فضيحة.. تحرش وتعذيب وسب الدين باسم “البيزوطاج” في المستشفى الجامعي بالرباط.. متى يتوقف هذا الظلم؟؟
هوية بريس – عبد الله مخلص
الكرامة والنبل أساس من الأساسات التي ينبغي أن تبنى لدى كل إنسان، ويتأكد بناؤها عند من يباشر التعامل مع عموم الناس من أصحاب المهن، ويزداد تأكيدًا عند مت يباشر مهنة الطب التي هي أشرف المهن وأجلها لأن الطبيب مستأمن على حياة الناس وأعراضهم.
لكن للأسف هذا القطاع لا يزال يعرف عدة تجاوزات، سنعرض لأكثرها رداءة وتخلفا، بل إذا عددناه من الفضائح بل الجرائم لا نكون مخطئين.
“البيزوطاج” وما أدراك ما ظاهرة “البيزوطاج”، “سادية” وتعذيب وإهدار للكرامة ومحو لأي أنفة في نفس الطالب الجديد، هي إخضاع وإهانة وقهر، يمر منها الذكور والإناث.
عملية “البيزوطاج” لا تزال تثير جدلا واسعا كل بداية موسم جامعي، ينال فيها الطلبة الجدد حصصا من الظلم والقهر والإهانة، في انحراف واضح لهذا “العرف الجامعي” عن مساره وغاياته التي من أجلها وجد منذ بدايته.
انحرافات بلغت حد التنكيل بطالبتين بمدرسة عليا بالرباط وإرسالهما للتداوي بالمستشفى الجامعي السويسي، بعد الاعتداء عليهما من طرف ممارسي “البيزوطاج”. (2019)
اعتداءات تلو أخرى كرست هذه الانحرافات في التعامل مع الطلبة الجدد الأمر الذي جعل عددا من المؤسسات التعليمية في المغرب يتخذ قرار منع هذه الظاهرة المشينة داخل فضاءاتها، وذلك بعد توالي الفضائح التي اضطرت معه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى مراسلة مدراء الأقسام التحضيرية للمدارس العليا من أجل إيقاف هذه المهزلة (2021).
الفضيحة أن هذه الظاهرة “البيزوطاج” لم تعد مقتصرة على المعاهد والمدارس العليا، بل انتقلت إلى المستشفيات حيث يستقبل الطلبة الداخليون زملاءهم الجدد الناجحين والملتحقين بالجمعية.
فإذا كانت هذه الظاهرة التعذيبية تدوم في عدد من المستشفيات لمدة يومين أو ثلاثة أيام، فإنها في المستشفى الجامعي بالرباط تستمر لمدة 60 يوما، حسب ما بلغنا في “هوية بريس” من مصادر مطلعة.
تتخللها طقوس غريبة يتم بها ترويض الطلبة تحت مسمى “البيزوطاج” “حيث تنطلق هذه الطقوس كل يوم من الساعة الثانية بعد الزوال إلى غاية الحادية عشرة ليلا”، تقول المصادر المطلعة.
وتضيف ذات المصادر أن بعض حصص التعذيب تبدأ بـ”تجريد الطلبة الجدد من الهواتف وكل وسائل التواصل”، ثم “يساقون إلى مرآب مملوء بالأحجار في الجهة الخلفية من المستشفى، ويطلب منهم الركض على الركبتين وسط الأحجار لساعات ذكورا وإناثا”.ويكون هذا الطقس مرفوقا بصب الماء البارد واستعمال الكلام النابي.
لقد بدأت بعض الأصوات ترتفع للتحسيس بهذا الظلم، إذ دوّنت صفحة باسم Medlife maroc ناقلة من بريدها رسالة لإحدى الطالبات هذا نصها:
“السلام علیکم ورحمة الله تعالى وبركاته، هل ممكن مساعدتي في نشر هذا النداء حتى نوقف هذا الهراء أنا طبيبة كذلك، و أعمل في القطاع الحكومي أندد وبشدة ما تفعله # جمعية الأطباء الداخليين بالأطباء الملتحقين الجدد فيما يعرف بالبيزوطاج؛ ليس من أخلاقنا ولا أخلاقيات مهنتنا. لن أسكت كما يسكت البعض، و لا بد من وضع حد لهذا الهراء. لاعبوا المنتخب المغربي يعطونا أفضل مثال للتلاحم والأخلاق.
أما هؤلاء فلا يستحقون حتى اسم طبيب الذي كان يطلق عليه قديما حکیم، هؤلاء سفهاء لا يستحقون هذا الشرف”.
