لماذا يدعم الغربُ الكيانَ الصهيوني؟!
هوية بريس- محمد زاوي
يستغرب عدد من المتابعين لأحداث العدوان “الإسرائيلي” على غزة حجم الدعم السياسي، ناهيك عن الاقتصادي والعسكري، الذي يتلقاه الكيان الصهيوني من الغرب.
وفي نظرنا ليس هناك ما يدعو إلى استغراب، وذلك من جهتين:
-هوية الكيان: إذ هو في نشأته جهاز سياسي، استخباراتي وعسكري صنعته الإمبريالية الغربية (الأمريكية خاصة) لخدمة أجندتها في الوطن العربي. ولعل من أبرز وظائفه طبقا لهذه الأجندة: التجزئة الجغرافية، استغلال الثروات (البترول خاصة)، قاعدة استخباراتية (للتجسس والاستهداف)، تفكيك “عناصر الربط” الثقافي (الإسلام والعربية)… إن الدول الغربية تحمي صنيعتها لأغراض جيوسياسية لا تحكمها المشاعر بل مصالح الغرب الإمبريالي ذي النزعة الإستعمارية الجديدة.
-واقع الكيان: عمر الكيان وإن بات قريبا من نهايته، إلا أن الغرب الإمبريالي يسعى إلى تأجيل تلك النهاية، والتدخل من أجل ذلك حفاظا على مصالحَ في الشرق الأوسط لم يحن الوقت بعد للتخلي عنها. لا يريد الغرب أن تحَلّ القضية الفلسطينية على أنقاض “إسرائيل”، فذلك يعني بالنسبة إليه ضياع الشرق الأوسط وانتقاله إلى نفوذ قوى جديدة، أبرزها الصين وروسيا. لم يحن الوقت بعد لسيطرة هذا النفوذ، ما لم تتحدد بعد معالم العالم الجديد. فرغم الرغبة الغربية لتخفيف التركيز على الشرق الأوسط إلى حدوده الدنيا، إلا أن ذلك لا يعني ترك “الجمل بما حمل”. لم يعد الشرق الأوسط مغريا كما كان، ولكن تركه لقوى دولية نقيضة للغرب لا يحقق مصلحة هذا الأخير.
يدعم الغرب الإمبريالي صنيعه، أما نحن العرب فندعم فلسطين لأنها صاحبة الأرض والحق.. أما احتلالها فكان وما زال استهدافا للوحدة العربية وتطويقا للقدرات القومية.