قصة حقيقية من خلف أسوار السجن مهداة لدعاة الحرية الجنسية!!
هوية بريس – ذ.الحسن شهبار
كان ع. ح. -وهو من تجار المخدرات- محكوما بثلاث سنوات سجنا نافذا، فكان كلما سكن الليل رأيته يخرج هاتفه ويتصل بمحبوبته، يرسل لها كلمات العشق والهيام دون خجل ولا وجل، ظننت بداية لما سمعته يسألها عن حملها أنها زوجته، لكنني صعقت لما سمعته يأمرها أن تذهب إلى الطبيب لإسقاطه، كل ذلك وهي مطيعة لا تعص له أمرا، فبادرته متعجبا: كيف تجرؤ على مثل هذا الفعل؟ وكيف تغتصب شباب هذه النعجة المسكينة التي وثقت بك أيها الذئب الأغبر؟
فأجابني بهدوء وسكينة: إنك مغفل يا صديقي، إنها الحياة هكذا، إنها صديقتي، أحبها، وأعاشرها، وأغار عليها من أن تمسها يد لامس، ولكن كل هذا مؤقت، لا بديل لي الآن عنها، ولا بديل لها عني الآن وبعد الآن.
سألته: هل ستتزوجها حقا؟
فقال لي: ألم أقل لك إنك مغفل، وأحمق أيضا، هل رأيت مثلي تزوج، إنني أقضي من الوقت خلف القضبان أكثر مما أقضيه خارجها، ولست أفكر في الزواج، وإذا فكرت فيه يوما، فسأذهب إلى بادية نائية أبحث فيها عن فتاة لا تعرف الرجال ولا يعرفونها، أتظن أنني أثق بهذه العاهرة التي تغازلني؟ لقد ضبطتها عدة مرات مع غيري يتبادلون القبل والعناق، وبلغني من غير طريق أنها تخونني مع غيري، ولكنني كما قلت لك، أنا مضطر لمعاشرتها لأجل قضاء حاجتي، كما أنها مضطرة لمعاشرتي لأجل ما أدفعه لها من دريهمات، وأعتقد أنها أشد يقينا مني بأن زواجي بها مستحيل!
إنها حياة الذئاب البشرية في أحط صورها، كم ممن يدعي الحب والعشق، ذئب في صورة إنسان، يستدرج فريسته بلطف ومكر وكيد، حتى إذا واتته الفرصة أمسكها ولم يفلتها، وقطعها كما يقطع أحدنا زهرة أعجبته في غير رحمة التماسا لعبيرها، فيظل به حتى ينفد، ثم يلقيها كأن لم تبهره لحظة بجمالها، ولم تنعشه برهة بأريجها.
فأين حياة الذئاب البشرية من الحياة الزوجية المسئولة، حيث تجد الزوج الحبيب يوفي حبيبته حقها من الإعجاب والإطراء، ويبادلها حسنا بحسن، ومتعة بمتعة، ويشاركها أعباء الحياة، فهو لم يقطعها ولن يلقها بعد قضاء شهوته منها، إنما تراه يتأمل في عبيرها الطيب ليسجل للخالق حسن الصنعة ودقة الخلق وجمال التكوين.
وأين هؤلاء الذئاب البشرية من الحياة الزوجية الهنية، أين هم من تلك الفرحة التي يجدها الزوج عندما يدخل بيته، فيجد الطعام الشهي المعد بكل عناية، والمكان البهي المغري بجمال ترتيبه، والجسد الطري المزين بكل أدوات الزينة، والبسمة الحلوة، واللمسة الحانية، والجمال والدلال، إنها الحياة وجنة الدنيا.. وأنى للذئاب البشرية أن تفقه هذا أو تتذوقه!