاد الحاج، مع باعلاَّ بن امبارك

من تامنتي: سيدي يوسف بن محمد

من برينكين: السي محمدبن بلقاسم

من بودا: السي محمد بن طيِّب، وآخرون

من اولاد ياعياش (اوكروت): محمد عمران بنعي وأخرون

من شاريف: محمد صالح بن محمد

من اولاد طلحة: الحاج احمد

من تيميمون: الحاج احمد بن محمد وآخرون.

والتزم الجميع بأن يكونوا يدا واحدة، ومجلسا واحدا، ليساعد بعضهم بعضا في الدفاع عما يمكن أن يهاجم منهم، ويشتركوا فيما بينهم، في الخير أو الشر، والله شاهد على ذلك.

التزم كل واحد ممن حضر به، نائبا عن نفسه، ونيابة عن إخوانه الغائبين، وقع ذلك في الأيام الأولى من ربيع الأول 1313(10-20 شتنبر1895).

2- ظهير تولية الحاج باشا على اتوات:

إلى خدامنا الأوفياء وقياد اتوات، والأعيان حفظهم الله

وبعد: فإننا نعلم المكانة التي كنتم تشغلونها لذا أجدادنا المنعمين، لدرجة أنكم اعتبرتم، كرجال مخلصين للطريق الصحيح، ورعايا أوفياء، معتبرين عندهم من أنصح السكان وأكثرهم حكمة.

خداما مخلصين، عرفتم بصفة المودة والمروءة، محلين قناعاتكم ونواياكم، بإيمان ديني قوي.

لقد عرف سيدنا وأبينا رحمه الله فيكم هذا السلوك الرائع، وهذه الطريقة المثلى، فزاد في سمعتكم بالإعمار الذي منحكم إياه، حتى يديم عاداتكم، ويرفع مقامكم بين القبائل.

كان رحمه الله ينوي من أجل رفاهيتكم، أن يبعث بمفرزة من الفرسان والمشاة، لتستقر ببلدكم قصد حمايتكم، من أي اعتداء، ورد أية أطماع جشعة من أعدائكم.

ولما دعانا الله لخلافته، ووكل إلينا مراقبة المملكة وإدارة أمورها، جعلناه قدوة، رحمه الله، فنكون منكم وبلدكم المبارك على بال، فأرسلنا حامل الهدية، خديمنا الشجاع المقدام، المشارك الحاج احمد بن رزوق البخاري، بمهمة الإقامة في بلادكم، والسكن بها برفقة من سنعينه من الخيالة والمشاة، ليكون له سطوة وقوة تؤكد سلطة المخزن، وسيادته على تلك المنطقة، حرصا على سلامتكم، وبركة من شخصنا الشريف.

وسيكون بينكم شاهدا على أعمالكم، وعنصر أمن وسلام كما كنتم ترغبون في أن تروا بينكم من يمثل شخصنا، ليكون سببا في تضافر رعاينا هناك حوله، يعزز يقضتنا، ويزيد فعالية حمايتنا.

وما خصصناه لذلك، إلا بعد أن خبرناه وعرفنا قيمته، ونشاطه وهمته، ولذلك نطلب منكم جميعا أن تسمعوا له، وتطيعوا أوامره، وتساعدوه في أداء مهمته بكل عزم وحزم، وتكونوا معه في نظام جيد مثل اليد، للتشاور معه في جميع المسائل التي تهم الناس والبلد.

وأخيرا عليه تنفيذ ما جاء في ظهيرنا الشريف، مستعينا بالله في كل أموره والسلام

في 10 شوال 1312(7 أبريل 1895).

3- حكومة الباشا الحاج أحمد رزوق

عندما وصل الباشا الحاج احمد رزوق لمقر إقامته بتيميمون، استقر في إحدى القصبات التي قامت الجماعة بإخلائها من ساكنيها، لإعطائها له، وشرع فورا في القيام بعمله كوالي شريفي، كان رهن إشارته 30 فارسا مخزنيا بينهم خمسة قياد سابقون للمائة في الجيش الشريفي.

بدء من أكتوبر 1895 أخبر بوصوله الكمندار الفرنسي في فورت ماكماهون:

من صاحب السيادة والفضل سيدي الحاج أحمد بن رزوق البخاري إلى معالي السيد المحترم القبطان كمندار دائرة الأحمر وتابعيه.

