فضيحة “دين الإنسانية” على أرض غزة
هوية بريس – د.أحمد اللويزة
رغم أن العالم منذ مدة وإلى أيام قليلة يتغنى بإنجاز يعتبره هائلا في القرن المعاصر، ألا وهو الدين الإبراهيمي أو دين الإنسانية، وأحاط ذلك بهالة من التهويل يشارك فيها جوقة المرتزقة من مختلف المستويات والمواقع، إلى درجة بناء هيكل لهذا الدين الجديد الذي يسوق على أنه جاء كرد فعل على انتشار العنف والإرهاب والذي غالبا ما ينسب الى دين الإسلام، وأنه إجراء جاء من أجل نشر قيم التسامح والتعايش والتماهي، ونبذ قيم العنف والكراهية ورفض الاخر.
كم كان لهذا الكلام من جرس موسيقي يطرب الآذان ويهز الكيان، وصدقه كثير من المغفلين وأصحاب النية الحسنة، وإن شئت قل أصحاب العقول القاصرة عن درجة الوعي في إدراك المعركة التي يقودها أصحاب دعوة دين الإنسانية لمحاربة دين الإسلام الدين الحق، ومحاربة كل من يسعى أن يعيش بتعاليم هذا الدين معتزا به مقرا بصوابه وبطلان ما سواه.
واليوم يشاء الله أن يفضح القوم ومن شايعهم على رؤوس الأشهاد، حتى أدرك كذبهم وتزويرهم ومكرهم شعوب الغرب غير المسلم، بله أن يدرك ذلك معشر المسلمين، إلا ما كان من المرتزقة وأهل النفاق والشقاق.
وها هي اليوم غزة تحرق ويحرق أهلها وتهدم على رؤوسهم البنايات والمساكين، بل هدمت عليهم المستشفيات والملاجئ، وقتل الناس وهم يحملون الرايات البيضاء، إضافة إلى تجويعهم ومنع المساعدات من دخولها إلى القوم، كل ذلك بسلاح دول دين الإنسانية والإبراهيمية المزورة وبدعم مباشر منها للكيان الغاصب القاتل، وها هو العالم اليوم يتفرج على إبادة شعب أعزل، تفرج على حصاره لسنوات ثم هو يتفرج اليوم على قتله وإبادته وتهجيره وتجويعه ومنع الدواء عنه ..إلى متى؟ الله أعلم.
المهم كشفت الأحداث موت العالم المتحضر، وموت كل معاني الإنسانية التي طالما تغنى بها وادعى تمسكه بها، بل دمر دولا باسم نشر الإنسانية ومحاربة الإرهاب والتطرف، وها هو التطرف اليوم يمارس برعاية الأمم المتحدة التي تمثل مسرحيات مفضوحة في اجتماعات ونقاشات تمارس التنويم والتلبيس دون أن تكون قادرة على اتخاذ ولو خطوة بسيطة في وقف هذه الإبادة، إن لم تكن مشاركة في ذلك.
أما المسلمون اليوم فقد قتلت فيهم كل معاني الإسلام القائمة على النخوة والنجدة والتضحية والإيثار والقيم الاجتماعية، وطغت الأنانية والشخصانية والتمركز حول الذات، يغنون ويرقصون ويتفرجون ويقيمون الحفلات الماجنة والمهرجانات الساقطة وينتجون الأفلام الهابطة…. ولم يعد أكثرهم يبالي بأخيه المسلم ولا بمعاناته ما دام أنه هو يعيش الرفاهية والأمن والرخاء ومبدؤه (نفسي ومن بعدي الطوفان)، أما الذي لا زال منهم يشعر بهموم أمته فهو يعاني الأمرين، مرارة العجر ومرارة الخذلان.
فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة الا بالله، وإنها لكاشفة فاضحة، فاللهم إليك نشكو عجزنا ونعوذ بك من الاستبدال، أو أن نكون من المخذولين.
أما أهل غزة فهم في كنف الله ولطفه، أكرم الله منهم من أكرمه بالشهادة، ومن أكرمه بالصبر والتحمل واليقين، وإنهم لهم المنصورون دنيا وأخرى، ويا خيبة أهل الخذلان.