عادل بنحمزة: هل بسبب تنظيم المونديال ستخرج الأزمة الصامتة بين المغرب والسعودية إلى العلن؟!
هوية بريس – عبد الله المصمودي
بعد التصريحات المعرضة بالمغرب عن ترشحه لتنظيم كأس العالم 2026، للمستشار في الديوان الملكي السعوي تركي آل الشيخ، كتب القيادي في حزب الاستقلال عادل بنحمزة، تدوينة على حسابه في “فيسبوك”، قال فيها:
“إما أن هناك موقفا سعوديا من المغرب تتم بلورته بالتدريج، و قد تكون تغريدات تركي آل الشيخ المستشار بالديوان الملكي السعودي، إحدى تعبيرات هذا الموقف الذي ربما أريد له أن يكون صامتا، لكن ملف ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2026 وضرورة توضيح موقف الاتحاد السعودي، ساهم ربما في إخراج الأزمة الصامتة بين المغرب والسعودية إلى العلن.
بعيدا عن الكرة.. جاءت تعبيرات تركي آل الشيخ واضحة فيما يخص أسباب الأزمة غير المعلنة، والتي ترتكز على الموقف المغربي من الخلاف الخليجي وحصار دولة قطر، حيث عبر المغرب عن موقف متوازن يتمثل في الحياد التام والحفاظ على علاقته مع جميع أطراف الأزمة، وهو موقف يحسب للدبلوماسية المغربية، وكانت الزيارة الخليجية للملك محمد السادس ومن ضمنها الدوحة، تعبير عن هذا الموقف.. وإعتقد الجميع أن باقي العواصم الخليجية تفهمت الموقف المغربي، إلى أن جاءت تغريدات آل الشيخ.
أن يصف تركي آل الشيخ دولة قطر بالدويلة فهذا أمر يرجع لتقديره الشخصي، وهي على كل حال عبارة من عبارات كثيرة ميزت اللهجة التي رافقت الأزمة بين الرياض وأبوظبي والقاهرة والمنامة من جهة والدوحة من جهة أخرى، وحدها سلطنة عمان من بين دول الخليج التي رفضت الإنسياق وراء الهجوم على قطر.
ما يسيء للمغرب في تغريدات آل الشيخ هو ما كتبه يوم 18 مارس الجاري، والذي جاء فيه “هناك من أخطى البوصلة فإذا أردت الدعم فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت دع “الدويلة” تنفعك…! رسالة من الخليج إلى المحيط”، فالتغريدة تتحدث بوضوح عن المغرب بل استعمال صيغة المفرد تعبر عن جرأة/وقاحة، غير مسبوقة في الحديث مع المغرب، هذه المستجدات تقتضي تقديم الملاحظات التالية:
أولا: الموقف المغربي من الأزمة الخليجية كان موقفا متوازنا و يحترم علاقات المغرب مع أصدقائه و أشقائه في الخليج.
ثانيا: الموقف المغربي يعبر بوضوح على أن المغرب لا يمكن أن يكون تحت وصاية أحد في تحديد مواقفه بخصوص الأزمات الدولية، و هذه المواقف لا يمكن أن يتم إبتزازها بأية صورة من الصور.
ثالثا: كان المغرب واضحا دائما في دعمه للصف العربي و للبيت الخليجي تحديدا، ونستحضر هنا مواقف الرباط من طهران في أزمتها مع المنامة، وهو الموقف الذي بلغ حدود وقف العلاقات الدبلوماسية لسنوات إنتصارا للبحرين وللصف الخليجي في مواجهة إيران، لكنه عندما وقع الخلاف داخل البيت الخليجي نفسه، فإنه أخذ مسافة واحدة من الجميع.
رابعا: التحولات التي تجري في السعودية منذ تولي الملك سلمان العرش و تنصيب محمد بن سلمان و ليا للعهد، أمور تهم السعودية و الشعب السعودي، و كل التغيرات التي تعرفها المنطقة بفعل تلك التحولات، لا يمكن توقع تمديدها إلى المحيط أي المغرب، الذي هو بلد عريق و لا يمكن أن يكون تحت وصاية أحد أو رهن إشارة أحد أو يلعب دور المناولة لأحد…
خامسا: لازال المغرب محافظا على إلتزامه مع السعودية في كل يتعلق بالتدخل في اليمن، ولو أن تلك المشاركة يجب أن تكون موضوع مراجعة بالنظر لإختلاف سياق البدايات والأهداف الأولى للحرب، ولا المسار الذي عرفته مما أضحى موضوع تقارير دولية بخصوص الوضع الإنساني وهو ما يؤثر على صورة المغرب في المنتظم الدولي.
سادسا: أي موقف رسمي سعودي سلبي من ملف ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم 2026، لا يمكن أن تتم قرائته سوى كونه تعبير عن ضيق صدر القيادة السعودية الجديدة عن تقبل الاختلاف في القضايا التي تهم المنطقة، وقد يتجاوز ذلك الموقف مجال الكرة إلى مجالات أخرى تهم السيادة المغرب، وذلك لحمل المغرب على مراجعة تعاطيه مع ما تقرره السعودية، وهو أمر لا يمكن توقع خضوع المغرب له، لكن مع ذلك يجب الحذر منه.
سابعا: الدبلوماسية المغربية بحاجة إلى تطويق بقعة الزيت التي أطلقها تركي آل الشيخ، و ذلك للوقوف على أحد أمرين، إما أن الرجل يتحدث بشكل شخصي وهو ما لا يلزم الدولة السعودية بشيء أو يتحدث بإسم جهة في القيادة السعودية، أو أنه يصرف موقفا رسميا سعوديا سيأتي الوقت لإعلانه.. وعند حصول القناعة بأحد الأمرين فإن المغرب لا يجب أن يتردد في إعلان الموقف المناسب”.