تحية تامة تليق بمقامك السامي وبعد: نحيطكم علما أننا عيّنا من قبل سيدنا ومولانا السلطان عبد العزيز، وقد وصلنا بصحة جيدة وسلام بهدف التعامل معكم بحول الله في تسوية أمور مهمة تهم حكومتينا بأفضل طريقة ممكنة.

نحن نطلب منك صديقنا العزيز، أن تسمح بعرض مريض عندنا على أنطار طبيبكم، فإن استطاع أن يعطه دواء ويعود لنا يكون خيرا، وإن كان لا بد من بقائه هناك تحت العناية الطبية فأذن له بذلك حتى يشفى، ثم أرسل لنا حساب المصاريف، لنبعث لك مبلغه، إن شاء الله.

الفرسان المرافقون هم الشريف مولاي عبد السلام (قايد المأية بالجيش الشريفي)، الشريف مولاي رشيد (سيصبح في خدمة فرنسا في 1908 برتبة ضابط صف، وقايد في تايناست)، أطلب منك شراء 50 كلغ سكر، و 50 كلغ شمع و2 كلغ قهوة، وكيلو كمثرى، وسيدفع القايد المذكور أعلاه ثمن البضاعة، وسنبقى على صداقة دائمة، وكذا الحكومتين والسلام.

في 3 جمادى الأولى 1313(22 أكتوبر 1895)

هذه الرسالة تم رفضها، وإعادتها لباعثها، مع إشعار بأننا لا نعترف بك ولا نريد رؤيتك في هذه الناحية، تقوم بأعمال لصالح البلدين.

علاوة على ذلك في دجنبر الموالي، جاء كوماندار ماكماهون للقيام بزيارة لتينيركوك، مع 24 من الكوم مخترقا تعانتاس حيث استدعى الأعيان للتجمع أمامه، وهو ما رفضوا الاستجابة له.

لم يتأخر الباشا في إبلاغ سيده بالموقف المتخذ تجاهه، مما جعل الحكومة الشريفة تتوقف عن قبول المطالب التي قدمها لها الوزير الفرنسي بطنجة، لصالح الأماكن الجزائرية المتضررة من انعدام الأمن بالحدود المغربية الفرنسية.

على إثر ذلك، قام العامل الجديد، بتسهيل تسوية هذه الشؤون الإدارية ابتداء من 20 أكتوبر (ص:282-280).

4- تقديم الضيافة المقدمة للوالي من قبل عشيرة سفيان:

اجتمعت جماعة تيميمون، وجماعات اقليم سفيان الأخر: جماعة بودة وجماعة برينكن وجماعة كامل الإقليم من اولاد طلحة إلى اولاد الحاج بوفادي وانتظروا جماعة الشرفة (اولاد سيدي حمو بلحاج) وجماعة ركان مدة سبعة عشر يوما دون أن يحضروا.

قيم الجمع ما تم إنفاقه، في تنصيب الباشا سيدي الحاج احمد زروق، فوجدوه قد بلغ 810 دورو (حوالي 4000 فرنك).

تم توزيع المبلغ على كامل الإقليم، وتم تقسيمه إلى سبعة أسباع، ثلاثة أسباع تم تخصيصها للمناطق الواقعة بين بودا وركان، وأربعة أسباع لتلك الواقعة بين برينكن وتالمين.

جددت ضيافة الباشا بـ:100 حمل تمر، 40 حمل شعير، كمية مناسبة من اللحوم، تم توزيعها بنفس طريقة توزيع المبلغ أعلاه، باستثناء الشعير حيث تم تخصيص 35 حملا للجزء الواقع بين بودا وركان، و45 حملا للجزء الواقع بين برينكين وتالمين.

توقيع: محمد عبد القادر بن الحاج بلقاسم (قايد بودا).

تقوم قيادة بودا المكونة من الواحات المسمات: تامنتي وبوفادي، بتحويل حصتها من المواد الغذائية إلى توفير أربعة عبيد.

