قصيدة: أحلى أمانينا.. من وحي زيارة الأندلس
المشاهدات:
7٬181
شعر / عبد الرحمن بن معاضة الشهري
هوية بريس – الثلاثاء 24 ماي 2016
1- كانت زيارتُها أحلى أمانينا***وطيفُها كلَّ يومٍ كم يناجينا
2- في كل زاويةٍ من أرض أندلسٍ***ذكرى من العلم والأمجاد تُشجينا
3- نقلبُ الطرفَ في أسفارِ قصتها***والدمعُ كالدر يجري من مآقينا
4- تلك القصورُ لنا، والذكرياتُ لنا***وذلك الماءُ يجري في سواقينا
5- وهذه القَصَباتُ المشرفاتُ على***سهولها، قد بنيناها بأيدينا
6- تلك القناطرُ مرت فوقها أممٌ***منا تُمكّن دينَ الله تمكينا
7- لما دخلنا إلى “الحمراء” أنشدنا***أضحى التداني بديلاً من تنائينا
8- وكاد ينطق فيه كل منعطفٍ***أهلا بأحفاد والينا وبانينا
9- تلك النقوش على الجدران شاهدةٌ***قامت لتُسعدهم، واليوم تُبكينا
10- كأنها حين جئناها تخاطبنا***هنا نزلنا، هنا كنا، لتغرينا
11- كأنها دون هذا الجمع تقصدنا***حروفُها، وجهها الشرقيُّ يعنينا
12- الوردُ والفلُّ والريحانُ صاحبَنا***والسرو رافقنا فيها أفانينا
13- حديقةٌ جمعت فيها الزهور كما***تزاحمت في معانيها قوافينا
14- لقيت فيها ابن حزم وابن رشد هنا***والقرطبي الذي عشنا به حينا
15- والشاعر العذب في الزهراء يطربنا***أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
16- عُد يا زمانُ، لنحي مجدَ قرطبةٍ***فالجامعُ الفخمُ يشتاقُ المصلينا
17- لقيت آثارنا في كل منعطفٍ***كم كان أسلافنا غراً ميامينا
18- بين “النماص” وأزهار “العريف” هنا***شيءٌ يذكرني أطياف وادينا
19- أيام كانت لنا الدنيا مساعدةً***نجني من الورد والأزهار ما شينا
20- نسابق النحل للأزهار من طربٍ***ونغلب الطير إسعاداً وتلحينا
21- إني وجدتُ أبي في كل ناحيةٍ***رأيتُ محراثه، والماءَ والطينا
22- سمعتُ أمي تنادينا لنتبعَها***لنجتني عنباً، أو نجتني تيناً
23- توقف العمرُ في “الزهراء” وانسكبت***منا الدموع نداريها فتعمينا
24- في صمتها قد سمعنا كلَّ قصتها***بحُسنها، وقرأنا كلَّ ماضينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في الطائرة بين لشبونة والرياض؛ الإثنين 8 شعبان 1437هـ.
آخر اﻷخبار