لماذا “استنفر” الأوروبيون؟
هوية بريس- محمد زاوي
اليوم فقط، يستعيد البرلمان الأوروبي يقظته وهي يقظة هستيرية تحتاج إلى طبيب نفسي، وقبله إلى خبير اقتصادي وسياسي يكتب وصفة دوائية لقارة كادت أشلاؤها أن تتوزع بين شرق وغرب!
الأوروبيون الذين أرادوا أن يعزفوا اليوم، واليوم فقط، على نغمات الديمقراطية وحقوق الإنسان، عليهم أن يعرضوا للتصويت جرائم الاستعمار الفرنسي في المغرب والجزائر وتونس وإفريقيا، وإسبانيا في شمال المغرب وصحرائه وأمريكا اللاتينية، والإنجليز في الهند ومصر والشام، وبلجيكا في الكونغو ورواندا وبوروندي، وإيطاليا في ليبيا وإثيوبيا، وألمانيا في الطوغو والغابون والتشاد وكينيا، إلخ.
وعليهم أن يعرضوا للتصويت جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين، واحتلال سبتة ومليلية والجزر الجعفرية من قبل الإسبان، وغزو أمريكا للعراق وأفغانستان، الخ.
ما الذي يمنعهم من ذلك؟! إنه الرأسمال الغربي، يمنعهم من ذلك، ويتخذ البرلمانَ الأوروبي واجهة لممارسة الضغط والابتزاز. رأسمال أوروبي يتخوف على حظوظه في المغرب وإفريقيا، بل وجدها مهددة ومضطربة وتعصف بها رياح عالم جديد، فألقى بورقة قديمة ومتلاشية لم تعد تثير زوابعها السابقة، ورقة “الديمقراطية وحقوق الإنسان”!
وعلى المغاربة أن يعلموا أنها “ديمقراطية وحقوق استعمارية”، تصويت يحكمه منطق الرأسمال، مناورة ضعيفة لتضييق سيادة المغرب على علاقاته الخارجية، تحرك مشبوه ومكشوف يخيفه مغرب العالم الجديد، المغرب صاحب المصلحة والأكثر قدرة على اتخاذ القرار في علاقته بكافة الأطراف، أمريكا وروسيا والصين وأوروبا، الخ.
إنها رغبة في استمرار السيطرة على بعض المصالح والمواقع، وليست معركة في “الديمقراطية وحقوق الإنسان”، والاستعمار لا يعطي دروسا في الديمقراطية.