فرنسا.. من مواجهة “الإسلام السياسي” إلى مواجهة “الستر”؟!
هوية بريس – محمد زاوي
تمتنع الأسر المسلمة، في فرنسا، عن حضور بناتهن لحصص السباحة. والسبب، بحسب هذه الأسر، هو الاختلاط في حمامات السباحة، وكذا نوع اللباس الذي لا يراعي الخصوصية الدينية للتلميذات المسلمات.
واليوم، لم يجد مجلس الشيوخ الفرنسي أي موضوع يناقشه، إلا موضوع تهرب الفتيات المسلمات من حصص السباحة، وكيفية منع ذلك.
نسجل هذا الحدث المستجدّ، ونقرّر ما يلي:
– ليس لـ”فرنسا الاستعمارية” الحق في ادعاء غيرتها على “العلمانية”، فهي نفسها التي جنّدت “الصليبية الاستعمارية” في إفريقيا، وعملت على إلحاقها واستغلالها تحت قناع “النصرانية ودين المسيح”. “علمانية الحجاب”، إذن، علمانية زائفة لا تعفي فرنسا من استنجادها بـ”الدين” لتحقيق مصالحها الاستعمارية.
– هل من “الحرية الفرنسية” حرمان فتيات مسلمات من خصوصيتهن الدينية؟! أمن “الحرية” تشكيل رأي عام فرنسي عازل للخصوصية الإسلامية ومحرّض عليها؟! أمن “الحرية” محاصرة الإسلام في أوروبا باتفاق مع كبار الرأسمال المالي؟!
– ادّعت فرنسا أنها ليست ضدّ الإسلام، وإنما ضد “الإسلام السياسي” بما هو امتداد لمصالح أمريكية في فرنسا (؟؟) فكيف انتقلت فرنسا، إذن، من مواجهة “الإسلام السياسي” إلى مواجهة “الإسلام” بهذه السرعة؟ كيف تتخوف فرنسا من الرأسمال المالي الأمريكي وتلتقي معه في مواجهة “استراتيجية الإسلام”؟!
– أهكذا تردين الجميل يا فرنسا؟! استعمرت دولهنّ الأصلية، وما تزالين. نهبت فائض القيمة، أفقرت ظاهر الأرض وباطنها، حولت أجدادهنّ إلى عمال قسرا تحت نير الاستعمار، وما تزالين. وبعد أن بحثن عن “استغلال جديد” على أرضك، لم تمنحي لهن حقّ ما يخترن من لباس والتزام ديني، كأقل ما يمكن أن يُمنَح لمستغَل لصالح الرأسمال! ولكن، هيهات هيهات، فأقل ما يعطى، هو ما يهدّد الرأسمال المالي حقّا.