ماذا خسر المغرب بتنظيم موازين

26 مايو 2024 19:05
محمد بونيس يطلق النار على مهرجان موازين وإدريس لشكر

هوية بريس – أنس هيباوي

عيب و عار أن يتم تنظيم مهرجان المسخ و العفن في بلدنا المسلم مرة أخرى، هذه المناسبة المشينة التي تسمى “موازين” تقام الدنيا من أجلها كل عام، و تصرف عليها الملايير السخية و نحن شعب أغلب شبابه هاجر إلى الخارج بحثا عن واقع أفضل ومستقبل أحسن،
ينظم موازين ونحن في بلد مسلم دستوره القرآن و تحكمه إمارة المؤمنين،

ينظم موازين للرقص و الغناء السافل وإخوة لنا يطحنون ليل نهار باللهب والنار يموتون جوعا بينما تغدق أموال خيالية على الشواذ باسم الفن، كراقصة منزوعة الإنسانية و الحياء تعتلي الخشبة لبضع دقائق في مشهد إباحي سافر على الملأ مباشرة، أو مغن أخرق يحاول أن ينسي بآهاته هموم العاشقين و أوجاع المغفلين،

ينظم موازين و لا زالت آثار زلزال الحوز الذي مر عليه أقل من سنة لم ترمم بعد و لا زال ضحاياه يعيشون في الخيام، ينظم موازين و الناس مخنوقون بأزمة غلاء غير مسبوقة، ينتظرون حلولا عاجلة لتحسين أوضاعهم المعيشية من هذه الحكومة السوداء،

ينظم موازين و اقتصاد البلد يدق ناقوس الخطر لأن نسب البطالة والعجز و المديونية والفقر بلغت الخطوط الحمراء أو ربما تجاوزتها،

ينظم موازين على شرف العاهرات و أهل الدياثة لمحو آخر ما بقي من منظومة الأخلاق في مجتمعنا المحافظ، ينظم موازين في فترة حساسة وهي فترة امتحانات آخر السنة التي من المفروض أن تكلل ببرامج وأنشطة تساعد في نجاح و تفوق التلاميذ و الطلبة،

ينظم موازين الذي تنفق عليه أموال طائلة خلال فترة وجيزة في حين أن هناك مشاريع استثمارية تنموية مهمة وذات نفع دائم تشكوا الإهمال وطالها النسيان بسبة ضعف أو انعدام ميزانيات التمويل، إلخ… لو أردنا أن نضع الأصبع على التحديات ونعدد المشاكل و الأزمات التي تواجهنا لما انتهينا، فما بال هؤلاء المسؤولون لا يستحيون؟! نحن لا نطالب بإلغاء موازين هذه السنة فقط، بل نطالب بمنعه دائما هو و مثيلاته من المهرجانات الساقطة أينما كانت، فنحن أبناء هذا الوطن أحق أن ينفق علينا تلك الأموال من أن تذر كالرماد في مهب الريح. بعد كل هذا الجرد الوجيز للمفارقات الغريبة التي ينتهجها المسؤولون و أصحاب السياسات العامة في بلدنا، أظن أن القارئ الكريم أصبح قادرا على الإجابة بنفسه على سؤالنا لهذا المقال بعنوان: “ماذا خسر المغرب بتنظيم موازين؟!”

الخلاصة:

إذا لم نعبر عن غضبنا و رفضنا القاطع لهذا العبث و التسيب في المال العام دون تحكيم منطق مصلحة الشعب بل و خطورته أيضا على منظومة القيم و الأخلاق و نسف الوازع الديني لدى أجيالنا، فسيستمر هذا المسلسل كل عام بشكل متزايد و الباقي تعلمونه… علينا أن نعي أن ما يقع في السنوات القليلة الماضية هي حرب شرسة بلغت ذروتها على جميع الجبهات يبغون بها هدم قلعة الدين الحصينة التي توقف زحف أطماعهم الرأسمالية وأفكارهم الليبرالية وقوانينهم العلمانية الغريبة عن بلدنا و مجتمعنا، يهدفون وراء ذلك إلى أن تسود ثقافة التفاهة و انتشار الإنحلال المفضي إلى انتكاس الفطرة و تصبح المادة معبودا من دون الله، فيسهل عليهم آنذاك التحكم في البشر و يجعلونهم بلا إرادة و بلا وعي كالكراكيز يحركونهم كيفما شاؤوا. لا تقل هذا ليس من شأني أو بعيد عني، لأنك حينئذ ستكون أنانيا و إذا تخلى كل واحد منا عن مسؤوليته فسنهلك جميعا و نخسر المعركة، معركة الحق مع الباطل، كلنا ذاك المسافر الذي يبحر على نفس السفينة، إذا تخلى واحد منا عن مهمته فسنغرق جميعا، لذلك الكل مطالب أن يتحرك و يفعل شيئا من جهته بدءا بأقرب الناس إليه، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، و السلام.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M