أما عشيرة إحماد، التي استقبل عصاتها الباشا في واد الساورة، فقد ترك أمر مساهمتهم في كلف الضيافة لرأي الباشا، لذلك انتظروا أوامره. (ص283-284).خريطة المغرب علال الفاسي

5- مواجهة الوالي الشريفي، للتحرك الفرنسي:

تكيف الوالي الشريفي حاكم الواحات، بشكل جيد للغاية، مع مضيفيه النهاب، ولم يتسامح مع مجاورة الذين دفعتهم أعمال القمع للاقتراب منه.

في يناير 1895 غادر تيميمون بمخزنه، وكتيبة طوارئ مكونة من 60 بندقية كرارية، متوجهة للعكاعية، في منتصف طريق حصن مكماهون، ثم مرَّ لتعانتست حيث يقضي قائد الحصن بضعة أيام، قبل أن يلتحق بتابلكوزا: كان يفكر في بناء برج يراقب منه الحدود، التي يعترف بها مع الفرنسيين في الجبهة، وفي نفس الوقت يعطي منه التعليمات للقياد والإداريين، فيما يتعلق بالسلوك المناسب، الذي عليهم التحلي به في تطبيق التعليمات .

مع شروق شمس الصباح، الباشا الأسود، سيد الحاج احمد بن رزوق البخاري، كتب لجماعة امحارزة من تابلكوزة قائلا بعد التحية والسلام”

وبعد: باسم سيدنا نصره الله، نكلف الحاج محمد بن ميلود، الشيخ المنصور، أحمد عبود، وعلال بن عبد الرحمان، برعاية الجماعة وتدبير شؤونها المتعلقة بخدمة الدولة .

نحن نريد أن تخبرنا بما قد يأتي من اليمين والشمال، والوقائع التي قد تحدث حولك، وإذا ما حدث شيء مؤسف فسيحدث باسمك، لأنك أنت من ارتضيت ذلك، إذا توجه شخص من قبلك لمكان ما، عليه أن يتكلف به.

عليك أن تتصرف بما فيه مصلحة البلاد، وحراسة الحدود، فإن وقع شيء فأخبر به لما فيه خير البلاد.

لقد أوصينا القايد محمد، والقايد عبد الكريم، بأن لا يتوانيا في مد يد العون لك، وحمايتك فيما إذا وجدت في ظروف صعبة، أنت ومن في الناحة التي تشرف عليها من اولاد عيسى لغاية تابلكوز.

القائدان وإدارتهما سيفعلان كل ما هو واجب فعله،

حتى يأتينا أمر سيدنا حول ما يجب فعله، وسنخبرك بمحتوى رسالته عندما تصلنا.

إذا ما أهمل القايدان وإدارتهما الوضع، فارفعوا الأمر لنا لنقوم بتسويته، وسنتخذ القرارات بشأن المسألة المقدمة لنا من قبل القياد، أو الذي جاء من عندك.

حفضنا الله وإياكم، وشملنا برحمته، وأدام المحبة بيننا، وأبقانا أوفياء في خدمة سيدنا، والسلام.

في 9 رمضان 1313(23 يبراير 1896) توقيع الباشا وطابعه.

في نفس الوقت الذي كتب فيه الباشا هذه الرسالة، التي تظهر قلقه من “الخطر” الخارجي، كان المسلمون “يأكل” بعضهم البعض؛ خرج من العرك 40 من الشعابنا المنشقين، مخترقين الواحات، لينتزعوا من اولاد زينان في تدكلت، 150 جمل كانت ترعى في واد تيليا (ص:285-287).

6- الباشا يحشد ضد franco-algeriens فرنسيس الجزاير:

توالي ذهاب وجيئة الحراسة الأهلية الجزايرية في ربيع 1896 لتأمين حماية البعثة الفلامنكية العاملة في تنركوك، مكيدن، وتادميت، مما دفع العامل الشريف استدعاء الوحدات الكورارية.

إلى كافة سكان عوكروت من بوكمة لغاية زاوية سيدي عبد الله، كبارا وصغارا، وموظفوا سيدنا، ، القايد محمد بن الشيخ، تحية وسلاما وبعد:

علمنا من القايد محمد المحرزي، أن سيدي الدين بن حمزة، يأتي ويذهب، صباح مساء، برفقة كفار وقوات مسلحة، وأنه سيعود إلى هنا، بعد مدة قليلة، إن شاء الله.

