ماذا يخفي ضيق التنفس غير العادي؟

10 أغسطس 2024 03:14

هوية بريس – وكالات

إن ضيق التنفس والتنفس السريع والشعور المؤقت بنقص الهواء هي في أغلب الأحيان علامات على المجهود البدني وحاجة الجسم إلى التعافي. على العكس من ذلك، فإن الشعور بضيق التنفس بشكل غير طبيعي هو عرض لا ينبغي الاستخفاف به.

وقالت الكاتبة أريان دي ويلد، في تقرير نشرته مجلة “ماري كلير” الفرنسية، إنه إذا لم يكن ضيق التنفس جزءًا من حياتك اليومية، فقد يفسر بأسباب مختلفة تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وحسب المختصة في الطب العام كاميل غرانجون، فإن هذه بعض الأسباب المحتملة.

وأوضحت كاميل غرانجون أن ضيق التنفس ذلك يحدث عندما يكون هناك “خلل في التوازن بين احتياجات الجسم من الأكسجين وصعوبة الجهاز التنفسي في الاستجابة لهذه الحاجة”، ويعود ذلك إلى عدة أسباب محتملة تتراوح بين الإجهاد والحساسية والمرض.

المجهود البدني وضيق التنفس غير الطبيعي.. كيف نفرق بينهما؟

وحسب كاميل غرانجون، يمكن أن نميز بين ضيق التنفس بعد التدريب أو الجهد “الذي يتعافى في دقائق معدودة بعد العودة إلى الراحة”، وبين “التنفس الصعب والسريع الذي يؤدي أحيانا إلى الصفير”.

ووفقا لموقع التأمين الصحي، يشير ضيق التنفس إلى إحساس غير مريح “يتم الشعور به في موقف لا يسبب عادة أي إزعاج في الجهاز التنفسي، سواء أثناء الراحة أو أثناء ممارسة الرياضة”، كما نتحدث أيضًا عن ضيق التنفس المزمن عندما يستمر لمدة لا تقل عن ثمانية أسابيع.

ومن الناحية الطبية، “يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدل التنفس وتشبع الأكسجين ويمكن أن يصاحبه شعور بالتعب”، كما تقول كاميل غرانجون.

القلق سبب لضيق التنفس الجسدي والعقلي

وكما هو الحال مع المجهود البدني، فإن ضيق التنفس المرتبط بالقلق يكون عابرًا ويعود الشخص في النهاية إلى التنفس بمعدل طبيعي. في هذه الحالة، بالإضافة إلى ضيق التنفس، “يمكن أن يكون مصحوبًا بخفقان، وشعور بعدم الراحة وصداع أو حتى ألم في الصدر”، وهو ما أكدته غرانجون.

وأشارت غرانجون إلى أنه “على عكس السبب المرضي الذي يقلل من تشبع الأكسجين، فإن المؤشرات الحيوية جيدة”، وأضافت أن “فرط التنفس هو آلية تنظيم ذاتي لنوبات القلق”. ويمكن أن يظهر هذا الأخير أيضا جنبًا إلى جنب مع أعراض جسدية أخرى مثل “برودة اليدين أو تعرقهما، وجفاف الفم، والغثيان والتنميل أو الوخز في الأطراف”، وفقا لموقع “ويل آند جود”. وعلى الفور، يجب التفكير في طرق التنفس لإنهاء النوبة، أو التنفس في كيس.

ومع هدوء الأعراض يختفي ضيق التنفس، ولكن قد تبقى علامات القلق مثل الخوف والقلق والاجترار العقلي مع الأفكار الدخيلة واضطرابات النوم. ولهذا السبب، إذا استمرت قد يكون العلاج النفسي ضروريّا ويمكن استكماله بالتأمل، على سبيل المثال.

الربو وأمراض الرئة وانقطاع التنفس أثناء النوم.. الأمراض التنفسية

بشكل عام، تعتبر نوبة الربو أكثر أعراض الانزعاج التنفسي شيوعًا وتتميز بضيق في التنفس وصفير يدوم من بضع دقائق إلى بضع ساعات، وبين النوبتين يعود التنفس إلى طبيعته، ولكن يختلف تواتره وشدته من شخص إلى آخر.

