كرة القدم لعبة.. لكن بداخلها سياسة!
هوية بريس- متابعة
تختلف الآراء حول ما تنتجه مباريات مونديال قطر من فرجة رياضية وآراء ومواقف مصاحبة، بين من يعتبر الأمر لا يعدو أن يكون مجرد لعبة، وآخر يرى الرياصة بعين السياسة والثقافة.
وفي سياق متصل، قال الكاتب والباحث د. إدريس الكنبوري: “إذا كانت كرة القدم مجرد لعبة فهي لعبة بداخلها سياسة. هناك من يقلل من شأنها ويستهين بها؛ وهذا رأي أتقاسمه معه؛ ولكن يجب النظر إلى الجانب الوظيفي في هذه اللعبة؛ والجانب الوظيفي يتعلق بأثرها على الجماهير وبدورها في السياسات العامة للسلطة؛ أي دورها كايديولوجيا”.
وأضاف الكنبوري على حسابه ب”فيسبوك”: “لكن كلمة لعبة ليست خالية من المدلول. إن أفضل نظام صنعته البشرية في العصر الحديث وهو الديمقراطية يطلق عليه “اللعبة الديمقراطية”؛ والمشاركون فيها يطلق عليهم اسم يجمع بين الفن التمثيلي واللعب Acteurs؛ بينما يطلق على لاعبي الكرة joueurs؛ وفي الديمقراطية توظف جميع مفردات كرة القدم مثل المناورة والمنافسة والفوز؛ وتسمى الانتخابات بالتباري؛ ولامتصاص غضب الخاسرين ترفع عبارة” الروح الرياضية”.
وتابع: “ولكن اللعبة الديمقراطية هي الأخرى لها نفس ملامح كرة القدم؛ هناك من يلعب جيدا وهناك من يسجل؛ والناس تحب من يسجل لا من يلعب بشكل جيد. ومن مظاهر اللعبة الديمقراطية المناورة ودغدغة مشاعر الجمهور وليس عقولهم؛ فقد فاز الرئيس التونسي مثلا في الانتخابات لأنه دغدغ مشاعر الجمهور باللغة الفصحى رغم أن خصمه كان صريحا؛ ولكن ما قاله الخصم صراحة هو ما فعله الفائز ولم يقله. وقد فاز في انتخابات أوروبية وأمريكية ممثلون ورياضيون كما في حالة الرئيس الأوكراني؛ وفاز ريغان في أمريكا لأن الجمهور الأمريكي أعجب به كممثل؛ وفاز الممثل شوارزنيجر حاكما على ولاية كاليفورنيا”.
وأوضح المحلل السياسي: “وهذا يعني أن منطقة اللعب في دماغ البشر أوسع من منطقة الجد فيه؛ وأن الناس لا تفصل كثيرا بين اللعب والجد؛ بل تجمع الاثنين في نقطة واحدة؛ كما قال أبو تمام حين جعل السيف وسطا بينهما:
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب”.