حالما نتوصل بهذه المستجدات، نعتمد على أنكم معنا، وبجانبنا، ونحن نشارككم في الإطلاع عليها، لتكونوا على وفاق معنا، حتى لا يكون بيننا خلاف.

وبمجرد ما يقرأ لكم القايد متطلبات الرسالة اجتمعوا وانضموا لنا، محضرين معكم كل ما تحتاجونه من مؤونة ونحوها.

وسنعطي نفس التعليمات لجميع قصور اتوات، التي نتوقع أن يصل منتسبوها في الحدود الزمنية التي تفرضها المسافات، وبعد ذلك سنتفق جميعا معا على اتخاذ ما يلزم من إجراءات، فلا تتهاونوا أو تترددوا في تنفيذ هذه التعليمات، وجزاكم الله خيرا

إعط للفارس الذي أحضر لك هذه الرسالة مثقالا،

والسلام.

في 23 رمضان 1313(8 مارس 1896)

(ص: 285-286).

بينما كان التواتيون يستعدون لتلبية دعوة الباشا، عاد افرنسيس الجزاير الذين كانوا يستهدفونهم إلى الشمال، لكن إنذارا جديدا حول الوضعية قدم على الفور للباشا:

كمندار جريفيل بعث ضباطا وفرقا من العمال للقيام بالحفر والتنقيب لإنشاء خط من الآبار على طريق كورارا عبر العرك.

عند سماع الباشا بالخبر السابق، أقام في تابلكوزا مع قوة 300 بندقية، وكتب لجريفيل ولقليعة احتجاجا على الأعمال الجارية في حفر الآبار، رسائل مزينة بختمه وقياد كرارا السبعة، لكن رسائله أعيدت إليه، وأرسل مفارز لطمر الآبار التي اعتبرها خطرا على أمنه وسلامته.

الحكومة الفرنسية كلفت وزيرها بطنجة للإحتجاج على هذا التصرف، الذي قام به باشا الحكومة الشريفة، الذي احتج بحقوق بلاده التاريخية، التي هي محل نزاع، إذ أن الاعتراض عليه ألغى هذه الحقوق، بعد توقيع معاهدة 1845 التي تنص على اعتبار المنطقة الواقعة جنوب فكيك صحراء.

الباشا لم يتخل عن تحصيل المستحقات المرتبة، من قبل إدارته، على المواطنين رغم الصعوبات.

وقد كتب في 26 مارس لكل قياد حامد؛ من تيصابت إلى عين صلاح، ورجال الدوريات، والمرابطين:

السلام عليكم ورحمة الله الخ

منذ افترقنا (عند العودة من حملة الساورة) لم تكتب لنا، ولا أرسلت لنا شعيرا، ولا تمرا، ولا أي شيء يذكرنا بك.

بينما خدام سيدنا نصره الله، من اتحادية سفيان، جاؤوا عندنا ليعرضوا علينا ما نحتاجه من مونة بعدما فرضوها فيما بينهم وبين إخوانهم من كرارة، في حين لم يأت أحد من عندكم

لقد استدعينا إخوانكم من كرارة فأجابونا بأنهم في انتظار قدومكم، يجب أن تأتوا عندنا كما جاء السفيانيون.

لقد بعثنا لك خدام سيدنا، والقايد لحسن والقايد احمد (المخزني) الذي يحمل لك هذه الرسالة، والذي سيرافقك عند قدومك لعين صلاح.

وأنتم يا أهل تيمي، وأنت خليفة القايد محمد بن عبد الرحمان (الغايب آنذاك) عليك بجمع الجماعة وتجعلها تقوم بتنظيم جمع المونة الخاصة بنا، وفق الطرق المعتمدة على كل قسم من حامد.

إخوانكم في كورارة صرحوا لنا بأنكم كنتم دائما المسؤولون عن هذا النوع من العمليات، وهو ما أكده لنا السفيانيون، لقد تأخرتم عنا، ونحن محتاجون لذلك، تحية لكم من إخوانكم امهارزة، اولاد اسعيد، اخنافسة كروين، الحايحا، ودلدول، المجتمعون هنا، وتحية أيضا لكم من تيميمون.

في 10شوال 1313 (26 ما س 1896) ص:276–290.

————

أنظر: Quatre siecl dhistoir maroc.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M