ما نرفضه ونحاربه هو الاستغلال السياسي للأمازيغية
هوية بريس – د.محمد عوام
يحسب بعض الطائفيين ممن ينتسب إلى الأمازيغ أننا تنطلق من نعرة عصبية ضد الأمازيغ، وما علم المسكين أنه إنما يظن ظنا، وله في ذلك تدليس وتلبيس، وإنما الذي ترفضه ونحاربه هو الاستغلال السياسي للأمازيغية، خدمة للاستعمار وتمكينا لمشروعه الخبيث من تفكيك الأمة، وجعلها أعراقا متناحرة، ودولا متحاربة، وإثنيات متنازعة.
هذا الذي نحاربه ونرفضه رفضا باتا، فلسنا ولله الحمد ضد الأمازيغ، وكيف أفعل ذلك، والله تعالى يقول:”يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم.” وقد جاء عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:”لا فضل لعربي على عجمي…إلا بالقوة.” فالتقوى هي ميزان التفاضل، ولا يعلمنا إلا الله تعالى. فالعصبية القبلية والعربية من الجاهلية.
وكيف أفعل وأنا غارق في الأمازيغ من جهة الأم، وأصهاري أمازيغ، ومنذ صغري وأنا أسمع الأمازيغية، كما أسمع الشمالية من جهة الأب. وهذا اليوم صار أغلب الأسر المغربية نادرا وبخاصة في المدن الكبرى، ما تجد أسرة خالصة أو لم يتصاهر أحد أفرادها مع الأمازيغ.
أين المشكل الخطير؟ المشكل يكمن في وجود تيار استغل الأمازيغية، وتدثر بجلبابها، لكنه في الحقيقة له رجل قديمة قد وضعها مع الاستعمار الفرنسي، الذي أسس معهد إيكس إيرو على يد مسيو أرسن، ورجل أخرى مع الصهيونية، فابتكروا له سنة مكذوبة، كما ابتكروا له حرف تيفيناغ المزعوم، مع أن أقدم مخطوط أمازيغي الٱن على وجه الأرض كما يقول عالم اللسانيات الأمازيغي الريفي محمد الأوراغي مكتوب بالحرف العربي.
ثم إنني مع البحث العلمي مهما كانت نتائجه، دون توظيف سياسي، أو تحريف إيديولوجي، ومن التمويه بمكر وخديعة يصور هؤلاء أن العرب احتلوا البلاد ولم يتركوا معهم أحدا، هذا افتراء يكذبه التاريخ ويلعنه.
وختاما فإن التيار الأمازيغي المنبطح للاستعمار والصهيونية خطره مثل خطر التطبيع أو أشد، بل وجه وعملة أخرى للتطبيع والصهيونية والاستعمار الفرنسي، لكن سينقلبون خاسئين مندحرين بالحجج الدامعة وبشرفاء الأمازيغ الأصلاء الذين يرفضون أن يكونوا ذيلا لغيرهم، أو متنكرين لإسلامهم ووطنيتهم.