كتب مراسلة صحيفة “الغارديان” في القاهرة روث مايكلسن عن محمد علي الذي يبث فيديوهات تدعو إلى التظاهر ضد نظام عبد الفتاح السيسي، قائلة “مقاول، ممثل، وزعيم احتجاج؟ المنفي المصري الذي يقود معارضة نادرة.
وترى الكاتبة أن أشرطة محمد علي عن الفساد ليست المصدر الوحيد الذي دفع المصريين للخروج في تظاهرات نادرة نهاية الأسبوع الماضي ولكن الأوضاع المعيشية القاتلة التي يعيشونها، وأشارت إلى أن الدعوات للتظاهر لم تكن من مصر بل من مصدر غير متوقع يعمل في المقاولات وفي التمثيل ويعيش بالمنفى في مدينة برشلونة الإسبانية والذي كشف عن حجم الفساد في مصر عبر سلسلة من الفيديوهات التي وضعها على صفحته في فيسبوك. وتقول إن محمد علي الذي يظهر عادة بقميص مفتوح وبسيجارة باليد ويتحدث بلغة الشارع ويسب ويشتم كأبناء الطبقة العاملة في محاولة لتقديم نفسه على أنه رجل الناس، ودعا يوم الجمعة إلى مليونية. ووجه علي كلامه إلى السيسي بالقول أنه ظالم وفاشل جاع الناس في عهده. ويقدم علي تسجيلاته التي تصور المصريين المحرومين، والتي تقطعها قهقهات السيسي، على خلفية موسيقى مؤثرة.
ظهر أول فيديو له بداية شتنبر حيث بدأ الناس يتحدثون عنه أكثر مما فعلوا عن أفلامه. وهو مثال نادر عن رجل انتفع من النظام العسكري للسيسي قرر التحدث ضد الرجل الذي كان يدفع له. فهو لم يتحدث عن الفساد بل وكشف عن الوسخ والعلاقة المعقدة والشعور بالمظلومية داخل الطبقة الخاصة المقربة من الرئيس.
وزعم أن الجيش بذر أموال الشعب على مشاريع لا أهمية لها، وأنه لم يحصل على أتعابه 220 مليون جنيه مصري لقاء بناء فندق فاخر، وأن زوجة السيسي أمرت بإجراء تحسينات بالملايين على القصور الرئاسية.
وتقول الصحيفة إن جرأة علي في الكلام عن الفساد ضربت على وتر حساس عند المصريين الذين يعانون من سنوات التقشف التي مارستها حكومة السيسي عليهم. وهو وإن لم يقدم أي دليل لدعم مزاعمه إلا أنه لم يكن بحاجة بلد تعيش نسبة 32.5% من سكانه تحت خط الفقر. ولأن محمد علي عبّر عن استعداد لكي يتحدى السلطة فقد قاد البعض لكي يشك في أنه ربما كان واجهة لقوى أكبر منه داخل النظام المصري نفسه. ورفض الرد على طلبات الصحافة التقليدية للتعليق أو محاولة فحص مزاعمه. إلا أن مزاعم الفساد ظلت مجرد تخيلات، حتى قام السيسي بمنحها ثقلا عندما رد عليها من خلال مؤتمر تم التحضير له على عجل وقبل موعده المقرر العام المقبل وقال فيها إنه يبني بالطبع قصوراً وسيبني أخرى، ولكنها ليست باسمه بل باسم مصر.
وبرز محمد علي من حي العجوزة الفقير في القاهرة إلى شركة الإنشاءات المجمدة الآن واسمها أملاك، والتي حصلت على عقود مربحة من الجيش. وبعد أن تعاون مع وزارة الهجرة لإنتاج فيلم “البر الثاني” الذي حاول من خلال إقناع الشباب المصري بعدم المخاطرة بحياتهم وركوب القوارب نحو أوروبا، مشى في 2016 على البساط الأحمر في مهرجان كان محاطا بحارسين ضخمين. وتم بيع كل تذاكر العرض لأن محمد علي اشتراها كلها، ولكن الفيلم فشل في شباك التذاكر لاحقا.
ويقول أنور السادات، إبن أخ الرئيس السابق “ليس عمر الشريف، فهو دائما يمثل نفسه” وقال إن حصوله على العقود من الجيش تعني أن العسكر لا يقدرون شركاءهم أو يختارونهم بطريقة جيدة. ورفض السادات الذي ينتمي إلى عائلة عسكرية أي طرح يقول إن علي هو واجهة لقوة في النظام تحاول الإطاحة بالسيسي. فقد قاد هذا حملة قمع ضد معارضيه السياسيين وقام بتعديلات في مؤسسات الأمن والجيش وتم تطهيرها من الأشخاص الذين يشك بولائهم. ولكن السادات أضاف أن ما يقوله المقاول قد يضرب على وتر حساس للجنود الغاضبين من الحياة الباذخة التي يعيشها قادتهم ” فهم يتلقون رواتب جيدة ولكنهم يريدون المزيد لأن الحياة مكلفة جدا” ثم “يسمعون عن هذه القصص”. وحذر علي في آخر شريط له معلقا على التعاون المصري- الإسباني أنه سيحمل الحكومة الإسبانية المسؤولية لو تعرضت حياته للخطر. ويرى محمود، متظاهر في السويس أن محمد علي هو “لص لديه مشكلة مع اللصوص ولهذا قرر فضحهم”. وقال محمود إن بعض السذج ربما صدقوا محمد علي، “لكنني أعرف أن الحكومة هي مجموعة لصوص ومن حقي الاحتجاج”.