غزة.. رسالة إلى وزراء الأوقاف والشؤون الدينية والإسلامية في الدول العربية والإسلامية
هوية بريس – متابعة
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية فلسطين-غزة: “رسالتنا إلى معالي وزراء الأوقاف والشؤون الدينية والإسلامية في الدول العربية والاسلامية، وإلى مشايخنا من الأئمة والدعاة في الوطن العربي والإسلامي الكبير؛ نصرةً للمسلمين في غزة الجريحة:
يقول جل وعلا: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
ويقول صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ).
الوزراء والأئمة والعلماء، أيها المسلمون جميعاً في بقاع الأرض:
إن إخوانكم المسلمين في فلسطين، وخاصةً في قطاع غزة يتعرضون منذ أكثر من تسعين يوماً على يد يهود بل منذ احتلال فلسطين ووقوعها أسيرةً في أيدي الصهاينة إلى أبشع صنوف القتل والتعذيب والتشريد(ما يقارب 90 ألف شهيد ومفقود وجريح)، وتدمير المؤسسات الحكومية والمقار التعليمية(ما يزيد عن500 مؤسسة ومدرسة وجامعة) وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها في الليل والنهار، (355 ألف وحدة سكنية كلياً وجزئياً)، وحرق الأخضر واليابس، وتدمير المساجد التي يذكر فيها اسمه، (ما يقارب 500 مسجد كلياً وجزئياً) وطمس كل معلم إسلامي حضاري وأثري، ومنع الماء والدواء والغذاء وتجويع الناس، وتهجيرهم من مساكنهم في العراء بلا طعام أو مأوى في ظل البرد الشديد؛ يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، (ما يزيد عن 1900000 مشرد ونازح)، والتنكيل بالمستضعفين من النساء والشيوخ والأطفال وكذلك الشباب والأئمة والعلماء وإذلالهم والزج بهم في السجون أو إعدامهم؛ في حرب إبادة شاملة استبيح فيها كل شيء.
وإننا في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من قلب غزة التي ما زالت تنزف دماً؛ نهيب بكم يا علماء الأمة وأئمتها ودعاتها وخطبائها وأدبائها وكتابها وكل البلغاء من جميع أقطار العالم أن تُسخِروا محابركم وأقلامكم وأصواتكم ومنابركم دفاعاً عن فلسطين، ونصرةً للمسلمين في القدس والضفة وغزة.
وإن لكم قدوة في شيخ الإسلام العزُّ بن عبد السلام الملقب بسلطان العلماء كيف هز عروش المغتصبين الظالمين بخطبه وكلماته التي حركت ضمائر الأمة، وأيقظت فيهم النخوة والكرامة، وأشعلت في صدورهم جذوة الجهاد والنصرة.
أيها العلماء والدعاة.. وإن حالت بيننا الحدود؛ فإن الجهاد بالبنان لا يقل عن الجهاد بالسنان، في ظل انتهاك العدو الصهيوني لكافة الشرائع السماوية والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، وتدنيسٍ للمقدسات، وهتكٍ للأعراض، وقد جرت دماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في الطرقات، وتناثرت الأشلاء في كل مكان، تلعن كل متخاذلٍ ومتقاعسٍ عن نصرة المستضعفين المسلمين في غزة، التي سطرت أروع معالم البطولة والجهاد دفاعاً عن فلسطين، وعن حق الفلسطينيين بل المسلمين كافةً في أرض الأنبياء، أرض الإسراء والمعراج، فإننا نحملكم أمانة الدفاع عن فلسطين ونصرة أهلها في غزة ورفع الظلم عنهم تُسألون عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون.
يا أهلنا وربعنا.. كلنا مستهدفون؛ وقد تكالبت علينا قوى الشر، فتحالف الصليب مع اليهود، لإضعاف شوكة الاسلام، وكسر ظهر المجاهدين الموحدين الذين يدافعون عن شرف الأمة ويحفظون لها كرامتها، ويحمون مقدساتها، ويدافعون عن أرض فلسطين، أرض المسلمين جميعاً، ويذودون عن أعراضهم؛ فلا تتركونا وحدنا نؤكل كما أُكل الثور الأبيض، ونُقتَل كما قُتِلنا في48 و52 و67 وفي كافة معارك الشرف والعزة.
أيها المسلمون الأُباه .. لا تسلمونا لأعدائنا، يقول صلى الله عليه وسلم: *(الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
يا إخواننا.. لستم قلة، وفيكم البركة، وقد منحكم الله مكامن القوة والغلبة من طاقات وموارد مادية وبشرية، وحباكم عوامل النصر فلا تفجعونا بافتقادكم من حولنا، ووقوفكم إلى جانبنا ونحن أصحاب حق وقضيةٍ مقدسةٍ استأمنكم الله عليها.
ندعو الله أن يعز الإسلام بكم وبنصرتكم لإخوانكم في فلسطين، وأن يرفع قدركم ومقامكم في عليين.
وأن يمنحنا وإياكم الفتح والنصر المبين على أعدائنا الصهاينة والصليبيين.
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية
فلسطين -غزة
الجمعة 23 جمادي الآخرة 1445 هجري.
5 يناير 2024 ميلادي”.