كلمة حول مشروع “خطة تسديد التبليغ”
هوية بريس – د.رشيد بن كيران
توحيد موضوع خطبة الجمعة؟
تيسر لي أن أطلع على ورقة تأطيرية لمشروع “خطة تسديد التبليغ” التي أعلنت عنه الجهة الرسمية الوصية على ما يسمى بالحقل الديني، وكذلك على كتاب: دليل مرجعي في التأصيل والفهم والتنزيل لخطة تسديد التبليغ، وأيضا على كتاب تجعله تلك الجهة الوصية ضمن المقررات المؤطرة لمشروع خطة تسديد التبليغ وهو كتاب “أمانة التبليغ” للدكتور العلامة مصطفى بنحمزة، وأيضا على بعض الأوراق الأخرى المؤطرة لعملية تنزيل المشروع لمدة ثلاثة أشهر.
ومن خلال هذا الاطلاع تبين لي أن الجهة الوصية على الحقل الديني مقبلة على برنامج طموح جدا، لأجل تحسين الخطاب الديني وترشيده وتقريبه للمواطن، وتقليص الفجوة بين الدين والتدين… هذا ما يقولون، برنامج حقيقة يحتاج إلى إمكانيات مادية ومعنوية متنوعة وكبيرة.
هذا المشروع ليس من أهدافه المعلنة عنها توحيد موضوع خطب الجمعة وتعميمها على جميع المساجد بالمملكة. صحيح أن ثلاثة الأشهر الأولى سيكون توحيد موضوع الخطبة وتعيممها في بعض المساجد المختارة لأجل التجربة والتقويم، لكن لن يكون ذلك دائما، بل فقط في بعض المساجد في المدينة الواحدة التي لا يزيد عددها على أصابع اليد، ولمدة محدودة، أما توحيد موضوع خطبة الجمعة وتعميمها على جميع المساجد بالمملكة فليس من أهداف هذا المشروع حسب ما اطلعت عليه.
وعموما توحيد موضوع خطب الجمعة وتعميمها على جميع المساجد على وجه الدوام أمر مرفوض شرعا وعقلا وتاريخا وواقعا، ودفع تدين المغاربة نحو مزيد من الإفلاس والوقوع في الهاوية.
وفي تقديري الشخصي أن هذا المشروع -إذا كان باطنه كظاهره- فإنه من حيث حضور الدين في حياة المغاربة والرقي بتدينهم إن لم ينفع لن يضر، ولهذا أسأل الله له النجاح والتوفيق. كما أدعو الجهة الوصية أن تكون منفتحة على نصائح الناصحين واقتراحات المصلحين.
والله من وراء القصد.