وتحدث هذه النوبات بسبب التهاب مزمن في القصبات الهوائية، وتفسر الطبيبة كاميل غرانجون ذلك قائلة “تتقلص هذه القصبات، مما يعرقل دوران الهواء، وهو ما يفسر هذا الصفير”، موضحة أن “السعال المزمن والشعور بالضيق في الصدر يتفاقمان”.

وحسب موقع وزارة الصحة، يمكن أن يطلق على الربو أيضا اسم “الحساسية” عندما يكون نتيجة التعرض لعناصر مسببة للحساسية ويسبب التعب والشحوب المفاجئ.

إلى جانب ذلك، يمكن أن يرتبط ضيق التنفس أيضًا بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية وانقطاع التنفس أثناء النوم أو بشكل أخطر، في حالات سرطان الرئة أو الانسداد الرئوي، والتي غالبا ما تمر دون أن يلاحظها أحد، لأن الأعراض الرئيسية تتمثل في خفقان القلب وارتفاع معدل ضربات القلب”.

ومثل كوفيد-19 أو الأنفلونزا أو السعال الديكي، من المرجح أن تشمل العدوى ضيق التنفس من بين أعراضها، لكن تظل الحمى أكثر أعراضها شيوعا. إلى جانب ذلك، يمكن أن تحدث أيضا قشعريرة وتعرق وسعال والتهاب في الحلق واحتقان الأنف وآلام في الجسم.

أمراض القلب.. عندما لا يضخ القلب الدم بشكل كاف

وبينت الطبيبة كاميل غرانجون أنه يمكن لخلل في القلب أن يفسر بسهولة ضيق التنفس غير المعتاد، لأنه يتسبب في دوران الدم عبر الرئتين، وإذا كان القلب لا يضخ الدم بشكل كاف، فإننا نتحدث عن قصور القلب. ويوضح موقع التأمين الصحي أنه في هذه الظروف، يرجع ضيق التنفس إلى “ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الرئوية، مما يمنع الرئتين من أداء وظائفهما بشكل سليم”.

ويمكن أن يسبب أيضًا زيادة سريعة في الوزن، وتورم القدمين والكاحلين، والتعب المفرط والسعال وضيق التنفس عند الاستلقاء، خاصة في الليل، وهذا الأخير يتطلب استشارة طبية عاجلة.

من جانب آخر، يمكن أن تسبب النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية، وألم الصدر الناجم عن عدم كفاية تدفق الدم ومستويات الأكسجين إلى القلب صعوبة في التنفس.

أسباب أخرى نادرة

وفي حالات نادرة، حسب كاميل غرانجون، “يمكن أن يؤدي فقر الدم الشديد جدا إلى ضيق في التنفس، لأن هؤلاء الأشخاص لديهم عدد أقل من خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن حمل الأكسجين”. ولذلك فمن الممكن أن يعانوا من ضيق التنفس أثناء النشاط البدني “لأن الدم لا يستطيع نقل كمية الأكسجين الإضافية التي يحتاجها الجسم”، وكرد فعل “يتنفسون بسرعة وبعمق في محاولة لزيادة كمية الأكسجين الموجودة في الدم”.

وأضاف موقع التأمين الصحي أن ذلك قد يحدث أيضا بسبب خلل عصبي دماغي في الجهاز التنفسي، أو ورم في الأنف أو الحلق، أو تسمم مزمن بأحادي أكسيد الكربون.

متى يجب استشارة الطبيب؟

واختتمت الكاتبة التقرير بالقول إن ضيق التنفس يجب أن يكون من الأعراض التي تدعو للقلق وتحفز على استشارة الطبيب إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى، فمن وجهة نظر غرانجون، فإن الأعراض التالية ليست خادعة “سعال مزمن، أو ألم في الصدر، أو انخفاض في ضغط الدم، أو حمى أو قشعريرة، أو خفقان أو عدم انتظام في ضربات القلب”، فكلها تعدّ مؤشرات، خاصة إذا كان ضيق التنفس يتزايد تدريجيّا أو يستمر لبعض الوقت.

وأشار دليل التأمين الصحي أيضًا إلى “الارتباك أو الهيجان أو فقدان الوعي، بالإضافة إلى فقدان الوزن والتعرق الليلي”. بالتالي، سيقرر الطبيب بعد ذلك الفحوص اللازمة التي سيتم إجراؤها اعتمادا على طبيعة وشدة الأعراض والعمر والظروف الكامنة.

المصدر: الجزيرة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M