لن تدخل الجزائر “البريكس” إلا مع المغرب!

25 أغسطس 2023 16:00
ناشط سياسي جزائري محظوظة الجزائر بجار إسمه المغرب وبملك حكيم

هوية بريس- محمد زاوي

تفاجأ عدد من المتابعين برفض طلب الجزائر بالانضمام إلى مجموعة “بريكس”.. إلا أن آخرين لم يستغربوا قرار “البريكس”، لعدة اعتبارات: اقتصادية من قبيل الوضع الاقتصادي في الجزائر والذي لا يرقى إلى مستوى دول “البريكس”، أو سياسية لعل أبرزها المشاكل التي تهدد الاستقرار في الجزائر و”الحراك الشعبي” الذي لم تنته مطالبه إلى اليوم!

كلها عوامل معتبرة، وقد تكون متدخلة بشكل أو بآخر؛ ويبقى أهم سبب باعد بين الجزائر وبين التحاقها ب”البريكس” هو تعنتها في تسوية ملف الصحراء المغربية مع المغرب، إذ لا زالت تحتفظ بموقفها القديم في عالم لم يعد يحتمله.

يبحث “البريكس” عن موقع أكثر قوة في النظام العالمي الجديد، وهو في ذلك على النقيض من الطرف الأكثر رجعية في الولايات المتحدة الأمريكية (المجمع الصناعي العسكري/ لاسيا)، وبالتالي على النقيض من كافة النزاعات التي افتعلها هذا الطرف، ومنها ملف الصحراء المغربية.

هذا ولا يستطيع “البريكس” التفريط في قوة إقليمية كالمغرب، تحتل مكانة أكبر من تلك التي تحتلها الجزائر في “المخطط الأوراسي” وفي “خطة الطريق والحرير الصينية”؛ ناهيك عن علاقة المغرب بكل من الهند والبرازيل، والتي تسلك منحى تصاعديا، بل ومع جنوب إفريقيا أيضا بالرغم من موقفها المعادي للوحدة الترابية.

لو التحقت الجزائر ب”البريكس” حاليا، سيتحمل هذا الاتحاد الفتي حصيلة ثقيلة هي من صنيع الجزائر نفسها، في ظل تعنتها وتشبثها بمنطق جيوسياسي قديم (أسماه عبد السلام الموذن ب”البومديينية”)؛ كما سيضع نفسه في ورطة مع المغرب بسببها، ليكون بذلك ضد استراتيجيته: أقل عدد ممكن من الصراعات بين دول الجنوب..

ولذلك فلن تتمكن الجزائر من الالتحاق ب”البريكس” إلا بتسوية علاقاتها بشريك مهم لدول المجموعة، هو المغرب.. تراهن عليه أكثر من رهانها على الجزائر، ولن تقوم لهذه الأخيرة قائمة داخل “البريكس” إلا به (أي المغرب)، بعد مصالحة تجمع بين البلدين وبوساطة من إحدى دول المجموعة، كما حدث في النزاع بين السعودية وإيران، ثم في النزاع بين مصر وإثيوبيا.

السياسة الدولية ل”البريكس” تتجه ضد المنطق الجيوسياسي الذي تتحرك به الجزائر في محيطها الإقليمي، عكس المغرب الذي يعتبر أقرب إلى هذه السياسة من جاره الشقيق.. يعلم قادة “البريكس” أن التحالف الحقيقي لا ينبني على الخطابات والشعارات، وإنما على التوجه الجيوسياسي والمنحى الذي تسلكه الدولة في موقفها السياسي..

التجزئة مخطط “أمريكي” (الطرف الرجعي في أمريكا/ نقيض الترامبية)، تكون الجزائر في صلبه عندما تمول وتدعم عصابة تستهدف الوحدة الترابية المغربية، مهما رددت من شعارات تمتح من قاموس “الحرب الباردة”.. هناك توجه عالمي يميل إلى تعددية تحميها الدول العظمى لصالح جميع الدول، وفي سبيل تحريرها وتسوية ملفات وحدتها الترابية. وما دامت الجزائر ضد هذا التوجه، أو على الأقل مرتبكة فيه، بخصوص قضية الصحراء المغربية؛ فهي ليست بعد مؤهلة لدخول “البريكس”..

لا ينبغي للمحللين والمتابعين المغاربة أن يتعاملوا مع هذا المستجد بمنطق السخرية من الجزائر، بل باعتباره إشارة موجهة إليها من قبل من تعتبرهم حلفاء لها.. وهي إشارة يجب أن تلتقطها الجزائر بالتفاعل الإيجابي مع المبادرة المغربية، أي “اليد الممدودة للجوار” و”نظارة الصحراء المغربية”… أما المغرب، بمبادرته هذه، فهو عمليا في قلب توجهات “البريكس”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M