اعتبر الكاتب التركي أحمد تشاكتيرين تسليم الولايات المتحدة فتح الله غولن زعيم جماعة “الخدمة” بتركيا عاملا حاسما في العلاقة والتحالف بين البلدين والتي توترت بسبب هذا الموضوع بالتحديد.
وقال في مقال له بعنوان “أميركا اللاأميركية” نشرته صحيفة “ستار” التركية اليوم إن جوهر المشكلة يكمن في أن واشنطن غير مرتاحة للنظام السياسي في تركيا، وإنها كانت تفضل أن تنهي آخر حكم للإسلاميين بالشرق الأوسط، بعدما مهدت الطريق لإنهاء حكم الإخوان المسلمين في مصر، ومحاصرة حركة حماس في غزة، وإطالة فترة الصراع في سوريا.
وأضاف أن محاولة الانقلاب أفقدت غولن الكثير في الشارع التركي بعد سقوط 250 قتيلا و1500 جريح، وهي صورة هزت المجتمع التركي أكثر بكثير مما كان يهزه احتماء الرجل بالإدارة الأميركية التي باتت تؤمن أن الديمقراطية تعرضها للمخاطرة بوصول أنظمة حكم لا تحبها للسلطة ولو اختارتها الشعوب، وفق تعبيره.
ورأى الكاتب أن واشنطن لم تكن جادة في الاستجابة لطلب تركيا تسليمها غولن، مشيرا إلى التصريحات الأميركية بأن تسليمه يتطلب أدلة وإجراءات قانونية معقدة.
وأشار تشاكتيرين إلى أن الشرخ في العلاقات التركية الأميركية ليس جديدا، وإن كان هذه المرة عميقا بسبب غولن، حيث شهدت العلاقة تراجعا كبيرا أثناء التوتر الشديد بين أنقرة وتل أبيب بسبب واقعة السفينة “مرمرة”.
وأضاف أنه لا أحد في تركيا يجد جوابا مقنعا للتساؤل عن سبب أهمية الرجل (غولن) بالنسبة لواشنطن، كما أن تمسكها بعدم تسليمه للمحاكمة يطرح أسئلة حول مدى جدية التحالف والصداقة والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
واختتم بالقول إن تركيا صنعت معادلة “غولن يساوي (أسامة) بن لادن” لتظهر للولايات المتحدة مستوى جدية طلبها.