في بورتريه مطول تحت عنوان: “بن زايد .. رجل الإمارات الذي تحول إلى الرجل القوي في الخليج” توقفت صحيفة لوموند الفرنسية في إحدى الفقرات عند ما اعتبرته فشلاً ذريعاً لولي عهد أبوظبي في حصار قطر وحرب اليمن.
وقالت لوموند إنه مع وجود دونالد ترامب في السلطة، أطلق ولي عهد أبوظبي، الذي يعد الحاكم الفعلي لبلاده، العنان لغطرسته، ودفع الإدارة الأمريكية الجديدة إلى الخروج من الاتفاق بشأن النووي وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران، مقابل دعمه القوي لخطة دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائليين (صفقة القرن).
كما اعتبرت لوموند أن الحصار الذي فرضته الإمارات والسعودية والبحرين عام 2017 على قطر، هو أيضا نتاج لعهد ترامب. غير أن ضغوط ابن زايد وخدعه أخفقت، بعد أن أقنع البنتاغون ووازة الخارجية الأمريكية ساكن البيت الأبيض بأنه سيكون من الحماقة التخلي عن قطر التي تعد حليفاً استراتيجياً في منطقة الشرق الأوسط.
وفي غضون أسابيع قليلة، تمكنت الدوحة من كسر الحصار التجاري المفروض عليها من جيرانها، والذي انقلب على ميناء دبي، وهو ما يعد فشلاً ذريعاً لمحمد بن زايد، الحاكم الفعلي لدولة الامارات.
الحرب في اليمن، هي الأخرى، قالت لوموند، إنها تحولت إلى إخفاق عسكري وإنساني لمحمد بن زايد وحليفه محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وإن كانت أبوظبي، التي تقاتل قواتها على الأرض على عكس الحليف السعودي، أفضل حالا من الرياض.
ومن خلال تحالفات غير طبيعية في بعض الأحيان مع الانفصاليين الجنوبيين أو القوات السلفية، تمكن الإماراتيون من ترسيخ أنفسهم في جنوب البلاد والسيطرة على جزيرة سقطرى وميناء عدن الاستراتيجي. لكن هذه الاستراتيجية كلفتهم خسائر هائلة في صفوف القوات الإماراتية، خاصة تلك القادمة من الإمارات الشمالية التي تعد الأكثر فقراً في الاتحاد. وهو ما أجبر محمد بن زايد على زيارة عائلاتهم المفجوعة، تجنباً لتزايد حالة السخط في البلاد.
وعن التحالف بين الثنائي محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، قالت لوموند إن ولي عهد أبوظبي هو بمثابة المرشد والأخ الأكبر الذي غضّ الطرف عن الأخطاء الكارثية لولي العهد السعودي الشاب، كاختطاف رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، واغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وذلك من أجل تحقيق أهدافه.
ونقلت الصحيفة عن مراقب وخبير في السياسية الإماراتية لم تذكر اسمه، قوله إن “محمد بن زايد يريد تصدير النموذج الاماراتي نموذجاً للعالم الإسلامي”.