إلا أن هذه القذارة لم تقف عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى “التحرش وكشف ولمس عورات الإناث وشتم الدين والوالدين وبعض حالات السكر”.
وفي ظل التهديد والتخويف يصعب على الملتحقين الجدد الامتناع عن الانخراط في هذا العرف الفظيع والمقرف والذي يطلب تدخلا عاجلا للبحث والتحقيق والتقصي، وذلك لابتزازهم من قبل “المكتب المسير للجمعية (les anciens) بفرض عقوبات قاسية على الجدد تصل إلى فرض مداومات متتالية وكثيرة وجد مرهقة أو حرمان الطالب من حق العضوية داخل الجمعية ما يفقده حق اختيار التخصص الذي لمكتب الجمعية جزء من القرار فيه”، حسب ما تؤكده ذات المصادر.
وكشفت مصادر، لموقع “هوية بريس”، أن “الأيام الثلاثة الماضية عرفت حالات إغماء عدة عند الطالبات، كما عرفت كسر ركبة أحد الطلبة”.
إذا ما ثبتت هذه الوقائع، فإننا سنكون أمام مهزلة حقيقية وفضيحة بكل المقاييس؛ سنكون أمام حاجة ماسة إلى فتح تحقيق لبحث حيثيات ما حدث، وترتيب المسؤوليات بخصوصه.
لقد حان الوقت للقطع النهائي مع عملية “البيزوطاج” المخالفة لكل الأعراف الطيبة والقوانين المتحضرة، مخالفة للقانون والشرع والآداب.
لقد حان الأوان لينعم طلبتنا بالكرامة عند الاستقبال والتأطير فهناك طرق كثيرة ومتعددة لإدماج الطلاب الجدد، تغني عمّا يمارَس في “البيزوطاج” من مهازل واستهتار بكرامة الطالب.
ولنستمع لإحدى المتحدثات من الداخل تصف هذه العملية الفظيعة:
“هذا مسلسل بدأت حلقاته بالأمس في كنف دهاليز مستشفى ابن سينا بالرباط تدور حلقاته حول استقبال#جمعية الأطباء الداخليين للأطباء الداخليين الجدد في ما يسمى عادة البيزوطاج.
أعمال همجية قام بها مجموعة ممن يحسبون على مهنة الطب و مارستها بكل سادية على النخبة التي نجحت في اجتياز امتحان الولوج للسلك الداخلي: عنف جسدي و نفسي بل وحتى تحرش جنسي طال هؤلاء الطلبة الجدد بدعوى الاحتواء.
لقد تم احتجازهم قسرا من الساعة الثانية والنصف زوالا إلى الثانية والنصف من صباح اليوم الموالي و بدأ مسلسل التعذيب من أناس أقل ما يقال عنهم وحشيين، المفروض يلبسون الوزرة البيضاء علامة الطهر والرحمة و النقاء في ظل غياب تام للمسؤولين مع علمهم بما يحصل كل سنة؛ ويعجبون من أطباء شباب يقدمون على الانتحار.
نجح لاعبوا المنتخب المغربي في تسويق الأخلاق الإسلامية وكل معاني التضامن والاحتواء الحقيقي وفشل من ينظر إليهم أنهم مثال الرحمة والشفقة بل وحتى أحد الناجحين من ذوي الاحتياجات الخاصة لم يرحموه.
أتذكر عندما كنت لا زلت طالبة بكلية الطب لم أتقدم لمباراة الداخلية ولا الاختصاص لِما رأيته من سوء معاملة لهؤلاء المتدربين الجدد من طرف من هم أكبر منهم فاقتصرت على الطب العام لأن الكل ساكت عن هذه السلوكيات غير الأخلاقية و الكل رضخ للأمر الواقع”.
ثم تتساءل هذه الدكتورة: “متى ينتهي هذا الهراء المسمى بالبيزوطاج وننتقل للتعامل بأخلاقنا ومبادئنا السمحة التي تقوم على نفع الغير لا استعباد الغير”.
مختتمة مرافعتها أو شكواها بنداء موجه إلى المتدربين الجدد قائلة: “من هذا المنبر أندد وبشدة بهذه التجاوزات وأدعوكم أيها المتدربون الجدد للوقوف صفا واحدا لفضح هذه الفئة الغير مشرفة بتاتا لمهنتنا وأمتنا، هذه الأفعال دخيلة على ثقافتنا فانبذوها ولا تكونوا إمعة”.
فهل ستتحرك الوزارة والجهات المسؤولة لوقف هذه الخروقات وهذا الظلم؟؟