“غربال” يكشف حملات تضليل رافقت احتجاجات جيل z

هوية بريس – علي حنين
كشف تقرير جديد لمنصة «غربال» المتخصصة في التحقق من الأخبار، أن احتجاجات ما يُعرف إعلاميًا بحركة «جيل Z» التي يشهدها المغرب منذ أواخر شتنبر الماضي، رافقتها موجة من الأخبار المضللة ومقاطع الفيديو المفبركة التي تم تداولها على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام.
وأوضح التقرير، الصادر بتاريخ 8 أكتوبر 2025، أن عدداً من الصور والمقاطع المنتشرة على “فيسبوك” و“إكس” (تويتر سابقًا) خلال الأيام العشرة الأولى للاحتجاجات، تبين بعد التحقق أنها قديمة أو مقتبسة من أفلام، في محاولة لإيهام المتابعين بوجود مواجهات أو تدخلات أمنية غير واقعية.
فيديوهات قديمة ومشاهد سينمائية
رصد التقرير تداول مقطع فيديو يُظهر مدرعات عسكرية تمر بأحد الأزقة، مع تعليقات تزعم أن الجيش نزل إلى شوارع حي سيدي يوسف بن علي بمراكش بعد أحداث عنف.
لكن بعد إخضاع الفيديو للبحث العكسي، تبيّن أنه نُشر لأول مرة في 23 مارس 2020 خلال فترة الحجر الصحي، ولا علاقة له بالأحداث الجارية.
كما أشار التقرير إلى مقطع آخر نشره الإعلامي الجزائري أحمد حفصي، ادعى أنه يُوثّق “تعذيبًا وحشيًا لمتظاهرين في المغرب”، قبل أن يتضح أنه مشهد من فيلم قصير منشور على “يوتيوب” بتاريخ 31 غشت الماضي.
خبر “تعليق الاحتجاجات”.. إشاعة أخرى
وأشار تقرير «غربال» إلى أن عدة مواقع إلكترونية مغربية نشرت خبرًا مفاده أن حركة جيل Z أعلنت تعليق الاحتجاجات بعد أحداث الشغب التي شهدتها بعض المدن.
غير أن التحقق أظهر عدم وجود أي إعلان رسمي بهذا الخصوص، بل إن الحركة نفسها أكدت استمرار احتجاجاتها إلى اليوم العاشر، قبل أن تعلن توقفًا مؤقتًا استعدادًا لجولة جديدة يوم 9 أكتوبر، للمطالبة بـ“إصلاح التعليم والصحة والإفراج عن المعتقلين”.
من منصة ديسكورد إلى الشارع
وأوضح التقرير أن جذور الحراك تعود إلى دعوة خرجت من تطبيق “ديسكورد” أطلقتها مجموعة تسمى genz212، دعت إلى النزول للشارع أيام 27 و28 شتنبر الماضي، مطالبة بإصلاح شامل لقطاعي التعليم والصحة.
وتعرّف الحركة نفسها بأنها “صوت شبابي مستقل يطالب بالكرامة والحقوق المشروعة لكل مواطن”.
رسالة مفتوحة إلى الملك
وفي سياق متصل، ذكر التقرير أن مجموعة من النشطاء والإعلاميين والفاعلين السياسيين وجهوا رسالة مفتوحة إلى الملك محمد السادس، أعربوا فيها عن دعمهم لمطالب الحركة الشبابية، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، وإصلاح القانون الجنائي، وضمان استقلالية الإعلام العمومي.
كما دعت الرسالة إلى إطلاق مسار إصلاح دستوري جديد يكرّس السيادة الشعبية، ويفتح حوارًا وطنيًا شاملاً حول أولويات المواطن المغربي.
🔍 تحليل وسياق
يأتي تقرير «غربال» في ظل تصاعد النقاش حول مصداقية المحتوى الرقمي المتداول خلال موجة الاحتجاجات الشبابية، التي تمثل أول تعبير جماعي منظم لما يسمى بـ“جيل Z” في المغرب.
ويرى مراقبون أن هذه التجربة كشفت عن حاجة ملحّة لتعزيز التربية الإعلامية الرقمية لدى الشباب، وعن ضرورة التحقق من المصادر قبل التفاعل مع أي محتوى على الإنترنت.



