قراءة في بيان “القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية” معركة ذات وجهين: عربي وفلسطيني
هوية بريس – محمد زاوي
طبّعت الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع “الكيان الصهيوني”، وتبعتها البحرين، وسارعت سلطنة عمان إلى مباركة التطبيعين معا. أما الجامعة العربية، فقد اكتفت بالمناورة استجابة لميزان القوى في الوطن العربي، وإلا فمناورتها شيء وموقفها المبدئي شيء آخر. في سبيل فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة يقع كل هذا، ولا أحد يستطيع التكهن بفوز ترامب، ولا بقدرته على تغيير السياسة الصهيونية في الداخل الفلسطيني والعربي بعد فوزه.
وخارج كل هذه الحسابات الضيقة والمعقدة، أبت المقاومة الشعبية الفلسطينية إلا أن تنتفض ببيانها الأول (13/09/2020)، حيث دعت إلى:
– في 15/09/2020: رفع العلم الفلسطيني، وتنظيم تظاهرات داخل فلسطين، وأمام سفارات أمريكا والإمارات والبحرين في كافة الدول العربية والإسلامية.
– في 17/09/2020: إحياء ذكرى صبرا وشاتيلا في فلسطين وكافة الدول العربية والإسلامية.
– في 18/09/2020: رفع الأعلام السوداء، حدادا وشجبا لاتفاق “أمريكا-إسرائيل-الإمارات-البحرين”.
… إلخ.
إنها انتفاضة حقيقية وفارقة في زمن عمّه التطبيع والانتكاس وتراجع خط المقاومة لصالح خط الخيانة والاستعمار، وهي معركة رمز وذاكرة: الصبر والمرابطة بمفهومهما القرآني واستدعائهما الميداني، “يوم الرفض الشعبي الانتفاضي”، علم فلسطين، الحداد، صبرا وشاتيلا، “أسر الشهداء الذين قضوا بسواطير الاحتلال الذي ترفع أبو ظبي والمنامة رايته على هامتها المنكسة”، القدس (مكان إصدار البيان)… إلخ.
من شأن هذه الانتفاضة لو تمت أن:
– تثبت وحدة الفصائل الفلسطينية ميدانيا، بعد أن اتحدت على مصالح الشعب الفلسطيني والوطن العربي.
– تحيي ما خار من عزائم الشباب وكافة الشعب الفلسطيني.
– تساهم في جمع شتات الوطن العربي الذي استُهدِف بالانقسامات الطائفية والعولمية.
– تدفع في اتجاه تجاوز الشعوب العربية لقضاياها التافهة أو الآجلة بقضاياها المصيرية والعاجلة.
… إلخ.
لقد قامت المقاومة الفلسطينية بواجبها، وقد جاء الدور على الحركات الاجتماعية في كافة دول الوطن العربي من أجل:
– اجتماع قيادات هذه الحركات في كل دولة من دول الوطن العربي، في أفق اجتماعها عربيا.
– إصدار بيانات مساندة لمبادرة “القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية”.
– توفير الرايات الفلسطينية والرايات السوداء، لإنجاح يومي “الرفض الشعبي الانتفاضي” و”الحداد”.
– تعبئة الشعوب العربية لتلبية نداء إخوتهم الفلسطينيين بالاحتجاج وتخليد “الرفض الشعبي” و”الحداد” و”صبرا وشتيلا”.
– وليكن كل ذلك باحترام الاحترازات الصحية، حتى لا يكون المنتفضون ضحية للصراع البيولوجي للإمبرياليات العالمية.
… إلخ.