“عبادي”: العلماء عليهم واجب حراسة الدين وإقامة شرائعه وتمنيع قيمه من ذرائع الزيغ والانحراف
هوية بريس – متابعات
عقدت الرابطة المحمدية للعلماء، السبت بالرباط، أشغال مجلسها الأكاديمي الثلاثين.
وفي كلمة افتتاحية لهذا اللقاء، أبرز أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة، استنادا إلى الظهير الشريف المؤطر للرابطة، أن العلماء في المؤسسة عليهم واجب حراسة الدين وإقامة شعائره وشرائعه وتمنيع قيمه ومكارمه مما قد يلابسها من ذرائع الزيغ والانحراف أو شوائب التنطع والابتداع.
وأكد عبادي أن رؤية الملك محمد السادس هاته سديدة المعنى، وهي “خارطة طريق نحو الاضطلاع بهذا التشريف المولوي”؛ وذلك بالإضافة إلى ترشيد عمل العلماء وتنظيم جهودهم وتنسيق أعمالهم الخيرة حتى يكونوا جبهة واحدة موحدة وصفا متراصا في مجاهدة الضلال والجحود ومنازلة التطرف والجمود.
ومن تمظهرات هذا العمل، أضاف عبادي، الموسوعة الفقهية “فتح الفتاح على مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي”، التي اشتغل عليها ما يقارب 46 عالما وعالمة والتي صدرت في 71 مجلدا، موضحا أن الأمر يتعلق بثمرة اجتهاد جماعي “أشرف عليه العلامة ابن رحال المعداني التدلاوي، مع خيرة العلماء في زمن أمير المؤمنين المولى إسماعيل طيب الله ثراه”.
وأشار، في السياق ذاته، إلى الأهداف المنوطة بالرابطة على مستوى التعريف بأحكام الشرع الإسلامي ومقاصده السامية، والعمل على نشر قيم وتعاليم الإسلام السمحة بالحكمة والموعظة الحسنة واحترام مبادئ الوسطية والاعتدال، إلى جانب المساهمة في تنشيط الحياة العلمية والثقافية في مجال الدراسات الإسلامية من خلال توثيق أواصر التعاون والشراكة مع المؤسسات والهيئات العلمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك، منوها بإصدارات المؤسسة المتعددة والمتنوعة.
وعلى صعيد آخر، اغتنم الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء هذه المناسبة للفت انتباه أعضاء المجلس الأكاديمي وهم أعضاء المؤسسة ذاتها إلى التحديات والقضايا “الحارقة” التي يطرحها “الواقع الجديد” والتي يتوجب على علماء الرابطة التفاعل معها من منطلق مسؤوليتهم الكبيرة وتقديم إجابات بشأنها، معتبرا أن عجلة الواقع تغذيها “ثقافات ونفسيات مستجدة” في ظل الذكاء الاصطناعي والعولمة.
وسجل أن من ضمن تلك التحديات ما يتعلق بالقضية البيئية وهدر المياه، داعيا إلى استلهام القوة الاقتراحية “الهائلة” من القرآن الكريم.
كما حث عبادي العلماء على التقريب بين الناس بمناهج وكيفيات واضحة، مشددا على ضرورة التفكير في ذلك على ضوء ديباجة الظهير الشريف المؤطر للمؤسسة ذاتها.
وأضاف عبادي أن الإدمان يشكل أيضا قضية من ضمن القضايا “الحارقة”، ويتعلق الأمر بالأساس بالإدمان الرقمي والإباحي والاستهلاكي، داعيا إلى “مواكبة الناس برحمة وبقوة اقتراحية دون تحسيس بالدنيئة”. واعتبر أن هذه التحديات “ثقيلة ومزعجة”؛ ولكن لا بد من التعامل معها “بقوة اقتراحية وبمعرفة الواقع كما هو”، بالتقريب من الدين بجمالية.
وفي هذا الإطار، أبرز الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن مستلزمات تكوين العالم في السياق المعاصر تنبني على ضرورة فهم النصوص المؤسسة نقلا وتصحيحا وتوثيقا، وضبط آليات استنطاق النصوص واستنباط الهدي منها، والوعي بالسياق واعتباره، بالإضافة إلى استيعاب القوالب التفكيرية والجهاز المفاهيمي، ليخلص إلى أن هذه المسؤولية تقع على عاتق مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء من أجل “معانقة التوجيه المولوي للمؤسسة المشار إليه في الظهير الشريف”.
تجدر الإشارة إلى أن جدول أعمال المجلس الأكاديمي الثلاثين للرابطة المحمدية للعلماء يتضمن عرض التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2022، وكذا عرض مختلف مشاريع المؤسسة وبرامجها، إلى جانب التداول حول سير أعمالها وآفاق مشاريعها المستقبلية.
وبعد اختتام أشغال المجلس ، في دورته الثلاثين ، انطلق وفد من الأعضاء في زيارة لمتحف ومعرض السيرة النبوية والحضارة الإسلامية ، والذي تم بشراكة بين منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ورابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء. …تحت رعاية أمير المومنين جلالة الملك محمد 6 ، وخادم الحرمين الشريفين .
وقد أعجب الجميع بمحتويات المتحف ، ونوهوا بتمديد تواجده لستة أشهر قادمة …وهي فرصة لمن لم يتمكن من زيارته ، خاصة الشباب منهم.