عبرة عجيبة في كرة القدم
هوية بريس – عبد الحميد بنعلي
ما أعدل هذه اللعبة المعشوقة للعالمين!
كل من لم يكن فيها كفؤا سرعان ما يتم التخلص منه ولو كان خريج النوادي والاكاديميات العالمية، وذلك لأسباب أربعة:
أولا:
لأن هناك جمهورا يأبى بقاء غير الأكفاء وينادي بالتخلي عنهم، ولا يملك (المسؤول الكروي) إلا أن يرضخ لصراخ الجمهور.
وثانيا:
لأن بقاء غير الكفء مؤذن بخسائر فادحة لا يمكن تفاديها مع بقائه.
وثالثا:
الخسائر التي يتسبب فيها الضعفاء وعديمو الخبرة لا يمكن تغطيتها وإخفاؤها عن الجهمور المتابع، وهذه (ورطة) لا يمكن تجاوزها.
ورابعا:
فبقاء غير الكفء في الفريق يفوت الفرصة على الأكفاء، وهذا فيه تعطيل للمواهب، وتهميش للإبداع.
العبرة:
لو تم تعميم هذا (القانون) على جميع القطاعات لصلحت أحوال الناس، مع أن بقاء (غير الكفء) في القطاعات الحيوية أخطر وأضر من بقائه في الفريق الكروي، فالمعلم غير الكفء مثلا يتسبب في إعدام آلاف العقول من الجيل الناشئ، والإداري المرتشي مصائبه تشيب لها الولدان، و(الفقيه) المزور إن هو الا مسيلمة الكذاب في جبة فقيه الخ
الفساد الكروي لا يضر الأمة في شيء، ولا يفوت عليها أي تقدم أو إنجاز عظيم، ومع ذلك لا يسمح ببقاء الكسالى في صفوف الفريق، في حين يتم (التسامح) وغض الطرف عن توظيف آلاف المعدمين، فلا تسل بعد ذلك عن سر تخلف دول بأسرها وهويها إلى القاع بل إلى قاع القاع.
ما يساعد على هذا (التسامح) أو بالأحرى هذه (الخيانة) هو انعدام الأسباب الأربعة الموجودة في عالم كرة القدم.
فالجمهور لا يضيره أن يكون (الجهال) يمارسون العملية التربوية ما دام العيال يحصلون على نتائج مرضية، المهم هو الانتقال ولو بلا تحصيل!
والفساد الناتج عن توظيف هذا (المعدم) عادة لا يظهر للجمهور، فليس هناك تغطية مباشرة للفضائح المجلجلة والتزوير الفج.
والكفء المهمش غير مرغوب فيه في عالم (المعدمين) لأنه يخشى منه افتضاح هؤلاء المعدمين كما يفضح دخان الحطب ببخور العود.