مؤسسة عطاء الخيرية.. من الإغاثة الطارئة إلى التنمية المستدامة (صور)
هوية بريس-متابعات
انتقلت مؤسسة عطاء الخيرية بمشروعها “لننعم جميعاً بالدفء” من مجرد توزيع القفف والملابس على الأسر المحتاجة بالمناطق الجبلية النائية إلى مشروع تنموي شامل يهدف إلى تحسين المستوى المعيشي لساكنة الدواوير المعزولة التي تعاني قساوة الشتاء وظروف المعيشة القاسية.
في إطار هذا المشروع، نظمت المؤسسة يومي السبت والأحد، الموافقين للثالث والرابع من رجب 1446 هجري، والرابع والخامس من دجنبر 2025 ميلادي، قافلة إنسانية لدعم ساكنة ثلاثة دواوير: تايدرت، تامزَغارت، وإغالن، التابعة لجماعة إملشيل بإقليم ميدلت. هذه الدواوير تقع على ارتفاع يتجاوز 2600 متر فوق سطح البحر، ما يجعلها عرضة لظروف مناخية قاسية في فصل الشتاء.
رغم أن القافلة كانت مقررة في الأسبوع السابق، إلا أن النشرة الإنذارية للأحوال الجوية دفعت إلى تأجيلها حرصاً على سلامة فريق العمل والمستفيدين. واستجابت المؤسسة بهذه القافلة الإنسانية لحاجيات ملحة للسكان بعد معاينة ميدانية للواقع الصعب الذي يعيشونه.
تعيش ساكنة هذه المناطق في ظروف قاسية تعتمد بشكل كبير على تربية الماعز والأغنام، وكونها ذات طبيعة ترحالية تنتقل من منطقة لأخرى للرعي، فإنها تعاني من شح الموارد الأساسية.
بعد نجاح المؤسسة في حفر ثلاثة آبار بالمناطق المجاورة وفشل البئر الرابع في إخراج المياه، أُجريت عملية تعميق بئر خامس بالمنطقة إلى عمق 100 متر، مما أسفر عن تدفق مياه غزيرة بفضل الله، وهو إنجاز كبير يسهم في تحسين حياة الساكنة.
كما قامت المؤسسة بتوفير 5000 متر من الأنابيب لتوزيع شبكة المياه وربطها بالدواوير المجاورة، بهدف تلبية حاجة السكان للمياه الصالحة للشرب بشكل مستدام، ولحد الآن مستمرون في تزويد باقي الدواوير.
بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها القافلة 35 طناً، وشملت ما يلي:
-375 قفة غذائية شاملة تحتوي على المواد الأساسية الضرورية بكميات كافية لكل أسرة.
-750 غطاء لتوفير الدفء للأسر في مواجهة البرد القارس.
-ملابس جديدة للأطفال، بالإضافة إلى توزيع الألعاب والحلويات، وتنظيم أنشطة ترفيهية أدخلت البهجة على قلوب الأطفال.
-تمكين اقتصادي: توزيع 18 رأساً من الماعز على ثلاث أسر من الأرامل والأيتام بهدف تعزيز التمكين الاقتصادي وتحسين ظروف معيشتهم.
-دعم المرافق الدينية: قامت المؤسسة بتفريش المسجد الذي تُقام فيه صلاة الجمعة وتجهيزه بالصوتيات اللازمة، مما أسهم في تحسين أجواء العبادة.
إيماناً بأهمية الجانب الصحي للساكنة، عقدت المؤسسة شراكة مع جمعية رعاية للتوعية والخدمات الصحية التي لبّت النداء وشاركت في القافلة تحت شعار “قافلة المحبة والعطاء”. وقد ساهمت الجمعية في تقديم خدمات صحية متكاملة، شملت:
-التوعية الصحية للساكنة حول أساليب الوقاية والعلاج.
-تقديم الكشف الطبي للنساء والرجال والأطفال، بمشاركة أطباء مختصين في العيون، النساء والتوليد، طب الأطفال، والأمراض العامة.
-تقديم خدمة الفحص بالأشعة للحالات التي تطلبت تشخيصاً دقيقاً.
-توزيع الأدوية بالمجان وفقاً للحالات المرضية التي تم تشخيصها.
تم تنظيم القافلة بالتنسيق مع جمعية أخيام المحلية، ما يعكس التزام المؤسسة بالتعاون مع الفاعلين المحليين لتحقيق أفضل النتائج وضمان استدامة المشاريع.
بهذا الانتقال النوعي في أهداف مشروعها، تؤكد مؤسسة عطاء الخيرية دورها كفاعل تنموي يسعى إلى تعزيز الكرامة الإنسانية، والتخفيف من معاناة الساكنة، وتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً، بما يعزز التنمية المستدامة ويضمن توفير حياة كريمة للمجتمعات الهشة.