توصلت “هوية بريس”، ببيان للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين الذي قرئ في وقفات الجمعة الموحدة أمام المساجد مواساة للمعتقل الإسلامي عبد الرزاق الرتيوي وعائلته تحت عنوان: “رحلة عثمان الرتيوي مع الألم ابتدأت يوم اعتقال أبيه سنة 2003 وانتهت بوفاته رحمه الله“.
وهذا نصه:
“الحمد لله رب العالمين يهدي الشريد ويذهب الوحشة عن الغريب القائل في محكم آياته: “وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ” ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الحبيب القائل: “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته”.
أيها المسلمون نقف اليوم لنحدّثكم عن مأساة من مآسي المستضعفين المظلومين في هذا الوطن العزيز إنهم المعتقلون الإسلاميون بالسجون المغربية الذين اعتقلوا ظلما وعدوانا وتدمّرت عائلاتهم من بعدهم. والحديث عن معاناة هؤلاء، ضحايا 16 ماي 2003 هو حديث عن سلسلة واسعة ومتشعّبة الجوانب، ولكننا سنختار اليوم الحلقة الأضعف في هذه السلسلة والتي تضررت بشكل مروّع إنهم أبناء المعتقلين الإسلاميين الصغار والأبرياء، واليوم بالخصوص سنتحدث عن عثمان الرتيوي رحمه الله كنموذج من هؤلاء.
أيها المسلمون إن قصة معاناة عثمان قصة موجعة ورحلته مع الألم والعذاب ابتدأت يوم اعتقال أبيه بتاريخ 19 ماي 2003 لقد بكى عثمان بكاء شديدا وهو يرى رجال الأمن يقودون أباه للتحقيق معه وبعدها بثلاثة أيام عاد رجال الأمن بعد العصر يسوقون أباه مرة أخرى وفي واضحة النهار معصّب العينين مقيّد اليدين أمام أعين الجميع وكأنه من كبار المجرمين شاحب الوجه يجرّ رجليه ويكاد يغمى عليه، لينشروا فوضى عارمة في البيت الذي كان عبارة عن غرفة صغيرة ويأخذونه من جديد وهذه المرة إلى غير رجعة حيث حوكم ظلما وعدوانا بـ30 سنة سجنا.
أيها المسلمون عثمان بعد هذه الأحداث أصبح يتعرّض للمضايقات من طرف الأطفال بالمدرسة الذين كانوا يسبّونه ويقولون له: أبوك إرهابي، أبوك مجرم، نظرا للحملة التشهيرية المسعورة التي كانت تقوم بها القنوات الإعلامية آنذاك ضد المعتقلين الإسلاميين، مما أدى بعثمان إلى الدخول في عراكات ومشادّات مع الأطفال جعلته يعزف عن الدراسة ويتوقف عن الذهاب إليها، لتبدأ رحلته مع التشرّد والضياع حيث تدمرت نفسيته بشكل رهيب وتضررت حياته وأصبح يقول لأمه: أنا ضعت يا أمي لا أب لدي وليس لدينا بيت لائق، وأصبح يرفض الدخول للبيت إلا قليلا برغم جهود أمه وعائلته من أجل احتضانه، لكن نفسيته تضرّرت بشكل بالغ بسبب تغييب أبيه وراء القضبان لتختم رحلته مع التشرد والضياع بأن أنهك جسده الصغير ولم يتحمل المعاناة فأصيب بداية بفقر دم حاد الذي أدى إلى إصابته بمرض سرطان الدم لمدة سنتين ونصف، وأثناء مرضه وجّه نداء من أجل إطلاق سراح أبيه ليكون إلى جانبه في محنته لكن نداءه لم يجد استجابة أو قلبا رحيما. وفاضت روحه رحمه الله بتاريخ 31 ماي 2016.
أيّها المسلمون هذا غيض من فيض، وإن قصة عثمان الرتيوي تظهر الوجه القبيح لصناع مأساته وستبقى معاناته وصمة عار على جبين كل ظالم تسبّب في اعتقال أبيه وفي تشريده وضياعه.
وعليه فإنّنا في اللجنة المشتركة للدّفاع عن المعتقلين الإسلاميين نطالب بإيقاف معاناة أطفال المعتقلين الإسلاميين ضحايا 16 ماي 2003 وإطلاق سراح آبائهم تخفيفا للضرر الذي حصل لهم أصلا بسبب افتعال تلك لأحداث وعلى رأس هؤلاء المعتقل الإسلامي عبد الرزاق الرتيوي الذي لا زال لديه 6 أبناء آخرين يحتاجون عطفه وحنانه.
والله اني قابلت خمسة من المحسوبين على هذا الملف بسجن بني ملال بعدما رحلوا اليه كاجراء عقابي .فوجدتهم متخلقين باخلاق الاسلام متأذبين بآذابه نسأل الله ان يفك اسرهم امين.
في بلاد امارة المؤمنين يمكن للحداثيين العلمانيين المجاهرين بعدائهم للدين و ينكل باهل الدين ولعمري هذا من المفارقات العجيبة التي تجعل الحليم حيران الشرفاء الابرياء يسجنون ويشردون ومن ابسط حقوقهم يحرمون وفي المقابل اعداء الثوابت يمرحون حسبنا الله ونعم الوكيل فك الله اسركم واجركم في ابنكم
والله اني قابلت خمسة من المحسوبين على هذا الملف بسجن بني ملال بعدما رحلوا اليه كاجراء عقابي .فوجدتهم متخلقين باخلاق الاسلام متأذبين بآذابه نسأل الله ان يفك اسرهم امين.
في بلاد امارة المؤمنين يمكن للحداثيين العلمانيين المجاهرين بعدائهم للدين و ينكل باهل الدين ولعمري هذا من المفارقات العجيبة التي تجعل الحليم حيران الشرفاء الابرياء يسجنون ويشردون ومن ابسط حقوقهم يحرمون وفي المقابل اعداء الثوابت يمرحون حسبنا الله ونعم الوكيل فك الله اسركم واجركم في ابنكم