هل تزعجك الآلام والنكبات؟ وتؤرقك الأحزان والصدمات؟ وتقض مضجعك الأرزاء قضا، فلا تذر فيك إلا شخصا ماثلا مثول الشجرة اليابسة؟
أعلم أنه أعياك السهر والتجوال في بحور العقل المديدة، حيث تتوه الأفكار فتسلمها نفسك، وترديك بعدها سجينا أسيرا غير مأسوف عليك، وأجزم أن بداخلك عرمرم من كلمات تنتظر الخروج وحرية إطلاق العنان لها، لكنها بقيت داخل حائط من حديد.
إني لأراك مرأى العين تفيض مقلتاك تحسرا من الكآبة، وتحس آلام القلب إحساس الثكلى فقدَ ابنها، فترى الدنيا قد اسودت وتقتم لونها، ونال اليأس منك بعد أن بسط سلطانه عليك.
قل لي، هل فكرت كيف الخلاص والمنجى، وهل إلى فرار أم إلى استمرار. هل ترتضي الذل وأنت له كاره؟
لا تحزن! فلكل داء دواء، ولكل بلاء شفاء.
إن الإنسان معرض لهذه الأزمات النفسية، وقد تعتريه على الدوام، لكن كل دائمٍ إلى زوال. فالإنسان في تركيبته قد جعل الله له عاطفة تتأثر بكل شيء يحيط بها، فتحب وتكره، وتفرح وتغضب، وتتفاءل وتتشاءم، وقد يمر على الشخص ردح من الزمان وهو في حالة من الحالات. فالمراهق في سنه تصاحبه تقلبات في المزاج، فيصعب ترويضه؛ لهذا سميت مرحلته بالمرحلة الحرجة، والشيخ تراه حكيما رزينا فطنا، لأن هذه الأزمات والمشاكل النفسية قد أجدت في تلقينه دروسا قيمة.
أحدث كل شخص يرى أن لا قيمة لحياته بتاتا، وأن وجوده دون الناس زائد. كفاك تجهما! كفاك تشاؤما!
كل المشاعر السلبية التي نشعر بها، وكل لواعج القلب التي نتألم لوجودها؛ خذلان صديق، طلاق زواج، فراق أخوة.. وزد على ذلك -لا تنفك تكون مشاعر آنية حينية، ولو تمعنا فيها لوجدنا أننا نقدر على تجاوزها لو تريثنا. إن تلك الطاقة التي تتمخض داخل قلوبنا، فتجعلنا نحس بالكآبة؛ لا جرم أنها ناتجة عن تفكيرنا، وطبعا لا تتكون إلا بعد حدوث حادث يدفعنا إلى التفكير فيها.
تضيق النفس عندما يقل الإيمان في قلب صاحبها.. فالإيمان هو تلك الرابطة التي تجمع بين الله وعبده، هي بمثابة الطبيب النفسي، والواقي الروحي الذي يقي ضد أي هجمات على مستوى العاطفة. فإذا كان في قلبك خصاص ونقص الإيمان، فلماذا تتذمر من حلكة حالك وسوء نفسيتك. فالله عز وجل لن يرضى لعبده التخبط بين دور التيه من اكتئاب وحزن وآلام. فالجأ إليه وأسرع!
لكن لا بد أن تعتري الشخص بعض الابتلاءات وكل امرئ منها غير فار، فيحتاج إلى الفضفضة والبوح بما يحز خاطره، لي حلّ أفعله على الدوام؛ كلما مرت بي سحابة ألمٍ إلا جعلت أحمل مذكرتي وقلما، فأكتب كل كلمة أرى أنها تجول بين ثنايا عقلي، وتخرم سعادتي وفرحي، أخرجها من رأسي حتى يتسنى للأفكار السعيدة أن تدخل. اكتب ودع يدك تخط ما يريح خاطرك ويزيح عنك الهم.
أيها المهموم، إن الدنيا مكان ابتلاء لا راحة، ولا تخلو من مشاكل، فتصيب أقدارنا منها ما قدر الله علينا. هذا أمر مسلم، لكن إن احتوى القلب كسلا يقعس عن مواجهتها فأذن لنفسك بالفشل. أول حل لمواجهة المشاكل هي عدم تعقيدها، والنظر إليها نظرة المستخف، قل لنفسك إنك قادر على تخطيها، الله يبعث الفرح على عبده، فلن أدع لأمر بسيط -وإن ضخم- مكانا يقلقني ويزعزع خيط الوصل بيني وربي.
جزّء المشكلة حتى ترى أطرافها، وتبصر حينها خيط الوصل بين كل مسبب لها، فحين ذلك أنت قادر على معالجتها شيئا فشيئا.
أيها الأحبة، نفوسنا أمانات، والدنيا مضمار لا بد من اجتيازه حتى نوصل هذه الأمانة إلى صاحبها، فكيف تدع القلق والحزن والكآبة تعكر صفو نفسك، وتهد شكيمتك، وتفقدك عزيمتك.
اقطع لنفسك وعدا تعدها فيه أنك سترى الأمور برزانة وحكمة، واربط وصلك بالله، وبح بما يؤلمك، حتى إذا صنعت هذا كنت جديرا.
شكرا اخي صراحة قرات بعضا من مقالك مرتين، شكرا لمجهودك لكي تساعد الناس على تجاوز المحن بالنظر اليها باستخفاف و عدم تعظيمها حتى لا ينزلق الانسان عيادا بالله الى ايداء نفسه بالدخول في حالة اكتئاب قد تنتهي بالانتحار ، و اهم سبيل للنجاة هي الرجوع الى الله و ان لا تطول بالانسان غيبته مع الله عز و جل. و ان يوقن ان الدنيا الى زوال و الاخرة دار القرار.
شكرا اخي صراحة قرات بعضا من مقالك مرتين، شكرا لمجهودك لكي تساعد الناس على تجاوز المحن بالنظر اليها باستخفاف و عدم تعظيمها حتى لا ينزلق الانسان عيادا بالله الى ايداء نفسه بالدخول في حالة اكتئاب قد تنتهي بالانتحار ، و اهم سبيل للنجاة هي الرجوع الى الله و ان لا تطول بالانسان غيبته مع الله عز و جل. و ان يوقن ان الدنيا الى زوال و الاخرة دار القرار.