لماذا انتقل الصراع الثقافي من الفكر إلى الإعلام؟
هوية بريس- متابعة
قال المفكر والباحث إدريس الكنبوري إن “الصراع الثقافي في العالم العربي انتقل اليوم من الساحات الثقافية والمجلات إلى وسائل الإعلام”.
وأضاف الكنبوري، على حسابه ب”فيسبوك”، أنهه “لم تعد هناك مناظرات ولا مجلات مفتوحة في وجه مختلف التيارات كما كان الأمر قبل عام 2000؛ حيث كانت المجلات ساحات للحوار والنقاش؛ وكان ذلك دليلا على الانفتاح والاختلاف والمعرفة”.
وتابع: “اليوم صارت المجلات مغلقة على جماعة محددة وتحولت الندوات إلى جلسات حميمة فقط يردد فيها الحضور عبارات المجاملة والنفاق؛ وغاب الحوار والاختلاف. ورغم تزايد إمكانيات التواصل إلا أن الانغلاق الفكري ازداد بشكل مثير؛ وأصبح كل فرد يتحدث منفردا أو آمنا وسط جماعته”.
وأردف: “الإعلام العربي في غالبه تحول إلى منصات ضد الفكر والثقافة والحرية؛ وظهرت قنوات خليجية جلها لديها أجندة سياسية لا يفسح المجال إلا لفصيلة معينة من المثقفين أو أشباه المثقفين؛ يرددون ما تريده القنوات وممولوها؛ حتى إنك ترى كل هؤلاء المثقفين نسخة واحدة مصورة لا تختلف سوى الوجوه؛ وهؤلاء يتم اختيارهم بعناية بسبب خدمة توجه معين كما هو معروف”.
ثم ذكر: “في الثمانينات وبدايات التسعينات حيث كنا نقرأ كنت تجد في مجلة واحدة الفقيه والمثقف والأديب والعالم متجاورين؛ وكنت تقرأ لليساري والإسلامي والسلفي والماركسي في نفس العدد؛ بل كنت تقرأ ردودا وتعقيبات بينهم على ما ينشر. ذلك الزمن مضى ومضت معه حرية الفكر؛ ودخلنا اليوم مرحلة الايديولوجيا بمعناها السيء؛ وإلى الله ترجع الأمور”.