“كلام ساقط” ودعوة لـ”شرب الخمور” في حفل غنائي أغلب حضوره من القاصرين بطنجة

02 أبريل 2025 21:18

هوية بريس – عبد الله المصمودي

أثار حفل غنائي نظم بأحد أحياء مدينة طنجة بمناسبة عيد الفطر سخطا كبيرا من طرف عدد من المغاربة، وذلك بسبب قطعه الغنائية التي تضمنت كلاما ساقطا وفاحشا ودعوة لشرب الخمور وممارسة الفاحشة.

وزاد السخط كون أغلب الحضور من الأطفال الصغار ذكورا وإناثا، والذين كانوا يرددون كلمات تلك المقطوعات الساقطة ويتراقصون على إيقاعات أغانيها المنحرفة دون تدخل من أولياء أمورهم..

ومن تلك العبارات “أنا نشرب الطاسة أنا نسكر ونسى وراني مريول..”، و”بوسة وتعنيقة وطيحة في البحر”، و”معانا بنات الجامعة”.. وغيرها من الكلام الذي يدعو للعلاقات المحرمة والسكر، المحرمان شرعا والممنوعان قانونا!!

الوزير السابق عزيز رباح علق على هاته الفضيحة بقوله “إلى عقلاء ومسؤولي الدولة: هذا لا يليق بالوطن.. أنقذوا المجتمع من شر الخلق.. إنهم يخربون القيم والأسرة والأجيال الصاعدة كنز الوطن”.

وأضاف الوزير السابق بقطاع التجهيز “وجب فتح تحقيق في الأمر ومعاقبة من يساهم في ذلك.. القوانين موجودة وواضحة وصارمة في ذلك”.

ذ.عبد العظيم خربوش، كتب محذرا في منشور له على فيسبوك “الضربات التي تعرضت لها الأجيال الفتية، ضربات تحت الحزام، تجاوزت الأوجاع والآلام، قتلت الاعتقاد، ودمرت المروءة، وأجهزت على الهوية”، مردفا “إن التحدي الذي فرض على المصلحين يتضاخم يوما بعد يوم، ويتعاظم كل ساعة”.

وتابع في نفس منشوره “معشر الكرام من استطاع شيئا فليبذله، فإن العمر ماض، وإنجازك ما استنقذته من نفسك، وما تقدمه من أنفاسك لعُمر أمتك، واعلم أن جهدك لن يكون حفرة معول في أساس، فالأساس موجود، ولكنه لبنة في جدار الحصن الذي يحتمي به أبناؤنا، إنه حصن التمكين القادم، عشته أم عاشه أحفادك، لا تتهاون فأنت على ثغر”.

قد تكون صورة ‏‏‏‏٥‏ أشخاص‏، و‏لحية‏‏ و‏بوق‏‏

أما الفاعل الجمعوي جلال اعويطة، فكتب منشورا مطولا جاء فيه “الدستور المغربي في فصليه 32 و33 يُحمّل الدولة مسؤولية الحماية القانونية والمعنوية للأطفال، الفصل 483 من القانون الجنائي يجرّم الإخلال العلني بالحياء، خاصة إذا تم ذلك في حضور قاصرين والمغرب صادق على اتفاقية حقوق الطفل التي تُلزم الدول بحماية الأطفال من كل ما قد يُؤذي نموهم النفسي والأخلاقي، أو يُعرّضهم لتشويه مبكر في وعيهم وتصورهم للعالم.. ما حدث في مدينة طنجة ليس مجرد مغنٍّ صعد فوق المنصة ما وقع أبعد من ذلك بكثير، لم يكن زلة ذوقية، ولا تجاوزًا معزولاً، بل كان عنوانًا صارخًا لفقدان البوصلة كلمات مشبعة بإيحاءات منحطة، تُؤدى أمام جمهور غالبيته أطفال، وكأن هذا الجيل لا يستحق سوى هذا القاع.. علميًا حين يسمع الطفل هذه الكلمات، فهو يُخزّنها، يُطبّع معها، ويعيد إنتاجها، وتُصبح جزءًا من وعيه الناشئ وجزءً من لغته، من سلوكياته ومن رؤيته للعالم.. في ألمانيا في سنة 2019 في مهرجان مفتوح حضره أطفال، أدت فرقة Rammstein أغنية فيها إيحاءات عن المخدرات بعدها تم توقيف العرض فوراً من طرف المنظمين وفَرضت بلدية المدينة غرامة مالية على الشركة المنظمة وتم إصدار توجيهات جديدة تمنع بث أي محتوى غير مناسب خلال الفعاليات المفتوحة للعائلات، وكذلك في إنجلترا سنة 2021 في إحدى المدارس الابتدائية، تم تقديم عرض موسيقي فيه رقصات غير لائقة لمجموعة من الأطفال أمام ذويهم بعدها قامت وزارة التعليم بفتح تحقيق فوري وتم توقيف المعنيين بالتنظيم وخرجت وزيرة التعليم بتصريح تُدين فيه ما وقع، مؤكدة على ضرورة احترام خصوصية المرحلة العمرية.. هادشي للي خاص يتدار إن كنا فعلاً نُحب هذا الوطن ونخشى على أغلى ما نملك وليداتنا جميعاً.. وثقتي أن تتحرك المساطر لذلك!”.

الصحفي إبراهيم بيدون كتب متسائلا “ما هذا الذي صرنا نراه يمارس في حق الناشئة؟!

من رخص لهؤلاء السفهاء المكابيت ليرقصوا أطفالنا -في العيد الديني يا حسرة- على كلمات السكر والمجون..؟!

من ترك هؤلاء يفرخون فيما بيننا حتى نرى هاته المشاهد المخزية وهذا المسخ يتسرب لصغارنا؟!

أم أن الرقص على إيقاعات “مهبول أنا غادي في لوطوروت” في تجمع حزبي ضخم لقائد الحكومة لا يبشر إلا بمثل هذا.. وقد قيل قديما:

إذا كان رَبُّ البيتِ بالدفِّ ضارباً…فشيمةُ أهلِ البيت كلِّهِمُ الرَّقصُ

الحاصول.. الله يدينا في الضو..”.

في المقابل عبرت ساكنة طنجة عن الحدث المثير بدهشة بقولها “ما شهدته بعض أحياء طنجة خلال احتفالات عيد الفطر لا يمتّ لتقاليدنا ولا لأخلاقنا بصلة. إقامة حفلات في مناسبة دينية تُعرض فيها أغانٍ هابطة أمام الأطفال وتحت أنظار الجميع، ظاهرة خطيرة تستوجب تدخّلًا حاسمًا. السماح بمثل هذه السلوكيات يساهم في نشر قيم مرفوضة بين الأجيال الصاعدة ويشوّه قيم المجتمع، مما يستدعي تحرّكًا عاجلًا من السلطات والمجتمع لوضع حدٍّ لها قبل أن تصبح واقعًا مألوفًا”.

هذا ولا التفاعل من قبل السلطات المختصة مع مثل هذه الأحداث التي تمس بالقيم والأخلاق يبقى ضعيفا للغاية، ما يطرح أكثر من سؤال حُيال حِماية الأمن الأخلاقي والقيمي للمغاربة..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
19°
22°
الخميس
21°
الجمعة
20°
السبت
19°
أحد

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M