قصيدة: أحلى أمانينا.. من وحي زيارة الأندلس

24 مايو 2016 20:21
قصيدة: أحلى أمانينا.. من وحي زيارة الأندلس

شعر / عبد الرحمن بن معاضة الشهري

هوية بريس – الثلاثاء 24 ماي 2016

1- كانت زيارتُها أحلى أمانينا***وطيفُها كلَّ يومٍ كم يناجينا

2- في كل زاويةٍ من أرض أندلسٍ***ذكرى من العلم والأمجاد تُشجينا

3- نقلبُ الطرفَ في أسفارِ قصتها***والدمعُ كالدر يجري من مآقينا

4- تلك القصورُ لنا، والذكرياتُ لنا***وذلك الماءُ يجري في سواقينا

5- وهذه القَصَباتُ المشرفاتُ على***سهولها، قد بنيناها بأيدينا

6- تلك القناطرُ مرت فوقها أممٌ***منا تُمكّن دينَ الله تمكينا

7- لما دخلنا إلى “الحمراء” أنشدنا***أضحى التداني بديلاً من تنائينا

8- وكاد ينطق فيه كل منعطفٍ***أهلا بأحفاد والينا وبانينا

9- تلك النقوش على الجدران شاهدةٌ***قامت لتُسعدهم، واليوم تُبكينا

10- كأنها حين جئناها تخاطبنا***هنا نزلنا، هنا كنا، لتغرينا

11- كأنها دون هذا الجمع تقصدنا***حروفُها، وجهها الشرقيُّ يعنينا

12- الوردُ والفلُّ والريحانُ صاحبَنا***والسرو رافقنا فيها أفانينا

13- حديقةٌ جمعت فيها الزهور كما***تزاحمت في معانيها قوافينا

14- لقيت فيها ابن حزم وابن رشد هنا***والقرطبي الذي عشنا به حينا

15- والشاعر العذب في الزهراء يطربنا***أضحى التنائي بديلاً من تدانينا

16- عُد يا زمانُ، لنحي مجدَ قرطبةٍ***فالجامعُ الفخمُ يشتاقُ المصلينا

17- لقيت آثارنا في كل منعطفٍ***كم كان أسلافنا غراً ميامينا

18- بين “النماص” وأزهار “العريف” هنا***شيءٌ يذكرني أطياف وادينا

19- أيام كانت لنا الدنيا مساعدةً***نجني من الورد والأزهار ما شينا

20- نسابق النحل للأزهار من طربٍ***ونغلب الطير إسعاداً وتلحينا

21- إني وجدتُ أبي في كل ناحيةٍ***رأيتُ محراثه، والماءَ والطينا

22- سمعتُ أمي تنادينا لنتبعَها***لنجتني عنباً، أو نجتني تيناً

23- توقف العمرُ في “الزهراء” وانسكبت***منا الدموع نداريها فتعمينا

24- في صمتها قد سمعنا كلَّ قصتها***بحُسنها، وقرأنا كلَّ ماضينا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في الطائرة بين لشبونة والرياض؛ الإثنين 8 شعبان 1437هـ.
آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M