كلمات في تفسخ الدولة المجتمع.. تعيين لطيفة أحرار.. مؤشر آخر
هوية بريس – د.أحمد ويحمان*
في ظل تسارع مظاهر التفسخ القيمي والمجتمعي في المغرب، يبرز الاختراق الصهيوني كعامل رئيسي في تفكيك قيم الدولة والمجتمع، تزامناً مع أجندة داخلية تعمل على تطبيع الفساد الأخلاقي والفكري، بدعم سياسي ومالي مريب.
وتأتي قضية تعيين المدعوة لطيفة أحرار في منصب سامٍ لتسلط الضوء مجدداً على هذه الانحرافات التي تهدد كيان الوطن وهويته.
ملفات الفساد والتفسخ برعاية رسمية
1. تمويل مهرجانات الانحلال الأخلاقي
في سياق مهرجانات العار، ومنها مهرجان موازين، قام رئيس المجلس البلدي لأغادير، ورئيس الحكومة الحالي، عزيز أخنوش، بتخصيص اعتمادات مالية ضخمة من أجل تنظيم مهرجان “بيلماون”، الذي تُوج فيه ملك الشذوذ الجنسي تحت مسمى “الإبداع”!. هذا الإجراء لا يعكس فقط انحرافاً أخلاقياً، بل يمثل استهتاراً وتبديد المال العام ومساهمة مباشرة في تطبيع الانحلال.
2. أجندة مفروضة من الخارج
وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، صرّح في وقت سابق بأن المغرب يخضع لأجندة الشذوذ الجنسي التي لا يستطيع مقاومتها، في اعتراف خطير يعكس ضعف الإرادة السياسية أمام الضغوط الدولية وغياب الرؤية الوطنية لحماية قيم المجتمع المغربي.
وفي هذا السياق يأتي تكريم الشاذ جنسيا المدعو زينو، رغم سبقه وقذفه في الشعب وفي الملك بأقذع النعوت، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي التي عرفت رواجا كبيرا في تسويقها لهذا السباب . ومن الملفت الطابع الاحتفائي به وتنظيم ندوة صحفية له لإعلان شذوذه الجنسي، وتوديعه، بعد كل ذلك بهدية ذهبية، بدل محاسبته على بدر منه من إساءات يعاقب عليها القانون!
3. التكريم لمن يروج للانحراف
لم يكن تكريم وزير الثقافة، محمد المهدي بنسعيد، ل ” المغني” المعروف بـ”طوطو” حدثاً عابراً، بل يعبر عن نموذج مقيت للقدوة التي تقدمها الدولة للشباب. فكيف يُكرم شخص يجاهر بتعاطي الحشيش ويتعرى ويروج لثقافة الانحلال والابتذال.. وفي حضرة الوزارة نفسها؟!
4. حفلات الميوعة في الجامعات
أصبحت الجامعات، التي يُفترض أن تكون معاقل العلم والأخلاق، ولاسيما منذ تسلم الميراوي المعروف بتحمسه للتطبيع وأجندة الاختراق الصهيوني، مسرحاً لحفلات الطبل والغيطة و”فعاليات” الشطيح و الميوعة التي تُرفع فيها شعارات سوقية مثل “اعطيها العصير” ! مما ينسف دورها في تنشئة أجيال واعية ومثقفة.
لطيفة أحرار آخر عنوان لاستراتيجية الانحلال
بعد كل الفضائح التي قدمنا نماذج منها، يأتي التعيين الجديد للمدعوة لطيفة أحرار في المنصب السامي لضمان تجويد التعليم والبحث العلمي عنوانا آخر لاستراتيجية الانحلال المعتمدة من قبل حكومة أخنوش وتترجمها في المعايير المعتمدة في التعيين بالمناصب العليا.
فلطيفة أحرار، التي باتت تتقلد مناصب حساسة في المغرب، تمثل الوجه القبيح للانحراف القيمي الذي يتم الترويج له. ومن أبرز “منجزاتها” التي أهلتها لهذه المناصب:
+ التعري على خشبة المسرح، حيث قامت بنزع ملابسها والتعري أمام الجمهور، في استعراض لا يمت للفن بصلة وإنما يعكس استهتاراً بالقيم المجتمعية. وهي الواقعة التي هزت المغاربة وأثارت استنكارهم فاستحقت بذلك رفعها وتمكينها من منصب مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي منذ سنة 2022 !!!
+ الترويج لـ”التعددية الجنسية” من خلال دورها في فيلم “الجنس الثالث”…
+ التهكم والسخرية من القرآن الكريم، حيث أثارت استياء المغاربة بسخريتها من قراءة القرآن باحتقار وبطريقة مبتذلة، في انتهاك واضح لمشاعر الشعب المغربي المسلم.
+ الترويج للصهيونية والدعاية للاختراق الصهيوني، بحيث تعاونت مع المدعو كمال هشكار، مخرج فيلم “تنغير-جيروزاليم”، الذي يسعى لتشويه تاريخ المغرب والترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
+ علاقات مشبوهة مع رموز الصهيونية التي تربطها بها علاقات وطيدة كصديقها سيمون سكيرا، الضابط في جيش الاحتلال الصهيوني، الذي يتفاخر بمشاركته في حروب أزهقت أرواح الجنود المغاربة الشرفاء مثل شهيد الجيش المغربي، العقيد عبد القادر العلام، الذي استشهد في حرب الجولان.
آخر الكلام
إن ما يحدث في المغرب اليوم ليس مجرد انحرافات أخلاقية عابرة، بل هو جزء من مشروع متكامل يستهدف هوية الدولة والمجتمع. وبين دعم مهرجانات الانحلال، والتطبيع مع أجندة خارجية، وتعيين شخصيات تروج للصهيونية والانحلال في مناصب عليا، يُطرح السؤال: أين هي الإرادة السياسية التي تحمي هوية الوطن؟
إن المغاربة مطالبون بالتصدي لهذه الظواهر التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة، دفاعاً عن قيمهم وهويتهم الوطنية والدينية قبل فوات الأوان.
وآخر دعوانا أن اللهم اسق عبادك وبهائمك!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* باحث في علم الاجتماع السياسي.
